رغم تذبذب حركته بين الصعود والهبوط على مدار أيام التداول، حقق المؤشر الرئيسى للسوق ارتفاعا بنسبة 3.83% خلال الأسبوع، ليغلق عند 4968.62 نقطة. وقاد قطاع الاتصالات التداول فى معظم الأيام، وسط حالة من الترقب حول مصير صفقة موبينيل. وارتفعت أسهم القطاع المالى وقطاع العقارات، بالإضافة لأسهم النسيج، التى ارتفعت بشكل كبير فى نهاية الأسبوع. وقد بدأت البورصة تعاملات الأسبوع بارتفاع بلغ 3.64%، مدعومة بصعود المؤشرات الأمريكية فى نهاية تعاملات الأسبوع هناك، ثم اتجهت السوق المصرية للهبوط لثلاثة أيام متتالية بنسبة 0.84% و1.37% ثم 1% على التوالى بدفع من عمليات جنى الأرباح، التى قام بها المستثمرون، كما يرى الخبراء، وعلى خلفية اتجاه الأسواق الغربية للتراجع، قبل أن يعاود مؤشر إى جى إكس 30 الارتفاع فى تعاملات نهاية الأسبوع بنسبة 3.47%. ويرى حسام حلمى، المستشار الفنى لبايونيرز القابضة أن أداء السوق خلال الأسبوع الماضى يعكس تحسن ثقة المستثمرين، فقد «اتجهوا لجنى الأرباح بعد الارتفاعات، التى شهدتها الأسهم، ثم عاودوا الشراء بعد أن عادت الأسهم لمستواها»، وهو ما يراه حلمى مؤشرا على تعافى السوق واتجاهه الصاعد، لأنه فى حالة اتجاه السوق للهبوط يتجه المتعاملون للبيع، فتدخل الأسعار فى سلسلة من التراجع، لكن الوضع الحالى مختلف حيث «لا توجد ضغوط بيعية كبيرة، والأسعار تعاود الارتفاع». ويربط الاتجاه الصاعد الذى يتخذه السوق بتحسن الثقة فى الاقتصاد العالمى بشكل عام، واتجاه الأسواق الدولية للصعود. وقد شهدت الأسواق الأوروبية والأمريكية صعودا لمدة يومين، ثم هبطت لتعود للصعود من جديد، ويرى وليد أسامة أن غلبة الارتفاع على الأسواق الخارجية يعطى المستثمرين فى السوق المحلية شعورا بالأمان. وقد ألقت صفقة موبينيل بظلالها على السوق طوال الأسبوع، حيث دفعت بأسهم الاتصالات لأعلى، ثم سادت حالة من الترقب فى السوق انتظارا لتقديم شركة فرانس تيليكوم الفرنسية عرضا لشراء كامل أسهم موبينيل، كما يقضى القانون المصرى، بعد أن صدر حكم من التحكيم الدولى، يقضى بأن تقوم فرانس تيليكوم بشراء حصة أوراسكوم تيليكوم فى موبينيل تيليكوم، نظير 273.26 جنيه للسهم. وكان من المتوقع أن يشهد قطاع الاتصالات، بل السوق بأسرها ارتفاعا إذا ما تم إجراء الصفقة، كما يقول حسام حلمى، لأنها ستنفذ على سعر 274 جنيها للسهم، وهو أعلى من سعر موبينيل السوقى مما سيعطى انطباعا أن السوق به أسهم جيدة يتم تداولها بأقل من سعرها، وهو ما دفع قسم من المتعاملين فى البورصة للشراء. بينما استبعد فريق آخر أن يتم تنفيذ الصفقة من الأساس، تحفظوا تجاه الشراء متوقعين هبوط سهم موبينيل مرة أخرى إلى 150جنيها، كما تقول مصادر فى السوق. إلا أن أسهم الاتصالات قد ارتفعت فى المحصلة النهائية خلال الأسبوع بقيادة موبينيل، التى صعدت بنسبة 7% لتغلق عند 202.36 جنيه، تليها أوراسكوم تيليكوم بنسبة 1.88% لتصل إلى 31.36 جنيه، بينما انخفضت المصرية للاتصالات بنسبة 2.23% لتصل إلى 16.63 جنيه. وقد فسر وليد أسامة، سمسار فى فاروس للأوراق المالية، اتجاه المصرية للهبوط بأن صعودها فى الأسبوع السابق قد ارتبط بأنها ستكون الممثل الوحيد لقطاع الاتصالات فى البورصة إذا استقر مصير موبينيل بالكامل فى يد فرانس تيليكوم، وبالتالى اتجه المستثمرون للتوسع فى شراء السهم بشكل كبير، أما خلال الأسبوع الماضى فقد بدا أن الكفة الأرجح هى بقاء وضع موبينيل على ما هو عليه، وهو ما يعنى بقاء كل من أوراسكوم وموبينيل فى قطاع الاتصالات فى السوق، لذلك بدأ المتعاملون فى بيع سهم المصرية مستفيدين من المكاسب التى حققها السهم. وما زال وضع الصفقة غير محدد، بعد أن انتهت المهلة، التى حددها نجيب ساويرس للشركة الفرنسية للتقدم بعرض شراء لكامل أسهم موبينيل، ويرى حسام حلمى أن هذا لم يؤثر على حركة السوق فى نهاية الأسبوع، مفسرا ذلك بأن الأوضاع غير المحددة فى حالة صعود السوق عادة ما تفسر بشكل إيجابى، حيث يسود الأمل بأن تتتم الصفقة فى وقت لاحق. وشهد قطاع الغزل النسيج صعودا كبيرا فى نهاية الأسبوع، لا يوجد له تفسير واضح، باستثناء بعض الشائعات غير المؤكدة عن صفقات للاستحواذ ستتم فى القطاع، كما يرى حسام حلمى، بينما يقول وليد أسامة إن المسألة تتعلق بالمضاربات بشكل أساسى، «حيث يبدأ كبار المستثمرين باستهداف أحد الأسهم، فيتبعه الأفراد، ويبدأ فى الصعود». وقاد سهم العربية بوليفارا تلك الارتفاعات ليزيد بنسبة 36.69% على مدار الأسبوع، ويغلق عند 5.55 جنيه، دافعا سهم العربية لحليج الأقطان كذلك للارتفاع، كما يقول وليد أسامة، ليحقق سهم العربية زيادة 11.38% فى آخر الجلسات. كما ارتفعت أسهم العقارات بقيادة سوديك، التى زادت بنسبة 6.5% خلال الأسبوع، كما صعدت الأسهم الصغيرة مثل المتحدة للإسكان التى ارتفعت بنسبة 21.5%، مقابل تراجع أسهم طلعت مصطفى والقاهرة للإسكان، فيما يفسر كرد فعلها طبيعى على صعود السهمين بنسب كبيرة خلال الأسابيع الماضية. ويرجع وليد أسامة صعود القطاع بشكل عام إلى توقعات تحسن نتائج أعمال الشركات عن الربع الأول من العام. ومن جهة أخرى ارتفع سهم العز لحديد التسليح بنسبة 14% خلال الأسبوع، نتيجة لعودة سعر الحديد فى السوق المحلية إلى الارتفاع من ناحية، وتوقعات بتوزيعات نقدية قريبة على السهم من جانب آخر.