بعد أيام يبدأ فصل الصيف فى الانقضاء حاملا معه ما ارتبط به من مظاهر ومهن، فنجد ساحة كورنيش الإسكندرية التى عادة ما اتسمت بالازدحام بسبب عدد الباعة خالية منهم، حيث يستعد أصحاب المهن الموسمية مثل باعة الفريسكا والذرة المشوى والآيس كريم فى الرحيل، ليعودوا إلى مهنهم الأصلية أو يبحثون عن مهن أخرى تلبى احتياجاتهم. يقول سيد على، بائع الفريسكا على شاطئ الأنفوشى، الذى ورثها عن أبيه: إن علاقته بالفريسكا تنتهى مع انتهاء الصيف، وهو ما يتسبب فى ضيقه لأنه يعود للعمل فى سوق زنقة الستات. وأضاف: «الإسكندرية دائما ما تشهد زحاما فى الصيف وهذا مصدر رزق للكثير من الباعة الذين يجدوا ضالتهم فى هذا الوقت، والأمر يخفف علينا الكثير من الأعباء الاقتصادية فى الصرف بيوتنا، مضيفا، «الصيف رزقه كثير وربنا بيكرمنا». الأمر لا يختلف كثيرا عند الحاج أحمد، الرجل الخمسينى، الذى يعمل على تأجير اللنش الخاص بصيد السمك للتنزه، يقول: «المصيفين لا يهتمون بسعر التنزه باللنش، ولأن هذا الشهر عادة ما يشهد زحاما ربما يصل السعر إلى 120 جنيها». بعد انتهاء يومه من بيع السمك فى حلقة الأنفوشى، يبدأ الحاج أحمد فى ركن النش أمام الشاطئ والمناداة على الزوار لجذبهم نحو اللنش الذى يتسع لعدد كبير منهم، ويؤكد أن الصيف بالنسبة له مصدر كبير للرزق، وبعد انتهائه ربما يعود الدخل إلى ما هو عليه، حيث يتوقف عن العمل فى الشتاء. المهن الموسمية لم تقتصر فقط على العاملين بشكل أساس فى منطقة الكورنيش والبحر، فكان أيضا بمثابة حالة انفراج لسالم إبراهيم، خريج كلية الآداب، الذى يعانى من ضيق فى الدخل ويتجه إلى العمل على عربة حمص الشام، ولكن انقضاء الصيف يعود إلى عمله الأساسى فى تعليم أبناء الجيران والمعارف. لا تقتصر وجود بعض المهن فى الصيف، فالعديد منهم يمتد إلى شهور الشتاء، مثل بيع الذرة المشوية والآيس كريم، ويقول عادل مدنى، بائع ذرة مشوية، على الرغم من ارتفاع سعر الذرة لكن الإقبال عليها لا يزال حيويا بعض الشىء.
