كشفت مصادر فلسطينية ومصرية أن حركة حماس كانت قد ألمحت للقاهرة منذ جولات الحوار الفلسطينى الأولى مطلع مارس الماضى إلى رغبة الحركة فى الحصول على ضمانات أمريكية لتأكيد جدية أى اتفاق مصالحة يتم التوصل إليه مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. وأكد مصدر من الحركة نفسها ل«الشروق» أن الحركة كانت ترى فى خطاب الرئيس الأمريكى قبولا بإمكانية التعامل معها. وأشار المصدر إلى أن إشارات غير مباشرة استلهمت منها الحركة عبر القاهرة ومن خلال مسئولى ملف الحوار أن واشنطن كانت على استعداد لاحتواء الحركة والاعتراف بوجودها شريكا رئيسيا فى السلطة، شريطة تعامل حماس بإيجابية مع شروط الرباعية الدولية، ولم ينف المصدر أن حماس كانت تتعامل مع الأمر بجدية غير أن زيارات مسئولين أمنيين إسرائيليين إلى واشنطن غيرت ذلك التوجه، مما أكد للحركة أنه لا يمكن الرهان على أوباما نفسه». وأضاف المصدر: «إن أمريكا تخلت عن حليفها عباس لمجرد أنه رضخ للضغوط الشعبية وضغوط الحركة من أجل إعادة تقرير جولدستون إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة». وفى هذا السياق قال فوزى برهوم المتحدث باسم حماس إن هناك تراجعا كبيرا فى الموقف الأمريكى «حيث تعطى الإدارة الأمريكية السلطة الفلسطينية أقوالا فى حين تعطى المحتل الصهيونى أفعالا على الأرض»، معتبرا أن هذا التراجع الخطير فى الموقف الأمريكى «هو نتيجة لضغوط جماعات اللوبى الصهيونى التى لاتزال تمارس ضغوطها على الإدارة الأمريكية للتغطية على جرائم العدو الصهيونى». وفى سياق متصل التقى أمس فى دمشق خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس وفدا برلمانيا بريطانيا برئاسة اللورد محمد الطاف شيخ بعد لقاء أجراه الوفد مع الرئيس السورى بشار الأسد أمس الأول لبحث قضيتى اللاجئين العراقيين وتطورات القضية الفلسطينية، الأمر الذى اعتبره مراقبون يمثل تحولا فى سياق تحركات حماس تجاه أوروبا التى يمكن الرهان عليها بدلا من الولاياتالمتحدة، غير أن الناطق باسم الحكومة البريطانية مارتن دى قال فى اتصال مع «الشروق» من لندن الزيارة غير حكومية وغير رسمية، وبالتالى لا يمكن اعتبارها نوعا من التقارب بين الحركة ولندن فى إطار يمكن الاعتراف به، إنما هى لقاءات تتم فى أطر برلمانية فقط. فى المقابل قال مصدر سورى مسئول ل«الشروق» إن هذه الزيارة ليست هى الأولى من نوعها، وإن «هناك خطوطا بريطانية رسمية جريئة تنفح على حركة حماس» وقال المصدر: «نحن فى سوريا نشجع مثل هذه الخطوات، حيث نطالب الأطراف الأوربية بالاستماع إلى حماس كما تسمع إلى الطرف الآخر فى السلطة». وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية توجه القيادى فى الحركة محمود الزهار إلى دمشق قادما من الكويت، وهى الزيارة التى تؤكد مصادر من الحركة أنها تأتى بعد سلسلة من الاتصالات لم تنقطع بين الزهار والقاهرة فى محاولة لإحداث اختراق فى موقف الحركة تجاه توقيعها على الوثيقة المصرية للمصالحة، خصوصا بعد تأكيدات من القاهرة أنها ستضع ملاحظات جميع الفصائل فى الاعتبار حال دخولها حيز التنفيذ. وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى حديثه لقناة «العربية» التلفزيونية إن الولاياتالمتحدة لم تقدم شيئا جديدا يحرّك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرا موقف واشنطن غير منطقى لأن تجميد الاستيطان لمدة ستة أشهر لا يعنى إيقاف الاستيطان بشكل كامل وهو شرط لاستئناف عملية السلام. وشدد فى حديثه على أنه لا يوجد خلاف بين السلطة الفلسطينية والولاياتالمتحدة حول استئناف عملية السلام، «لأن واشنطن تتفاوض مع تل أبيب وليس مع السلطة لأن موقف المفاوض الفلسطينى واحد ولم يتغير بشأن بدء المفاوضات التى يجب ان تتسم بوضوح المرجعية». كانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، قد أبلغت الرئيس الفلسطينى بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يصر على ألا يشمل وقف الاستيطان 3000 وحدة استيطانية قيد البناء، وأن يتم استثناء القدس والمبانى العامة من أى تجميد للاستيطان، ويحصل الفلسطينيون فى هذه الأثناء على تسهيلات، حيث يمكن أن تبحث إسرائيل إمكانية الانسحاب إلى حدود ما قبل انتفاضة الأقصى عام 2000.