كشفت دراسة حديثة أن أكثر من 25% من مرضى السكر في الولاياتالمتحدة قد اضطروا إلى التخلص من العلاج بواسطة الإنسولين بسبب ارتفاع أسعاره. وكشف مسح أجرى على ما يقرب من 200 أمريكي يعانون من النوع الأول والثاني من مرض السكر، أن 26% منهم اضطروا لوقف العلاج بواسطة الإنسولين بسبب ارتفاع التكلفة المالية. ويأتى ذلك فى الوقت الذى يحذر فيه الأطباء من أن الإنسولين ليس دواء يمكن تقنينه بأمان، وقالت الدكتورة "كاسيا ليبسكا"، أستاذ الطب فى كلية الطب جامعة "ييل" في الولاياتالمتحدة: " بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكر النمط الأول، فإن الإنسولين يعد دواءا منقذا للحياة، وبدونه يمكن أن يلقى المرضى حتفهم فى غضون أيام قليلة". وأوضحت "ليبسكا" أن حوالى مريض من بين 5 مرضى يعانون من مرض السكر النمط الثاني بحاجة إلى الأنسولين لمنع حدوث مضاعفات على المدى القصير والطويل مثل العمى، الفشل الكلوي، والغسيل الكلوي، وأمراض القلب. وأظهر مسح أجراه مؤخرا "اتحاد مرضى السكر"الأمريكي، أن عددا مماثلا من الأشخاص بواقع 27% ممن شملهم المسح، قالوا إن التكلفة قد أثرت على معدل شراء واستخدام الإنسولين، وكان العديد منهم يأخذون الإنسولين بانتظام ولكن بمعدل أقل من الموصى به، أو تحولوا إلى أنواع إنسولين قليلة الثمن. من ناحية أخرى قالت الدكتورة "إليزابث روزنتال" الأستاذ في جامعة ييل: "ارتفعت تكلفة العلاج بالإنسولين بشكل كبير لتصبح من أهم العقبات والمشكلات الحقيقية التي تواجه المرضى مشيرة إلى أنه بين عامي 2007 و2017 تضاعف متوسط أسعار الجملة لأربعة أنواع من الإنسولين الأكثر تداولا وشعبية بواقع ثلاث مرات من السعر الحقيقي". وتابعت أنه بين عامي 2010 و2015، ارتفعت أسعار الجملة للإنسولين الشعبي إلى ما يقر من 1100 دولار في مقابل 258 دولارا للمريض الواحد" مؤكدا أن هذه الأسعار المرتفعة تفرض ضغوطا كبيرة على المصابين بمرض السكر النمط الأول، والذين غالبا ما قد بدأوا بالعلاج به. وقد أجرى المسح على 199 شخصا مصابا بمرض السكر بنوعية الأول والثاني وقد وصفت جميع أنواع الإنسولين لهم في الأشهر الستة الماضية وبسبب التكلفة، أفاد 32% ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و44 عاما بأنهم قللوا من معدلات استهلاكهم له مثلما فعل نحو 24 % ممن تراوحت أعمارهم ما بين 44 و64 عاما ومن بين هؤلاء تخطوا 64 عاما، كان 21% خفضوا من معدلات استهلاكهم للإنسولين بسبب التكلفة. ولم يقتصر استخدام الإنسولين على أساس التكلفة على أصحاء الأجور المنخفضة، بل أفاد ما يقرب من 20% من الأشخاص أصحاب الأجور المرتفعة أنهم خفضوا من معدلات استهلاكهم بسبب التكلفة.
