طورت إسرائيل على مدى عقود سلاح الطائرات المسيرة لتصبح عرابة أكثر الأسلحة فتكا وتدميرا حول العالم لمجرد جنى الأرباح الخرافية لتلك التجارة ولكن ما لبث السحر إلا وانقلب على الساحر حتى أضحت "الدرونز" سلاحا متوفرا لدى أعداء إسرائيل المتنوعين لتشكل الدرونز قلقا على أمن إسرائيل القومى لتبدأ حينها بالاستنفار لصنع الدفاعات الخاصة لضرب الدرونز. وتعرض أسوشييتد برس موضوعا عن تحرك الجيش الإسرائيلى تجاه خطر الدرونز وبدء مرحلة جديدة لاستثمار شركات السلاح الإسرائيلية فى مضادات الدرونز. تملك الدرونز أفضلية نوعية علي سائر الأسلحة الجوية كالطائرات الحربية التقليدية والصواريخ الباليستية، حيث تطير الدرونز علي نحو منخفض لا تكشفه الرادارات بينما تعتمد نظام تحديد المواقع العالمى "جى بى إس" لتحديد أهدافها بدقة إلى جانب حملها لأدوات التشويش الإلكترونى التى تقوم بإعاقة المضادات الأرضية التقليدية. وعلاوة على ذلك تستخدم كثير من الدول الدرونز لأغراض سلمية ما يعنى انتشارها ما بدوره تصعيب المهمة على الدفاعات الأرضية لتحديد الدرونز الصديقة من المعادية. وأثبتت الدرونز نجاعة فى أضرارها، حيث أدى ضرب المنشآت النفطية السعودية لإفساد المناخ الاقتصادى العالمى بينما تسبب تحركات الدرونز التخريبية توقف مختلف المطارات البريطانية لنحو أيام فى كل مرة. وفى إسرائيل اخترقت درون معادية الأجواء قادمة من قطاع غزة لتضرب آلية للجيش الإسرائيلى بينما تمكن الجيش الإسرائيلى من إحباط خطة لاحقة لاستهداف إسرائيل من سوريا فى ذات الشهر. وتجولت أسوشييتد برس برفقة الخبراء الإسرائيليين فى مختبر قرب المطار الدولى، حيث يقبع جهاز مكعب الشكل أسود اللون يقول الإسرائيليون، إنه قادر على تعقب الطائرات المسيرة ليلا أو نهارا حتى إذا تخفت من الرادارات ولكن مدى الجهاز لا يتخطى الكيلومترات. وقال بن ناسى الباحث فى مجال تهديدات الدرونز فى مطار بن جوريون، إن الجهاز قادر علي تحييد الهدف على بعد كيلومترات ولكن المنظومة الدفاعية ستكون مقصورة علي الأماكن الحساسة كالمطارات والمنشآت النفطية، حيث يصعب عملها فى الأماكن المزدحمة بالأبنية وحركة الطيران المدنى. وأطلق الإسرائيليون على الجهاز الجديد اسم بوب ستار، حيث تنتجه الشركة الوطنية للجو والفضاء وفقا للمهندس آرييل جوميز العامل بنظام تشغيل الجهاز. وللتغلب على مشكلة تحديد الدرونز الصديقة من المعادية طورت شركة فيربال نظاما بيانيا يحوى بصمات 95% من الدرونز المتداولة فى السوق العالمى، حيث يستطيع البيان العمل على مدى كيلومترات لتحديد هوية الطائرة ومكان مشغلها فى مدة ثانيتين فقط بحسب آفنر تيرنيسكى مدير الشركة. وأضاف آفنر أنه تم تجريب النظام الجديد على زبائن الشركة كشرطة نيو يورك والأمن الوطنى الإسرائيلى والجيش الإسرائيلى. وتابع آفنر أنه باستخدام النظام تمكنت الشرططة الإسرائيلية من الإمساك ب20 شخص سيروا درونز بشكل غير قانونى قرب مناطق محظورة للطيران. وأوضح آفنر أن النظام يعتريه عيب صغير هو أنه يتعامل مع الطائرات المتداولة فى السوق العالمى ولكنه لا يملك بصمات بعض الدرونز المصنعة محليا لدى الجماعات المسلحة ولكن يبقى النظام على دراية بمعظم الدرونز المتوقع وجودها فى الأجواء. ويقول بن ناسى إن جهاز بوب ستار الموجود لدي الحكومة الإسرائيلية يستطيع تمييز الدرونز المسلحة من غيرها ولكنه لم يوضح كيف ذلك. وفى معرض الأسلحة الذى استضافته بريطانيا مؤخرا ساهمت عشرات شركات الأسلحة الإسرائيلية بعرض منتجاتها من السلاح المضاد للدرونز لتأخذ الريادة مجددا فى مجال مضادات الدرونز كما استحوذتا على إنتاج الدرونز ذاتها من قبل.
