رفضت المنظمات الإسلامية فى سويسرا مبادرة حظر المآذن التى ستعرض على الشعب السويسرى فى استفتاء عام يوم 29 من الشهر الحالى. وأمام ممثلى وسائل الإعلام فى سويسرا، شدّد عدد من وجوه الجالية المسلمة أمس الأول على أنهم «لا يريدون أن يُستخدموا كدروع بشرية فى معارك اليمين المتشدد». ونقل موقع «سويس إنفو» السويسرى عن وفارهاد أفشار، رئيس تنسيقية الجمعيات الإسلامية، أنه «رغم الاستياء العميق الذى يشعر به أبناء الأقلية المسلمة بسبب الحملات المتلاحقة ضدهم، فإنهم متمسكون بالهدوء» كما أنهم «لا ينوون شن حملة مضادة منفردة ضد مبادرة المآذن»، لأن القضية بالنسبة لهم «تخص المجتمع السويسرى بأسره، فضلا عن أنها تشوّه سمعة سويسرا فى الخارج». وأشار عادل الماجرى، رئيس رابطة مسلمى سويسرا، إلى أن الحملات الانتخابية المتتابعة التى استهدفت المسلمين فى سويسرا فى السنوات الأخيرة «قد كرّست صورة نمطية وسلبية عن الأقلية المسلمة، وغذّت الشكوك حول ولائها إلى المجتمع السويسرى». بل يذهب الماجرى الذى يرأس أيضا رابطة مسلمى سويسرا إلى حد اتهام الداعين إلى هذه المبادرة ب«تعزيز مشاعر الكراهية ضد الإسلام، بشكل مباشر ومفضوح». وأعلنت المنظمات الإسلامية على امتداد التراب السويسرى تنظيم يوم مفتوح فى أكثر من 100 مسجد ومصلى فى إطار «أسبوع الأديان فى سويسرا»، ويهدف من خلاله المنظمون كما يشرح عادل الماجرى إلى «إيصال صورة الإسلام السمحة إلى عامة المواطنين السويسريين، وإلى تعريفهم ببرامج ومناشط الجمعيات الإسلامية، وإلى تحسيس المواطنين عامة بالضيق الذى يعانيه جيرانهم من المسلمين بسبب الحملة الظالمة التى يشنها ضدهم اليمين المتشدد». وردا على أوسكار فرايزنجر، النائب اليمينى المتشدد وأحد متزعمى الحملة الداعية إلى حظر المآذن، بأنه «ما لم يحدث الفصل بين الكنيسة والدولة فى الإسلام، لا مكان للمآذن هنا (فى سويسرا)»، قال الماجرى إن «الإدعاء بأن المسلمين، سوف يطالبون بتطبيق الشريعة بعد الانتهاء من تشييد المآذن، فإنما هى واحدة من الكليشيهات الكثيرة الخاطئة التى تروّج حول الأقلية المسلمة»، ومنها مقولة «عندما يسعل أفغانى فى كابول، تحمّل المسئولية على ذلك للمسلمين فى سويسرا»، كما أشار ساخرا فارهاد أفشار. أشارت أينور أكالين إنش، رئيسة مجلس معهد تعزيز الحوار بين الثقافات فى سويسرا، إلى «الإساءة البالغة التى تشعر بها المرأة المسلمة فى سويسرا نتيجة الصورة المشوّهة التى تروجها عنها الملصقات التشهيرية لليمين المتطرف» وكل ذلك أدى إلى ازدياد نسبة التحرشات والإساءات اللفظية ضد المسلمات. وأعرب يورج شتولس، مدير مرصد الأديان بجامعة لوزان، عن ارتياحه لأن «الأقلية المسلمة فى سويسرا منفتحة جدا للحوار بين الأديان، وما يشجّعها على ذلك الحياد التام للإدارة السويسرية فى المسالة الدينية». لكن الماجرى اختتم حديثه بتساؤل مرير: «إذا كان كل المسلمين لا يصل إلى 5% من مجموع السكان، ونسبة الملتزمين بينهم لا تصل إلى 10%، فكيف يمكن أن يمثلوا مشكلة بالنسبة للمجتمع السويسرى؟».