قال البابا شنودة الثالث خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية مساء أمس الأول الأربعاء، إن ما يثار عن إعداد البعض للائحة جديدة لانتخاب البطريرك، لا يخصه شخصيا و«إنما يخص من يأتى بعدى». وأضاف البابا، الذى كان يرد على سؤال من أحد الحضور، أن لديه عدة ملاحظات «أولها أن اللائحة الحالية قدمها للدولة المجمع المقدس وهو جهة رسمية، أما الذين يقدمون لوائح حاليا فليست لهم صفه كنسية، ومن يقدم اللائحة لابد أن يكون هيئة رسمية كنسية»، على حد تعبيره. وانتقد الباب فكرة أن «تكون لائحة انتخاب البطريرك مفصلة تفصيلا على شخص بعينه لأن يكون بطريركا أو لمنعه من أن يكون بطريركا» قائلا: إن هذا لا يصح. ولائحة انتخاب البطريرك الصادرة فى عام 1957 هى من النصوص المثيرة للجدل فى الكنيسة حيث تشترط، حضور إمبراطور إثيوبيا وأعضاء مجلس الأمة من الأقباط لإتمام انتخاب البابا. وقال البابا إن «من يعملون على إعداد لائحة للقدوم بشخص بعينه يطالبون بإلغاء بند القرعة الهيكلية، بينما القرعة الهيكلية بتقنع الناس إن ربنا هو اللى جايب البطريرك، وبها (يقصد القرعة) اختير البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، واختير التلميذ الثانى عشر من تلاميذ المسيح بعد انتحار يهوذا (الذى خان المسيح وسلمه لليهود بحسب المعتقد المسيحى)، فنحن لا نوافق إطلاقا على حظر مبدأ القرعة ونعتبرها لعبة لا تصح أن تدخل فى المجال الكنسى». وتنص اللائحة الحالية على إجراء قرعة فى هيكل الكنيسة الكبرى لاختيار البابا من بين الثلاثة الأعلى أصواتا فى الانتخابات، وهو مبدأ سبق أن رفضه عدة أساقفة كبار منهم الأنبا جريجوريوس أسقف البحث العلمى الراحل. وردا على سؤال حول تسلم البابا مشروع لائحة انتخاب البابا التى أعدها العلمانيون، قال «لم يحدث، وأريد أن أخبركم أننا فى المجمع المقدس كل الأمور تمر بالإجماع الكامل، ولابد أن يوافق كل المجمع على أى مشروع، وليس وفقا للأغلبية العددية» نافيا أن تكون هناك مبادرة من 15 أسقفا لإعداد مشروع للائحة. وأضاف: «إحنا علشان ساكتين بيتكلموا من ورانا، أنا ساكت ساكت والناس عمالين يلعبوا، صحيح أنا ساكت لكن فاهم اللعب كله، وعارف الناس بالاسم، والظاهر أن الموضوع بيحمسكوا شويه أو بيفلفلكوا». وتسبب وقوف حمامة على طاولة البابا فى موجة من التصفيق الحاد، الذين اعتبروا الحمامة رسالة تأييد من السماء، فيما اعتبرها كبير مرنمى الكنيسة دليلا من الله على صحة مبدأ القرعة الهيكلية.