واصلت السوق حركتها المتذبذبة، فى إطار متابعتها لضجيج الأسواق العالمية، إذ صعدت لثلاثة أيام خلال الأسبوع الماضى، وهبطت ليومين، إلا أن مجمل أدائها جاء إيجابيا، بزيادة 1.45% فى قيمة المؤشر الرئيسى ايجكس 30 فى مجمل أيام تداول الأسبوع. وكان أداء الأسواق الدولية سيئا خلال الأسبوع، بعد هبوط معدلات النمو فى أمريكا عن المتوقع، مما دفع مؤشر داو جونز إلى أسفل ال7000 نقطة لأول مرة منذ عام 1996. وتوقع محللون أن تواصل البورصة المصرية نفس السلوك فى تعاملات الأسبوع المقبل، فى ظل استمرار حالة الغموض وعدم التأكد بشأن الاقتصاد العالمى والمحلى، وقال محمود سحيم، مسئول قطاع التحليل المالى فى بيت الاستثمار العالمى (جلوبل)، إن الصورة لن تتضح قبل شهر أبريل المقبل، حين يتم إعلان نتائج أعمال الشركات فى الربع الأول من 2009. «هناك حالة من الرعب ما زالت تسيطر على المستثمرين وتمنعهم من ضخ استثمارات جديدة، وإذا فعلوا فإنهم يقومون بعمليات سريعة فقط، لا أحد عنده استعداد الآن ليستثمر فى سهم أسبوع واحد»، حسب سحيم. وأدى تدهور الأسواق العالمية إلى اتجاه الأجانب إلى البيع طوال أيام الأسبوع مقابل حركة شراء من قبل المصريين، وتذبذبت تعاملات العرب بين الاتجاهين، ويرى سحيم أن خسائر الأجانب فى أسواقهم عادة ما تحدد حركة تعاملاتهم فى السوق المحلية. وكانت توقعات توزيع أرباح بعض الشركات محركا أساسيا فى السوق، يأتى على رأسها حديد عز، حيث حقق تعاملات نشطة منذ بداية الأسبوع بسبب ما تسرب عن توزيع الشركة لكوبون قيمته تتراوح ما بين جنيه وجنيه ونصف الجنيه، وصعد سعر السهم طوال أيام التداول، لكنه انخفض فى نهاية التعاملات بنسبة طفيفة، رغم أن الشركة أعلنت عن توزيع أرباح بمقدار 130 قرشا لكل سهم، وهى تقترب من نسبة 25% من سعره السوقى، وبلغت الزيادة فى سعر السهم على مدار الأسبوع 9%. ويعلق سحيم على أداء سهم العز بأن المستثمرين تعلقوا الأسبوع الماضى بأمل توزيعات الأرباح الجيدة لتعويض بعض خسائرهم، مشيرا إلى أن ربح الشركة يساوى ضعفى فائدة البنك تقريبا. كما أظهر سهم طلعت مصطفى نشاطا ملحوظا، أرجعه بعض المحللين إلى وجود شائعة تقول إن الشركة ستقوم بتوزيع أرباح جيدة من أرباح مرحلة، إلا أن سحيم استبعد ذلك «إذا كانت الشركة فعلا تمتلك سيولة، فستقوم باستخدامها لاستكمال مشروعاتها تحت الإنشاء، إلى أن تمر الأزمة الاقتصادية». وتراجع سهم المجموعة المالية هيرمس، منخفضا بنسبة 4.73% خلال الأسبوع، خاصة مع إعلانها يوم الأربعاء عن تراجع أرباحها فى 2008، وتحقيقها لخسارة تقدر بنحو 105 ملايين جنيه فى الربع الأخير من 2008، ويرى سحيم أن هذا التراجع ليس مفاجئا، لأن كل شركات القطاع المالى وبنوك الاستثمار ستتأثر أكثر من غيرها بالأزمة. كما لفت الانتباه صعود أسهم شركات الغزل والنسيج على مدار أيام التداول، خاصة سهم شركة العربية وبولفارا، وأرجع بعض المتعاملين ذلك إلى وجود شائعة تفيد بتلقيها عرضا للاستحواذ. مما شجع المضاربات على السهم، ليرتفع بنسبة 28% خلال الأسبوع. وتذبذبت أسعار السهمين الرئيسيين فى مؤشر إىجىكس 30 على مدار أيام التداول، بتأثير تراجع شهادات الإيداع الدولية فى بورصة لندن، فتراجع سهم أوراسكوم تليكوم بنسبة 7.96% خلال الأسبوع، بينما ارتفع سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بنسبة 2.22%. كانت البورصة قد بدأت العمل فى مطلع هذا الأسبوع بمؤشر جديد هو إىجىكس 70، إلى جانب المؤشر الرئيسى، الذى تغير اسمه من كيس 30 إلى إىجىكس 30. ورغم أن المؤشر الجديد جاء استجابة لمطالب مستمرة منذ فترة طويلة، إلا أن عددا من خبراء السوق يعتقدون أن فوائده محدودة.