* غيبوبة مرض السكر: هذا النوع من الغيبوبة المتصل بمرض السكر يهدد حياة الشخص، وتوصف الغيبوبة هنا بأنها إحدى مضاعفات الإصابة بمرض السكر.وإذا كانت معدلات السكر عالية جداً فى الدم أو منخفضة جداً فإن الشخص قد يكون عرضة للدخول فى غيبوبة. أثناء الغيبوبة يكون الإنسان على قيد الحياة لكنه لا يستطيع إصدار أية استجابة أو حركة .. وكل هذا يترجم بأنه فاقد للوعي، وإذا لم يتم علاجها تودي بحياة الشخص ويتعرض للوفاة. غيبوبة مرض السكر مفزعة .. لكنه يمكن أخذ بعض الخطوات لتجنبها، وأولها يكون بإتباع خطة علاجية طبية يقرها الطبيب المتخصص لمريض السكر.* أعراض غيبوبة السكر: قبل دخول الشخص فى غيبوبة تظهر عليها إما العلامات التي تشير إلى الارتفاع العالي فى معدلات السكر بالدم أو إلى المعدلات المنخفضة جداً. أ- أعراض ارتفاع معدلات السكر ى الدم: - العطش المتزايد. - التبول المتكرر. - الإرهاق. - الغثيان والقيء. - قصر النفس. - آلام بالمعدة. - رائحة النفس التي تشبه الفاكهة.. - سرعة ضربات القلب. ب- أعراض انخفاض السكر فى الدم: - العصبية. - التعب. - إفراز العرق. - الجوع. - الميل إلى الغثيان. - الاستثارة. - عدم انتظام ضربات القلب أو سرعتها. - العدوانية والعداء. - ارتباك. هناك البعض من الأشخاص التي يحدث لها فقدان فى الوعي بسبب الانخفاض الحاد فى سكر الدم .. لكنه لا يسبقها أية علامات تحذيرية تُنذر بحدوث انخفاض فى معدلات السكر لديهم. إذا ظهرت أية أعراض على الشخص تشير إما إلى ارتفاع معدلات سكر الدم أو إلى انخفاضها لابد من إجراء اختبار لقياس معدلات السكر لمعرفة النسبة مع إتباع الخطة العلاجية التي تعتمد على نتائج الاختبار. إذا لم يلاحظ الشخص تحسن فوري فى حالته أو إذا شعر بازدياد الأعراض سوءً عليه بالتوجه الفوري إلى أقرب مساعدة طبية متخصصة لأنها تعتبر حالة طارئة. * أسباب الغيبوبة: معدلات السكر فى الدم العالية جداً أو المنخفضة جداً لفترة طويلة من الزمن قد تؤدى إلى العديد من الحالات التي ينجم عنها فى النهاية الإصابة بالغيبوبة. - فرط الكيتون السام (Diabetic Ketoacidosis): إذا افتقدت خلايا العضلات الطاقة، يستجيب الجسم لتعويضها باللجوء من المخزون من الدهون لكى يستخدمها، هذه العملية تكون الأحماض السامة التي تعرف باسم الكيتون (Ketones)، وبدون علاجها تسبب هذه الأحماض دخول الشخص فى غيبوبة وهذا النمط من الإصابات شائع بين الأشخاص التي تعانى من مرض السكر النوع الأول كما أنها من الممكن أن تؤثر على مريض السكر النوع الثاني أو على السيدات الذين يصابون بالسكر أثناء فترة حملهن (سكر الحمل). - متلازمة التركيزات العالية لسكر الدم (Diabetic hyperosmolar syndrome): إذا كانت معدلات سكر الدم وصلت إلى 600 ملجم/ديسيلتر (33 مليمول/لتر) وما يفوق هذا الرقم تسمى الحالة حينها بمتلازمة التركيزات العالية لسكر الدم (Diabetic hyperosmolar syndrome). عندما تصبح معدلات السكر مرتفعة فى الدم يصبح دم المريض سميكاً وشبيهاً بالشراب السكري المركز، ويمر السكر الزائد عن الحد من الدم إلى البول الذي يحفز عملية الفلترة التي تحدث والتي يتم فيها سحب كم ضخم من السوائل من الجسم. وبدون علاج هذه المتلازمة قد يدخل الشخص فى جفاف وغيبوبة، وهذه الحالة شائعة عند مريض السكر النوع الثاني فى المرحلة العمرية المتوسطة أو المتقدمة من العمر. - انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia): المخ يحتاج إلى الجلوكوز من أجل أن يؤدى وظائفه بكفاءة، فى الحالات الحادة قد تسبب انخفاض معدلات السكر فى الدم الحادة دخول الشخص فى غيبوبة، وأسباب الحالة هو أن الجسم يفرز كم هائل من الأنسولين أو نتيجة لعدم تناول القدر الكافي من الطعام، كما أن الإفراط فى ممارسة النشاط الرياضي أو الإفراط فى شرب الكحوليات يكون له نفس التأثير بالمثل * عوامل الخطورة: أى شخص مريض بالسكر يكون عرضة للإصابة بغيبوبة السكر. 1- إذا كان الشخص مصاب بمرض السكر النوع الأول، تزداد عوامل الخطورة للإصابة بالغيبوبة، إذا كان: - يعانى من ارتفاع معدلات الكيتون. - إذا كان حدث انخفاض حاد فى معدلات السكر. 2- إذا كان الشخص مصاب بمرض السكر النوع الثاني، تزداد لديه عوامل الخطورة للإصابة بالغيبوبة، إذا: (احتمالات الإصابة بالغيبوبة أكثر مع النوع الثاني من مرض السكر عن المصابين بالنوع الأول بوجه عام) فى حالة الإصابة "بمتلازمة التركيزات العالية لسكر الدم" وخاصة إذا كان الشخص فى مرحلة متوسطة أو متقدمة من العمر. 3- من العوامل الأخرى التي تزيد من مخاطر الإصابة بغيبوبة السكر مع رضى السكر بغض النظر عن نوع المرض نفسه الأول أم الثاني، العوامل التالية: - مشاكل فى تلقى جرعات الأنسولين: ذا كان الشخص يعتمد على مضخة الأنسولين فى تلقى الجرعات الخاصة به لابد من التأكد من كم معدلات السكر فى الدم على نحو متكرر، وإحدى الأسباب وراء هذا التأكد المتكرر من معدلات السكر مع استخدام المضخة هو أن المحقن (Kink) المتصل بأنبوب مضخة الأنسولين قد يوقف تلقى الجسم لجرعات الأنسولين ومع نقص الأنسولين يكون الشخص عرضة للإصابة بارتفاع فى معدلات الكيتون سريعاً وخاصة مع مرض السكر النوع الأول. - مرض أو إصابة أو جراحة: عندما يكون الإنسان مريضاً أو مصاباً فإن معدلات السكر فى الدم ترتفع عن معدلاتها الطبيعية وفى بعض الأحيان يكون الارتفاع عالِ جداً. وقد يسب هذا ارتفاعاً فى أحماض الكيتون فى الدم مع مرضى النوع الأول من السكر .. لكن هذا ليس معناه أن يقوم مريض السكر برفع معدلات الأنسولين التي يأخذها من أجل التعويض. وهناك بعض الأمراض التي تساهم فى زيادة قابلية مريض السكر للإصابة بمتلازمة التركيزات العالية لسكر الدم، ومن بين هذه الأمراض فشل عضلة القلب المحتقنة أو أمراض الكلى. - عدم التحكم فى مرض السكر وفى معدلاته: إذا لم يداوم الشخص على متابعة معدلات الجلوكوز فى الدم، أو إذا لم يأخذ الأدوية الموصوفة له بانتظام، أو إذا كان الشخص يقع ضمن الفئة الأكثر عرضة لمضاعفات مرض السكر على المدى الطويل .. تزداد لديه مخاطر الغيبوبة. - النسيان المتعمد لجرعات الأنسولين: فى بعض الأحيان بعض المرضى بالسكر والذين يعانون فى نفس الوقت من اضطرابات متصلة بالطعام يختارون عدم أخذ الأنسولين كما هو موصوف لهم من قبل الطبيب آملين فى إنقاص وزنهم، وهذا إجراء يهدد حياة الشخص ويزيد من مخاطر إصابته بغيبوبة السكر. - شرب الكحوليات: قد يكون للكحوليات أثر غير متوقع على معدلات السكر بالدم .. وهنا لا يحدث ارتفاع وإنما انخفاض حاد بعد يوم أو يومين من شربها وبالتالى ازدياد مخاطر التعرض للغيبوبة - إساءة استعمال العقاقير: العقاقير الإدمانية وعلى رأسها الكوكايين تساهم فى ارتفاع معدلات السكر بالدم مما يزيد من مخاطر الإصابة بالغيبوبة وفقد الإنسان لحياته. * المضاعفات: ترك غيبوبة السكر بدون علاج، قد يؤدى إلى: - ضمور فى خلايا المخ دائم. - ومن ثَّم الوفاة وفقد الإنسان لحياته. * الذهاب إلى الطبيب: غيبوبة مرض السكر هى حالة طارئة، إذا فقد المريض الوعي لابد من التوجه الفوري إلى أقرب مستشفى لتلقى العناية الطبية. غيبوبة السكر لا تحتاج إلى إعداد مسبق كما يتوافر مع العديد من الحالات الأخرى، وإذا تم ملاحظة أعراض على الشخص بالغرابة وكأنه الشخص قد أسرف فى شرب الكحوليات لابد من اللجوء الفوري إلى أقرب مساعدة طبية. إذا لم يكن الشخص مدرباً أو ليس على دراية بما يفعله، عليه بإتباع الخطوات التالية: - اختبار معدلات السكر بدم المصاب الفاقد للوعي. - إذا كانت معدلات السكر فى الدم أقل من 3 مليمول/لتنر (60 ملجم/ديسيلتر) على المسعف حقن الشخص بجلوكاجون العامل الرافع لسكر الدم (Glucagon) وإذا لم يكن متوافراً يتم مسح جيل جلوكوز أو عسل أو شراب سكري داخل وجنتي الشخص الفاقد للوعي .. عدم إعطاء الشخص الذي يعانى من انخفاض حاد فى سكر الدم الأنسولين على الإطلاق. - أما إذا كانت معدلات السكر عالية يتم انتظار المساعدة الطبية مع عدم إعطاء المريض أية سكريات. - إخبار المساعدة الطبية عند وصولها بالإجراءات التي قدمها الشخص المسعف من أجل إنقاذ حياة مريض السكر الفاقد للوعي. * الاختبارات والتشخيص: إذا دخل الشخص المريض بالسكر فى غيبوبة عليه باللجوء إلى تشخيص حالته على الفور، وسوف يقوم فريق المساعدة الطبية بعمل الفحص الجسدي للمريض والسؤال عن تاريخه المرضى. الاختبارات المعملية: قد يكون الشخص المريض بغيبوبة السكر فى حاجة إلى إجراء بعض الاختبارات المعملية من أجل قياس: - قياس كم النيتروجين والكرياتين فى الدم. * العلاج والعقاقير: العلاج الطارىء لغيبوبة السكر يعتمد على ما إذا كان الشخص يعانى من معدلات مرتفعة أم منخفضة من سكر الدم. أ- معدلات السكر المرتفعة: إذا كانت معدلات السكر مرتفعة، قد يكون المصاب بحاجة إلى: - سوائل عن طريق الوريد من أجل استعادة الأنسجة للسوائل. - مكملات البوتاسيوم أو الصوديوم أو الفوسفات من أجل أن تستعيد الخلايا وظائفها الطبيعية. - الأنسولين من أجل أن تمتص الخلايا الجلوكوز مرة أخرى. - علاج أية عدوى أخرى. - إتباع النظام الغذائى الملائم لمرض السكر. ب- معدلات السكر المنخفضة: إذا كانت معدلات الجلوكوز فى الدم منخفضة، يكون الشخص بحاجة إلى: الحقن بالجلوكاجون العامل الرافع لسكر الدم (Glucagon) الذى يعمل على رفع المعدلات سريعاً. ويعود الوعي بمجرد عودة نسبة السكر إلى معدلاتها الطبيعية. * الوقاية: التحكم فى مرض السكر وفى معدلات الجلوكوز هى الطريقة الوحيدة الآمنة لتجنب الإصابة بغيبوبة السكر، لذا لابد من الوضع دائما فى الاعتبار وعدم نسيان النصائح التالية: - الالتزام بخطة غذائية، بالمداومة على الوجبات الخفيفة التي تساعد على التحكم فى معدلات السكر الطبيعية. - المداومة على قياس نسب السكر فى الدم، فالاختبارات الدائمة الخاصة بقياس سكر الدم تخبر مريض السكر هل هى تقع فى المعدلات الطبيعية لها أم تتعداها ولتحذيره من الانخفاض أو الارتفاع. ويتم إجراء هذه الاختبارات أيضاً عند ممارسة الأنشطة الرياضية التي تعمل على خفض معدلات السكر وخاصة إذا لم يكن الشخص مداوماً على ممارستها. - الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب، إذا كان الشخص يتأرجح ما بين النسب العالية والمنخفضة من معدلات السكر لابد وأن يخبر المريض الطبيب بذلك لضبط جرعات الدواء له وضبط مواعيدها بالمثل. - الابتعاد عن الإصابات والأمراض بقدر الإمكان، لأن الأمراض تعمل على رفع معدلات الجلوكوز فى الدم .. لذا لابد من المعرفة المسبقة من قبل المريض عن كيفية الاستعداد للتحكم فى معدلات السكر عند إصابته بأمراض ما أو بعدوى طارئة. - اختبار معدلات الكيتون، عندما تكون معدلات السكر مرتفعة. ويتم إجراء تحليل بول لاختبار الكيتون به عندما يصل السكر إلى 240 ملجم/ديسيلتر (13 مليموا/لتر). إذا كانت النسب مرتفعة أو ظلت مرتفعة لفترة من الزمن لابد من استشارة الطبيب، واللجوء الفوري للمساعدة الطبية يكون مع معدلات الكيتون المرتفعة (أى رقم يشير إلى الارتفاع) مع وجود قيء. - الاحتفاظ بجرعة من الجلوكاجون العامل الرافع لسكر الدم أو مصدر له مفعول سريع من السكريات، إذا كان الشخص يأخذ علاج الأنسولين. ولابد من التأكد باحتفاظه بجرعة حديثة دائماً من الجلوكاجون أو مصدر سريع المفعول من السكريات مثل أقراص الجلوكوز أو عصير البرتقال. - القياس المستمر للجلوكوز، وخاصة إذا كانت معدلات السكر عند الشخص غير مستقرة أو لا تظهر على الشخص أعراض لانخفاض سكر الدم الحاد. وأداة قياس معدلات السكر بها جهاز حساس يوضع تحت الجلد لقياس اتجاهات معدلات السكر فى الدم، وهذا الجهاز قد ينبه الشخص عندما يحدث انخفاض خطير فى الجلوكوز .. لكن لا غنى عن قياس السكر فى معامل التحاليل وعدم الاكتفاء بهذه الأداة لأنها مازالت تحت الدراسة. - تجنب شرب الكحوليات بقدر الإمكان، لأن الكحوليات كما سبق وأن أشرنا أنها تخفض معدلات الجلوكوز فى الدم .. لذا إذا كان الشخص مصراً على الشرب لابد وأن يصاحب الكحوليات وجبة خفيفة. - تعلم المريض والمحيطين به علامات معدلات السكر المرتفعة أو المنخفض، من أجل التعامل مع حالات الطوارىء. - ارتداء المريض لقلادة طبية تفيد بحالته التي يوجد عليها، لتقديم الإسعافات الأولية له أثناء الطوارىء أو الدخول فى غيبوبة السكر.