أمس صدر الحكم الاستئنافى فى قضية عبارة السلام 98 بعد أن مات من مات وعاد من نجا وصرف بعض الأهالى التعويضات، لترتاح قلوب ذويهم فى الحالتين، ولكن يبقى أهالى المفقودين فى حيرة من أمرهم، فلا رفات لهم ولا دليل على غرقهم، وكثير منهم يؤكدون أن أقرباءهم ما زالوا على قيد الحياة. «ابنى مش مفقود ده اتخطف وودّوه الأردن بعد الحادثة بيومين» بنبرة كلها حزن وأسى وصف سامى السعدنى ما حدث مع ابنه الذى فقد بعد حادثة غرق عبارة السلام 98، وقال السعدنى «رأيت ابنى بعد الحادثة فى التليفزيون وفى نفس اليوم حادثنى عبر الهاتف وأخبرنى أنه فى الأردن»، ويستكمل السعدنى «أخبرت أحد معارفى هناك بمكانه ليطمئن عليه وعندما ذهب إلى ذلك المكان وهو ميناء العقبة أخبرته السلطات الأردنية بأنه وآخرين تم ترحيلهم إلى ميناء تبوك فى السعودية فسألنا عليه هناك قالوا لنا السلطات المصرية استلمته». وبعد مرور عشرة أيام على الحادثة اتصل أحد الأشخاص بالسعدنى وأخبره بأن ابنه بخير وأنهم يتحفظون عليه حتى انتهاء القضية. وقال السعدنى «بعد البحث عن الرقم الذى اتصل منه اتضح أنه لجهة سيادية فى السلوم». كان رد وزارة الخارجية عندما توجه السعدنى إليهم ليبحث عن ابنه الذى كان يعمل فى طاقم العبارة «هنحقق فى الموضوع ونرد عليك»!. بينما تقول أم مروة، شقيقة أحد المفقودين ويدعى سيد سليمان الذى كان يعمل على خدمة الحجاج «عندنا سى دى عليه لقطات فيديو لعدد من الناجين أذاعته إحدى القنوات الفضائية ويظهر أخى فيه»، وتضيف «تليفونه فى السعودية بيرن ومحدش بيرد وفى نوفمبر العام الماضى رن على ابن عمى من تليفونه وعاد ليرن علينا منذ 11 يوما»، حصلنا من أم مروة على رقم هاتف سيد واتصلنا به كثيرا ولكن لا أحد يرد. وأكد محمد هاشم، عضو هيئة الدفاع أهالى ضحايا عبارة السلام 98، أن هناك مستندات رسمية بشأن الكثير من المفقودين تؤكد أنهم ما زالوا أحياء، وأوضح أن عدد الشهادات الموثقة من الشهر العقارى برؤية بعض الشهود وصل إلى 17 شهادة. وقال أرسلتها لنيابة الغردقة، ليتم التحقيق فيها إلا أن النيابة لم تحقق فيها حتى الآن، على حد قوله. فى حين شكّك هشام رجب، المحامى السابق لأهالى المفقودين، فى وجود مفقودين من الأساس، مضيفا أن ما يقولونه عن إن ذويهم ما زالوا على قيد الحياة وأنهم يتلقون منهم اتصالات هاتفية كلام غير صحيح والدليل على ذلك أن أرقام التليفونات التى يدّعون أنهم تلقوا منها اتصالات ليس لها وجود على أرض الواقع على حد تعبيره. وأضاف رجب أنه «رفض الاستمرار فى الدفاع عنهم من أجل ذلك»، متسائلا حول عدم فتح تحقيق فى هذه الواقعة على الرغم من تلقى النيابة بلاغات بذلك. ومع ذلك يرى الحاج أبوشريف «أن إسرائيل لما اتاخد منها واحد هدت فلسطين لكن إحنا ولادنا على قيد الحياة ومحدش قادر يعمل حاجة»، ولكنه ما زال متيقنا من أن ابنه شريف محمود عبدالعزيز، ضابط تانى للعبارة، على قيد الحياة ويقول «شفت ابنى فى مستشفى الغردقة العام من بعيد ومقدرتش أعدى بسبب الكردون الأمنى اللى كانوا عاملينه لمنعنا من الدخول، وبعدها عرفت من ناس رفض ذكر اسمهم إنه فى السويس». وأضاف «أنا عارف ومتأكد إن ابنى عايش بس تقولى لمين دولتنا دى». جدير بالذكر أن الحاج أبوشريف قام باستلام شيكات التعويضات لكنه لم يصرفها قائلا «أصرفها ليه وأنا عارف إن ابنى موجود».