تحل اليوم، الأحد، ال6 من مايو ذكرى رحيل صالح سليم نجم الأهلي والمنتخب المصري وأحد أهم الأساطير التي تولت رئاسة القلعة الحمراء، ولقب ب «الأب الروحي» للنادي. هو محمد صالح سليم، ولد في ال11 من سبتمبر عام 1930، في حي الدقي بمحافظة الجيزة، بدأ صالح سليم مسيرته بصفوف الناشئين في النادي الأهلي عام 1944، وفي العام ذاته صعد إلى الفريق الأول واستمر حتى عام 1963 قبل أن يترك النادي للاحتراف بالنمسا ضمن صفوف فريق جراتس، من ثم عاد مرة أخرى للفريق الأحمر لإكمال مسيرة نجاحه بين أسوار القلعة الحمراء حتى عام 1967 قبل أن يقرر الاعتزال لعب كرة القدم.
وخاض صالح سليم أول مباراة له أمام المصري البورسعيدي عام 1948 في اللقاء الذي انتهى بفوز فريقه بثلاثة أهداف نظيفة، ولعب في مركز الجناح الأيسر وأحرز في المباراة هدفًا قبل نهاية اللقاء، بينما خاض أول مباراة رسمية له مع النادي الأهلي في أول بطولة دوري رسمية عام 1948 أمام نادي الجالية اليونانية بالإسكندرية.
وحقق المايسترو العديد من الإنجازات بقميص النادي الأهلي ومنتخب مصر، فخلده التاريخ برقم قياسي غير مسبوق في الدوري الممتاز، ليظل اسم صالح سليم يتردد كصاحب أكبر سجل تهديفي في تاريخ الدوري المصري في مباراة واحدة عندما سجل 7 أهداف في شباك الإسماعيلي.
يعود رقم المايسترو إلى موسم1957-1958 تحديدا يوم الجمعة الموافق الرابع من أبريل 1958 في لقاء الأهلي والإسماعيلي الذي انتهى بفوز الأهلي بنتيجة 8- 0، سجل صالح سليم7 أهداف، وسجل السيد عطية «توتو» الهدف الثامن، وكان القدر رحيما بالدراويش عندما أهدر طارق سليم ركلة جزاء للأهلي لتبقى النتيجة، وهي الأكبر في تاريخ لقاءات الفريقين، وهو الموسم الذي شهد هبوط الإسماعيلي للدرجة الثانية.
لتمضي 6 عقود من الزمان شهدت الكرة المصرية العديد من الهدافين الكبار، إلا أن رقم صالح سليم ظل صامدا غير قابل للتحطيم وكأن الساحرة المستديرة تريد تخليد ذكرى أحد أبرع من داعبوها في مصر على مدار التاريخ. وارتبط اسم صالح سليم، بالعديد من المقولات الخالدة التي ترسخت في عقول وأذهان مشجعي كرة القدم بشكل عام، لا جماهير الأهلي وحدهم، ومن أشهر هذه المقولات. * «الأهلي فوق الجميع» * «الكرة المصرية تحتاج للأهلي كما تحتاج أيضاً للزمالك. كلاهما منح الكرة الكثير من انتصاراتها وبطولاتها وأجمل حكاياتها». * «أذهب لأهنئ الزمالك؟ لا طبعاً. سيعتقدون أنني خذلت جماهيري وناديي وذهبت للاحتفال بفوز المنافس.. وممكن يطلعوا إشاعة إني زملكاوي». * «إذا كان هو هيكل فأنا صالح سليم». *«مختار التتش هو أستاذي ومن علمني حب الأهلي. لولا التتش لما كان صالح سليم». *«صالح سليم لا يساوي شيئاً بدون الأهلي. ولا يساوي إلا لأنه سيتحدث عن الأهلي». * «اللي عايز يسيب الأهلي أهلاً وسهلاً.. الباب يفوت جمل». * «معنديش أي مشكلة إننا مناخدش ولا بطولة. سنة واتنين.. بس نشتغل صح وهناخد كل البطولات بعد كده». * «مش مقتنع إني بعرف أمثل، ولو رجع بيا الزمن مكنتش عملت كده». * «الأهلي مش هيشترك في المهزلة دي. الأهلي هو صاحب الفرح، ولو عايزنا نقعد في الكراسي الخلفية مش هنحضر أصلاً» * «أنا ممكن أفرط في حقي.. إنما حقوق الأهلي مستحيل». * «كان الأهلي النادي الأفضل في القارة الأفريقية طوال السنوات المائة الماضية.. وسيظل كذلك بأبنائه ولاعبيه وجماهيره». * «لو إيقاف لعيب هيضيع منك البطولة استعد.. عشان هو هيتوقف، ومش مهم البطولة». *«النادي الأهلي ملك لمن صنعوه.. ومن صنعوه هم مشجعوه». * «الأهلي هو بيتي وحياتي من يوم ما دخلته وأنا عندي 14 سنة.. وهيفضل بيتي وحياتي لغاية يوم ما هموت».
سجل المايسترو ما يقرب من 100 هدف بقميص القلعة الحمراء، كما ساهم في الحصول على 20 بطولة، قبل أن يعلن اعتزله في عام 1967.
لم يقتصر تألق صالح سليم على المستوى الرياضي فقط، بل قادته شعبيته للمجال الفني والسينمائي وشارك في عدة أفلام سينمائية منها فيلم السبع بنات، وفيلم الشموع السوداء أمام الفنانة نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة. الجدير بالذكر أن صالح سليم تلقى الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين للقيام بتمثيل أدوار أخرى في السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له بهذا الخصوص مؤكداً أنه «غير ناجح» على الصعيد الفني.
لم تتوقف مسيرته بعد الاعتزال، حيث عمل بالنادي كمدير للكرة عام 1971 حتى عام 1972 حين قرر خوض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بعد انتخابه لعضوية مجلس الإدارة، وحصل على نسبة 45% من الأصوات بفارق ضئيل عن رئيس النادي الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجي.
وقرر سليم تكرار التجربة مرة أخرى في عام 1980 واستطاع الجلوس على مقعد رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، بساندة العديد من نجوم النادي الأهلي على رأسهم محمود الخطيب، مصطفى يونس، ثابت البطل، مجدي عبد الغني.
وتولى صالح سليم رئاسة القلعة الحمراء حتى عام 1988 حين قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة لسوء نتائج النادي الأهلي كان من اللازم عودة صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي الأهلي وكان ذلك في العام 1990، لاسيما وأنه شهد له الفضل في تحقيق أغلب بطولات النادي خلال فترة تواجده به.
قاد صالح سليم الأهلي حتى عام 1992، وجرت الانتخابات أعوام 1996 و2000 واستطاع صالح سليم باسمه وإنجازاته إحلال الاستقرار داخل النادي الأهلي.
ورسخ صالح سليم شعار «الأهلي فوق الجميع» في أذهان جماهير الأهلي على مر الأعوام، ومقولته الشهيرة:«الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه» وهو ما جعل صالح سليم يكتسب احترام ومحبة مشجعي ومتابعي الكرة في مصر، وليس مشجعي النادي الأهلي فقط، بإخلاصه وحبه للنادي الأهلي وعطائه الذي استمر حتى وفاته عام 2002.