أبدت الولاياتالمتحدة ترحيبها بما تشهده مصر حاليا من حراك سياسى على خلفية ظهور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على مسرح السياسة الداخلية وحديثه عن رغبته فى المشاركة فى الجهود الرامية إلى تحقيق إصلاح سياسى شامل فى مصر. ونقلت وكالة يونايتد برس الأمريكية للأنباء عن «بى جيه كراولى» المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله: إن الحراك السياسى الذى تشهده مصر حاليا «شأن داخلى خاص بالمصريين، لكننا نحب أن نرى بزوغ عملية سياسية تنافسية وشاملة، تقدم الفرصة لأكثر من مواطن فى مصر للمشاركة فى العملية السياسية والإيمان بها، وفرصة لتشكيل مستقبل الحكم فى البلاد فى مصر». ونشرت مجلة فوربس الأمريكية تقريرا حول ظهور البرادعى فى مصر تحت عنوان «أمل على النيل»، مشيرة إلى أن عودة محمد البرادعى إلى مصر أثارت موجة من الأمل بين قطاع كبير من المصريين الحالمين بإجراء إصلاحات سياسية وقالت المجلة إن إعلان البرادعى رغبته فى العمل السياسى يشكل أهم تطور فى السياسة المصرية خلال سنوات، مشيرة إلى أنه رغم أن «لا القانون المصرى ولا نظام الحكم المستبد للرئيس حسنى مبارك سيسمح للبرادعى بخوض الانتخابات الرئاسية فإن مجرد إعلان رغبته فى تحدى مبارك أعطى حيوية للعملية الانتخابية الراكدة فى مصر». وفى إطار الاهتمام الإعلامى الأمريكى نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرا تحت عنوان «بيان موجز: من يحكم مصر بعد مبارك؟» طرحت فى خمسة أسئلة حول خلافة الرئيس مبارك. وفى حين ترى الصحيفة جمال مبارك نجل الرئيس الأصغر، والمصرفى السابق، مدعوما بجماعات رجال الأعمال المرشح الأوفر حظا لخلافة والده فإنها ترى أن البرادعى هو المنافس المحتمل الذى يتمتع أيضا بفرصة قوية للفوز إذا أجريت الانتخابات بصورة نزيهة. لكن تقرير كريستيان ساينس مونيتور يرى انه ليس من أهداف البرادعى كما يبدو أن يصبح رئيسا لمصر، بل يريد إنجاز إصلاحات ديمقراطية فى النظام السياسى المصرى. وطرحت كريستيان ساينس مونيتور سؤالا حول «العقبات التى تواجه عائلة مبارك فى محاولتها إدارة تسليم وتسلم السلطة؟»، فى إشارة إلى سيناريو التوريث، حيث تؤكد أن عدم شعبية جمال مبارك هى «كعب أخيل» أى نقطة الضعف بالنسبة له، وفى محاولة للتغلب على هذه النقطة، قال تقرير كريستيان ساينس مونتر، إن النظام حاول تصوير مبارك الابن باعتباره «واحد من الناس»، وذلك بحضوره مباريات كرة القدم ذات الشعبية العالية فى مصر، والظهور فى الصور مع لاعبى المنتخب. لكن الأهم بحسب الصحيفة هو التعديلات الدستورية التى تمنع عمليا أى مرشح يمكن أن يمثل تهديدا لمرشح النظام أى كان بما يمهد الطريق أمام سيناريو التوريث.