استبعد نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو انهيار الحكومة الشعبوية في البلاد، وذلك في حوار له مع تلفزيون راي الحكومي الإيطالي. وقال دي مايو "إنني استبعد أنه يمكن ان تكون هناك أزمة،تلك هي القوى المحركة لأي حكومة يتم تشكيلها من قوتين مختلفتين". وذلك خلال وصفه للتوتر مع شريكه في الحكومة ماتيو سالفيني من حزب الرابطة. وأوردت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية أن دي مايو دعا زميله نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ماتيو سالفيني للقائه في وقت لاحق اليوم الجمعة لتخفيف التوتر. وتسبب اختيار وزيرة الدفاع الألمانية السابقة أورزولا فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية إلى نزاع خطير قد يزعزع مجددا استقرار التحالف اليميني الشعبوي في إيطاليا. فقد أعلن ماتيو سالفيني وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء ليلة أمس الخميس أنه لم يعد يثق بعد اليوم في شريك الائتلاف، حركة خمس نجوم. وهدد بفض الشراكة في الحكم مع حركة خمس نجوم وإجراء إنتخابات برلمانية مبكرة، وذلك في ظل تراشق لفظي مع قادة الحركة. وقال رئيس حركة خمس نجوم لويجي دي مايو: "حتى أقول الحقيقة فقد نفد صبري مما يحدث، فأنا أريد أن أواصل، ولكن الرابطة إن كانت تريد أن تهدم الحكومة، فعليها أن تقول ذلك صراحة". وقال سالفيني يوم الخميس في تصريح للصحفيين، خلال زيارته لفنلندا، “نافذة الانتخابات مفتوحة دائمًا”، مضيفا “من الغريب أن تشارك في الحكم مع من يسيؤون إليك”، وقال إن نائب (نائب رئيس الوزراء) لويجي دي مايو ورئيس مجلس النواب، روبرتو فيكو ورئيس الوزراء، جوزيبي كونتي “يتبادلون الأيام” في توجيه الانتقادات إليه. وفي حين أعطت حركة خمس نجوم أصواتها للوزيرة الألمانية، رفضت الرابطة هذا الأمر، كما أن الحزبين شهدا تباينا أيضا في الآراء حول مشروعات البنية التحتية، وحول موضوع الهجرة. يشكل الطرفان غير المتفاهمين منذ أكثر من عام الحكومة في إيطاليا، وشهد الائتلاف بينهما توترات متكررة منذ ذلك الوقت. وكان رئيس الوزراء جيوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأية أحزاب هدد بداية حزيران /يونيو الماضي بالاستقالة في حالة عدم توافق الفرقاء الحلفاء هناك. وانتقد كونتي هذا الأسبوع تصويت نواب حزب سالفيني (الرابطة) في البرلمان الاوروبي ضد الألمانية أوروزولا فون دير لاين لرئاسة المفوضية الاوروبية. كما إنتقد فيكو، القيادي في حركة خمس نجوم، رفض سالفيني المثول أمام البرلمان في قضية التمويل الروسي المزعوم لحزب الرابطة. ونفى كونتي في تصريحات سابقة هذا الأسبوع حدوث أية تداعيات على الحكومة بسبب قضية التمويل الروسي المزعوم لحزب الرابطة، حليف حركة خمس نجوم في الائتلاف الثنائي الحاكم، حيث من المنتظر أن يستجوب الادعاء العام بمدينة ميلانو في وقت لاحق اليوم جيانلوكا سافويني، المنتمي لحزب الرابطة، رئيس رابطة إقليم لومبارديا-روسيا، والذي يعتبر "حلقة الوصل" بين حزبه ومسؤولين روس في قضية التمويل المزعوم. وفي إجابة على سؤال بشأن مخاطر إنهيار الحكومة على خلفية بدء المدعي العام في تحقيقات قضائية في هذه القضية، قال كونتي”لا أعتقد ذلك، نظرا لأن سافويني لم يشغل أبداً أي منصب حكومي. لذا فإن حقيقة وجود تحقيق، يطاله هو فقط ، لا يعرض تماسك الائتلاف الحكومي للخطر“. وأضاف “لندع القضاء يتحقق. قد أوضحت بالفعل أنني أثق في وزير الداخلية (الأمين العام لحزب الرابطة) ماتيو سالفيني وبالطبع يتعين علينا أن نتسم بالشفافية”.
