لم ينس الضابط أنه أصبح مفصولا ولا يتمتع بأى سلطات تتيح له التجبر على الأهالى والمواطنين، ووصل به الأمر إلى إطلاق الرصاص على مدرس لمجرد أنه صدم سيارته وهى تقف أمام منزله بالمنيل. القصة هنا لضابط يدعى محمد عفان، 40 سنة، كان يعمل بمديرية أمن المنصورة وتم فصله من العمل لإدمانه المخدرات، ويقطن الضابط المفصول بمنطقة المنيل وعرف عنه سوء السلوك وإدمانه المخدرات، وكان يستغل سلطاته الميرى فى التجبر على المواطنين وبرغم فصله من العمل إلا أنه ظل على عهده فى إرهاب المواطنين وترويعهم. ومنذ أسبوعين، كان يقف الضابط فى بلكونة منزله بالمنيل ورأى أحد الأشخاص يقود سيارة واصطدم بسيارته، التى تقف تحت العمارة، فنزل إلى الشارع مهرولا ويرتدى ملابسه الداخلية وحاملا سلاحا أكد شهود عيان أنه طبنجة ميرى ولما رآه قائد السيارة حاول أن يشرح له أنه اصطدم بسياراته خطأ وأشهر له بطاقة هويته وعرفه بأنه مدرس ورجل له احترامه وانتظر بمكان الحادث ولم يهرب مما يبين حسن نيته وأنه لم يقصد الاصطدام بسيارته ولكن دون جدوى. أخذ الضابط المفصول يسب المدرس بأقذر الشتائم، مما دفع المدرس للتشاجر معه حتى يرده لعقله، وقال له إنه يستعد لإصلاح السيارة على نفقته، ولكن عقل الضابط الذى سيطرت عليه المخدرات لم يستوعب وأطلق رصاصتين على قدم المدرس، وأرداه على الأرض غارقا فى دمه وهرول مسرعا إلى شقته هاربا من المواطنين، وأغلق على نفسه الباب، ولم يستطع أحد من الأهالى الاقتراب لعلمهم بحمله السلاح وأبلغوا قسم شرطة مصر القديمة بالواقعة وبالذعر الذى سببه لهم. حضرت قوة من قسم شرطة مصر القديمة قادها مأمور القسم، وتم نقل المدرس المصاب إلى مستشفى المنيل ومازال يتلقى العلاج هناك، وحاولت القوة إلقاء القبض على الضابط إلا أنه هدد الشرطة بإطلاق الرصاص عليهم والانتحار بإلقاء نفسه من البلكونة. تم إبلاغ اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول الوزير لأمن القاهرة بالواقعة وتابعها عن كثب وطلب من قوة الشرطة التعامل مع الأمر بحكمة والسيطرة عليه دون حدوث أية خسائر، وتمت محاصرة شقة الضابط لمدة أسبوع وظل رجال المباحث يكثفون جهودهم حتى عثروا على ممر خلفى للعمارة واستطاعوا الدخول إلى الشقة وكان الضابط قد أنهكه عدم النوم وتم إلقاء القبض عليه. وأمر اللواء إسماعيل الشاعر بإحالته إلى نيابة مصر القديمة وباشر التحقيق معه مالك مصطفى، رئيس النيابة وأمر بحبسه 4 أيام على ذمة القضية.