في استقبال دموي لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في زيارتها لباكستان يوم الأربعاء ، انفجرت سيارة مفخخة في سوق مكتظة في مدينة بيشاور الباكستانية ، مما أدى إلى مقتل 86 شخصا على الأقل وإصابة 213 آخرين بجروح. ووصلت هيلاري إلى العاصمة إسلام أباد قبل ساعات من التفجير الذي وقع في بيشاور ، ووصف بأنه من أكثر الهجمات التي تشهدها باكستان دموية في الفترة الأخيرة. ووقعت عملية التفجير في شارع مكتظ في سوق مينا - أكثر مناطق المدينة المضطربة ازدحاما - مما أدى إلى اشتعال حريق هائل وتسبب في انتشار الفزع بين مرتادي السوق. وصرح الطبيب حميد افريدي رئيس المستشفى الحكومية قائلا : "استقبلنا 86 جثة و213 جريحا ، ونواجه نقصا في الدم". وذكر عدد من الأطباء في مستشفى "ليدي ريدينج" الحكومي أن معظم القتلى هم من النساء والأطفال , وأطلق الأطباء نداء إلى السكان بالتبرع بالدم. وصرح شفقات مالك خبير تفكيك المتفجرات للصحفيين : "التفجير ناجم عن سيارة مفخخة , بعض الناس ما زالوا عالقين داخل مبنى , نحن نحاول إنقاذهم". وتسبب التفجير في المدينة الواقعة على مشارف منطقة القبائل المضطربة ، في احتجاز العديدين تحت أنقاض المتاجر المدمرة , وأجلت الشرطة السكان الذين تملكهم الرعب من بين حطام المباني المشتعلة ، كما سارع عمال الإطفاء إلى إخماد الحرائق. وأكد الطبيب مسلم خان أن : "الأشلاء منتشرة , والناس في كل مكان مصابون بحروق . توجد جثث والكثير من الجرحى". وتعد هيلاري كلينتون أرفع مسئول أمريكي يزور باكستان منذ أن وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما باكستان في قلب الصراع ضد القاعدة وجعل محاربة القاعدة في أفغانستان المجاورة على رأس أولوياته. وأكدت وزيرة الخارجية عقب التفجير أن الولاياتالمتحدة ستقف إلى جانب باكستان في قتالها ضد "الجماعات الوحشية المتطرفة". وصرحت في مؤتمر صحفي بأن : "باكستان تخوض كفاحا متواصلا ضد الجماعات المتطرفة العنيدة والشرسة التي تقتل الأبرياء وتروع المجتمعات". وأضافت : "هذا كفاحنا نحن أيضا ، ونشيد بالجيش الباكستاني لقتاله الشجاع , ونقف جنبا إلى جنب مع الشعب الباكستاني في قتاله من أجل السلام والأمن". وتأتي زيارتها في منعطف مهم لباكستان بعد أن أظهر تصاعد الهجمات الدموية أن متطرفي طالبان والقاعدة يستطيعون استهداف أي شخص في أي مكان ، وفي الوقت الذي يشن فيه الجيش هجوما واسعا. وأقرت هيلاري كلينتون بوجود "سوء فهم" و"خلل في الاتصالات" بين البلدين ، إلا أنها أكدت أن إدارة أوباما ملتزمة ببناء علاقة طويلة الأمد مع هذا البلد المليء بالاضطرابات.