بالرغم من اقتراب الموسم من الانتصاف تقريبا، وعودة عمرو زكى من رحلة احترافية دامت لموسم واحد فقط فى انجلترا، حقق خلالها الكثير فى النصف الأول، وكان نصفها الثانى مليئا بالمنغصات، فإنه فى نهاية الموسم كان هو هداف فريقه. وخلال متابعتنا لبطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما والتى تستضيفها مصر فى الفترة من 16 سبتمبر وحتى 16 أكتوبر، التقينا صحفيا بريطانيا يعمل فى وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية للأنباء وقد قدم إلى مصر لمتابعة مونديال الشباب، وكان يستفسر عن زكى، وعن أحواله عقب رحيله من نادى ويجان أتليتيك وعودته إلى ناديه الأصلى الزمالك، لأن هناك الكثير من الجماهير الإنجليزية التى أغرمت باللاعب من خلال أدائه الموسم الماضى فى الدورى الإنجليزى تسأل عنه وعن أخباره فى الوقت الحالى رغم رحيله عن انجلترا. وطلب صحفى ال«أسوشيتد برس» منا تنظيم حوار مشترك مع زكى، وبالفعل قمنا بالاتصال بزكى، وطلبنا تحديد موعد معه، ورحب اللاعب بإجراء حوار معه، خاصة أنه حوار مشترك بين «الشروق» وواحدة من أكبر وكالات الأنباء العالمية، وذهبنا للقاء زكى وكان لنا هذا الحوار... حدثنا فى البداية عن شعورك الآن بعد مرور عدة أشهر على عودتك من الرحلة الاحترافية فى انجلترا؟ مؤكد أن الوجود فى انجلترا واللعب فى الدورى الإنجليزى شىء مشرف، فالدورى الإنجليزى هو أفضل وأقوى دورى لكرة القدم فى العالم، واللعب فى مثل هذا الدورى طموح بالنسبة لى، وشرف لى أن الدورى الإنجليزى كان أول محطة احترافية حقيقية فى مسيرتى، فعادة أى لاعب أفريقى يخرج للاحتراف فى أوروبا يحتاج إلى اللعب فى عدة أندية فى دوريات ليست فى نفس قوة الدورى الإنجليزى حتى تتهيأ له فرصة الانتقال إلى أحد الأندية التى تلعب فى الدورى الإنجليزى. والوجود فى الدورى الإنجليزى فى حد ذاته مكسب لأى لاعب، ورغم أننى كنت ألعب لناد ليس ضمن الأربعة الكبار (مانشستر يونايتد تشيلسى ليفربول الأرسنال)، حيث إن نادى ويجان ليس من الأندية الكبيرة هناك، إلا أننى كنت فى وقت من الأوقات هداف الدورى بعد الفرنسى نيكولاس أنيلكا لاعب تشيلسى. وفى ختام الموسم، كنت أنا هداف ويجان فى الدورى الإنجليزى برصيد 10 أهداف، رغم أننى لم ألعب طوال الدور الثانى من الدورى إلا 4 مباريات فقط كأساسى. وعقب انتهاء فترة إعارتى من نادى الزمالك إلى ويجان، كان من الطبيعى أن أعود إلى الزمالك، وفور عودتى حصلت على بعض العروض للعودة إلى أوروبا من جديد، أبرز هذه العروض كان من نادى مالاجا الإسبانى، وبورتسموث الإنجليزى، بالإضافة إلى عرض من اليونان وبعض العروض من منطقة الخليج العربى. ورفض نادى الزمالك كل هذه العروض، ليس اعترضا على المقابل المادى، بل نظرا لتمسك ممدوح عباس رئيس النادى ببقائى، حيث كان يعكف على بناء فريق قوى لنادى الزمالك يكون قادرا على المنافسة وحصد بطولة الدورى فى مصر. واحترمت رغبة النادى ورئيسه فى بقائى، لأنه يجب أن احترم هذه الرغبة، لأننى مرتبط مع الزمالك بعقد ينتهى بنهاية الموسم القادم 2010 2011. بعد موسم كامل قضيته فى الدورى الإنجليزى، هل ترغب فى خوض تحد جديد مع فريق آخر فى الدورى الإنجليزى، أو أى دورى آخر فى أوروبا؟ التحدى مطلوب لأى لاعب كرة قدم، فشخص بدون تحد لا يصلح لأن يكون لاعب كرة قدم. خلال الفترة الماضية وبعد عودتك من انجلترا هل تلقيت أى عروض للانضمام لأندية أوروبية بشأن الانتقال إليها فى يناير المقبل أو عقب نهاية الموسم؟ آخر العروض التى تلقيتها كان قبل بداية الموسم فى مصر بيومين من نادى بورتسموث الإنجليزى، وعرض وقتها 3 ملايين جنيه إسترلينى على الزمالك مقابل شرائى نهائيا، ولكن ممدوح عباس رئيس نادى الزمالك رفض، وكانت هناك حوالى خمسة أو ستة عروض أخرى، ولكن كما قلت النادى فضل بقائى. وهناك اتصال دائم بينى وبين المسئولين فى نادى بورتسموث بشأن الانتقال إلى صفوف الفريق ربما فى يناير المقبل، ولكن الحديث فى كل هذه الأمور مؤجل فى الوقت الحالى حتى انتهاء مباريات مصر فى تصفيات كأس العالم 2010. وبعد انتهاء التصفيات سوف تكون هناك مفاوضات بين رئيس نادى الزمالك ورئيس نادى بورتسموث حول انتقالى إلى انجلترا، وفى حالة وجود عروض من أندية أخرى سأرحب بها بكل تأكيد. سليمان الفهيم عندما كان صاحب نادى بورتسموث قبل أن يبيعه إلى على الفراج المستثمر السعودى، وأنت تقول إن هناك مفاوضات مستمرة.. فهل تفاوض معك الفهيم شخصيا؟ تحدث معى سليمان الفهيم مرتين تقريبا، وقمت بتقديم التهنئة له على شراء نادى بورتسموث فى المرة الأولى، فإن يمتلك شخص عربى ناديا يلعب فى الدورى الإنجليزى هذا شرف بكل تأكيد لى ولكل العرب. هذه كانت المكالمة الأولى، أما المكالمة الثانية فأكد لى فيها تمسكه بضمى إلى الفريق، وقال لى إنه سوف يقدم عرضا إلى نادى الزمالك فى يناير المقبل، وكان هذا قبل أن يبيع النادى بالطبع. وما هو انطباعك عن تجربتك فى اللعب بالدورى الإنجليزى والموسم الذى قضيته فى ويجان؟ نادى ويجان قدم لى فرصة كبيرة جدا لإثبات أن اللاعب المصرى لاعب جيد، وجدير باللعب فى أفضل الدوريات فى العالم. وأثناء وجودى فى ويجان، أتيحت لى فرصة التعرف على نظام جديد فى كرة القدم، وهو نظام احترام اللاعب للنادى، واحترام النادى للاعب، ورأيت حكاما مختلفين يحتسبون أخطاء لا تحتسب فى مصر، ويحتسبون لعبات أخرى تحتسب أخطاء فى مصر، ولعبت على استادات وملاعب مختلفة فى الوقت نفسه. وأفادنى ويجان وقت وجودى فى انجلترا فى تعلم أن كرة القدم احتراف، بل إنها تجارة أو «بيزنس» على عكس العاطفة التى تسيطر بنسبة كبيرة على كرة القدم المصرية، بدليل أن لاعبا مثل البرتغالى كريستيانو رونالدو كان يلعب فى مانشستر يونايتد، وكان معشوق الجماهير هناك، ولكن توفرت له فرصة أفضل فى ناد كبير أيضا وبمقابل مادى أفضل فى ريال مدريد، فرحل وترك مانشستر بدون أى مشكلة، فهذا هو الاحتراف الذى تعلمته فى ويجان. وتجربة ويجان جعلتنى أتعامل مع الإعلام الإنجليزى الذى يختلف تماما عن الإعلام المصرى الذى يركز على الناديين الكبيرين الأهلى والزمالك ومعهما الإسماعيلى، بينما فى انجلترا ومن خلال ويجان تعاملت مع الإعلام الإنجليزى الذى يعطى كل ناد فى الدورى الإنجليزى حقه بغض النظر عما إذا كان هذا النادى من ضمن الأربعة الكبار أم لا. ستيف بروس المدير الفنى لويجان وقت كنت تلعب فيه أطلق تصريحات نارية ضدك، واتهمك بأنك أسوأ لاعب محترف شاهده.. ما تعلقيك على هذا؟ ستيف بروس مدرب على أعلى مستوى، ورغم هذه التصريحات التى انتقدنى فيها إلا أننى اعتز به جدا، وهو مدرب كان له فضل كبير علىّ بعد الله فى ظهورى فى الدورى الإنجليزى. أما بخصوص هذه التصريحات، فإنها كانت فى المقام الأول بسبب تعنت نادى الزمالك فى بيعى بشكل نهائى إلى ويجان، رغم طلب بروس ذلك أكثر من خمس مرات، وهو قد فعل ذلك لتقليل المقابل المادى الذى سوف يدفعه أى ناد مقابل شرائى، فمن وجهة نظره أن ويجان هو الذى أتى بى إلى انجلترا وقد تألقت من خلاله، ودفع النادى ما يقرب من 2.5 مليون جنيه إسترلينى مقابل استقدامى لمدة موسم واحد فقط على سبيل الإعارة، ولكن رغبة الزمالك فى أن يقوم بتسويقى بعيدا عن ويجان جعل ويجان يخرج من الصفقة خاسرا، لذا خرج بروس بهذه التصريحات، ولكن فى النهاية أنا احترمه كثيرا. هل ترى أنك أخطأت خلال الموسم الذى قضيته مع ويجان فى أى شىء؟ نعم، اعترف أننى أخطأت، ولكن خطئى لم يكن مقصودا، فهو نتيجة التكيف مع الأوضاع فى انجلترا، واختلاف نظام كرة القدم فى انجلترا عن مصر. على سبيل المثال، لو أتيت بلاعب إنجليزى ليلعب فى الدورى المصرى سوف يقع فى الأخطاء بكل تأكيد، نتيجة حاجته إلى وقت حتى يتكيف مع الأجواء والأوضاع فى مصر، وهذا هو ما حدث بالفعل معى فى انجلترا، فأنا لم أكن قد تكيفت مع الوضع فى انجلترا بشكل كاف. وأنا لم أخطىء فى حق بلدى أو فى مدربى بروس، فأنا تربيت طوال عمرى فى مصر وخلال مسيرتى مع كرة القدم داخل مصر وأصبحت معتادا على النظام المصرى وإذا مرضت والدتى مثلا وقمت بالاتصال بالمدرب واعتذرت له عن عدم حضور التدريب سوف يتفهم موقفى، وعندما أذهب إلى التدريب فى اليوم التالى سوف يسألنى الجميع عن حالها للاطمئنان عليها، أما فى انجلترا فالنادى والمدرب لا دخل لهما فى مثل هذا الشأن، فالتغيب عن التدريب لا عذر فيه. وأى لاعب لو كان فى مكانى كان سوف يخطىء نفس الخطأ، فالمرة الأولى تأخرت بالفعل عن موعد عودتى إلى ويجان، وفى المرة الثانية فاتتنى الطائرة، وأنا تصورت أن هذا لن يمثل مشكلة، ولكننى كنت مخطئا، وأنا أعترف بهذا ولا يوجد أحد يتعلم بدون أن يخطىء. فى الدور الأول الموسم الماضى سجلت أهدافا فى أندية كبيرة مثل ليفربول وأستون فيلا، فهل حاول أى ناد من الأندية التى سجلت فيها أهدافا بمحاولة ضمك إليها؟ حدث أن حاول أستون فيلا ضمى وعرضوا 15 مليون جنيه إسترلينى، وطلب نادى الزمالك 20 مليونا للاستغناء عنى، فلم تتم الصفقة، كما أن أستون فيلا كان يريد ضمى فى يناير، فى الوقت نفسه كان عقد إعارتى إلى ويجان ينتهى فى يونيو مع نهاية الموسم. ولو كنت منضما إلى ويجان بعقد بيع وليس عقد إعارة لما كان بروس ليتحدث عنى بهذا الشكل، ولما كانت ستكون مغالاة فى مطالب الزمالك المادية. هل ترغب فى العودة إلى الدورى الإنجليزى من جديد؟ مؤكد فأنا أرغب فى رد اعتبارى كلاعب أولا، ورد اعتبار اللاعب المصرى فى انجلترا، كما أننى كما قلت أخطأت وأرغب فى إثبات أننى تعلمت من هذا الخطأ، وربما إذا عدت إلى انجلترا اعتزل اللعب هناك. إذا حصلت على عرض جدى فى يناير.. هل سترحل، أم سوف تنتظر حتى نهاية الموسم؟ سيكون هذا الأمر بالتنسيق مع نادى الزمالك، ولو كان العرض من انجلترا للعب فى الدورى الإنجليزى سوف أضغط على الزمالك لقبول العرض. خلال موسم كامل فى الدورى الإنجليزى، ما هى أفضل ذكرياتك؟ كل هدف سجلته مع ويجان فى الدورى الإنجليزى هو أفضل ذكرى بالنسبة لى. ولكن أذكر جيدا أول هدف سجلته فى الدورى الإنجليزى أمام وست هام فى المرحلة الأولى من الدورى فى الدقيقة 47، عندما سجلت هذا الهدف لم أصدق نفسى وشعرت أننى أحلم. وقبلها بأسابيع كنت أتابع بطولة دورى أبطال أوروبا، وكنت أتابع مانشستر يونايتد وتشيلسى وليفربول، وكنت ألعب «بلاى ستيشن – play station» بفريق مانشتسر لأتعلم كيف ينفذ رونالدو الضربات الثابتة، وفجأة وجدت نفسى ألعب أمام رونالدو فى استاد أوولد ترافورد، وحصل رونالدو على بطاقة صفراء بسببى، فكل هذه ذكريات جميلة أذكرها بالطبع. إذا لاحت لك فرصة اللعب فى دورى آخر غير الدورى الإنجليزى، مثل الدورى الأسكتلندى على سبيل المثال وهو شبيه بالدورى الإنجليزى أو الدورى الألمانى أو الإسبانى هل ستتنقل إليه، أم أنك لا ترغب سوى فى الدورى الإنجليزى؟ الدورى الأسكتلندى كبير، وبه أندية كبيرة مثل رينجرز وسيلتيك، ولكن الدورى الإنجليزى فى المقام الأول بالنسبة لى. وإذا جاء عرض للعب فى دورى غير الإنجليزى لناد جيد سوف أقبل حتى تكون خطوة على طريق العودة إلى الدورى الإنجليزى. وماذا عن طموحاتك الحالية؟ حاليا طموحى وتركيزى منصب فقط على منتخب مصر الوطنى، حيث تتبقى لنا مباراتان فى غاية الأهمية فى تصفيات التأهل لكأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، الأولى غدا أمام منتخب زامبيا فى زامبيا والثانية ستكون يوم 14 نوفمبر المقبل على استاد القاهرة الدولى أمام الجزائر. برأيك لماذا منتخب مصر وهو بطل أفريقيا 2006 و2008 على التوالى يجد كل هذه المعاناة فى الوصول إلى كأس العالم؟ منذ فترة كبيرة جدا، ومصر لم تشهد جيل لاعبى كرة قدم أفضل من هذه الجيل، فجيلنا أفضل من جيل 1990، مع كامل الاحترام لهم ولكل الأسماء الكبيرة التى لعبت فيه، لأن متوسط أعمار الجيل الحالى جيد جدا، وهذا الجيل يلعب مع بعضه منذ 6 سنوات، ولديه ثقة كبيرة نتيجة الفوز ببطولتى أفريقيا 2006 و2008، ولديه خبرة كبيرة أيضا ولو لم نتأهل إلى كأس العالم 2010، لن نتأهل إلى أى كأس عالم، ودائما اللاعب المصرى يقدم مستوى رائعا عندما يكون تحت ضغط، فاللاعب المصرى دائما يختار الطريق الأصعب. هل ترى موقف مصر فى التصفيات صعب قبل مباراة زامبيا؟ نوعا ما، ولكن بعد خسارة مباراة الجزائر 3/1 فى الجولة الثالثة من التصفيات، عقدنا العزم فى منتخب مصر على أنه يتبقى لنا 4 مباريات علينا حصد 12 نقطة منها، حصدنا 6 نقاط، ويتبقى لنا 6 نقاط أخرى هى نقاط مباريات زامبيا والجزائر على الترتيب، هذا هو كل ما نفكر فيه ولن ننظر الآن إلى فارق أهداف أو إلى أى شىء فقط هدفنا هو الفوز بالنقاط المتبقية فى المجموعة. هل ترى أن عدم تأهل مصر والجزائر إلى كأس العالم منذ فترة طويلة هو السبب فى قوة المنافسة فى المجموعة الثالثة؟ لا ولكننى أعتقد أن تعادلنا مع زامبيا 1/1 فى المباراة الأولى فى المجموعة هو السبب فى هذه الصعوبة. كم كان عمرك عندما شاركت مصر لآخر مرة فى كأس العالم 1990 فى إيطاليا، وهل تابعت مباريات مصر فى البطولة؟ كان عمرى حوالى 7 سنوات، وأتذكر المباريات جيدا، خاصة مباراة هولندا التى انتهت بالتعادل 1/1.
