«إذا أراد هؤلاء الشباب والفتيات أن يغنوا ويمثلوا سيفعلوا ذلك ببراعة ودون عناء، وإذا رغبوا فى أن يلعبوا كرة القدم سيصلوا كأس العالم بكل سهولة».. بتلك الكلمات البسيطة وصف المنتج عصام إمام المواهب الشابة التى قدمها المخرج خالد جلال فى أوبريت «هنغنى» فى نهاية الحفل الذى قدم على خشبة مسرح مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية ليلخص بذلك مدى إعجاب الحضور بالعرض. وبالفعل يبدو أن المخرج خالد جلال لن يكتفى بالنجاح الكبير الذى حققه مشروعه الفنى الهادف لتخريج جيل جديد من الفنانين الشباب متعددى المواهب، وذلك من خلال التجربة التى يرعاها بمركز الابداع، فبعد النجاح الكبير الذى حققه بمسرحية «قهوة سادة» التى قدمها مجموعة من الوجوه الجديدة، اختار الدخول فى تحد جديد يؤكد به استمراره فى طريق النجاح، حيث استضاف مركز الابداع بدار الأوبر على مدى الأيام القليلة الماضية مجموعة من العروض الغنائية والراقصة التى استوحت روحها من زمن الفن الجميل لتعيد تقديم روائع الفن المصرى بتقمص شخصيات ليلى مراد وإسماعيل ياسين. اختار خالد جلال «هنغنى» ليكون عنوانا للأوبريت الغنائى الذى اشترك فيه 37 شابا وفتاة من الدفعة الثانية من طلبة التمثيل الذى سيتخرجون فى استوديو إعداد الممثل بعد شهر من الآن، والطريف فى الأمر أن 4 فقط من المشتركين هم من سبق لهم خوض تجربة الغناء فيما كانت المرة الأولى التى يقدم فيها الباقون على الغناء، وأشرف على الأوبريت ضياء توفيق ومحمد مصطفى وتحت قيادة الموسيقار عماد الرشيدى. فيروز كانت كلمة الافتتاح فى الأوبريت حيث قدمت لها الفرقة أغنية «بحبك يا لبنان»، ثم قامت المطربة الشابة رباب ناجى بأداء أغنيه «الله يهدى من يشاء» ثم بعد ذلك أدت الفرقه أغنية «اتمخطرى واتمايلى يا خيل» للفنانة الراحلة ليلى مراد وبعد ذلك غنى المطرب الشاب عمرو كمال أغنية «يا مسافر وحدك» للفنان الراحل عبدالوهاب. وانتقلت الفرقة إلى تقديم الأغنيات الوطنية لتشدو ايفون بأغنيه «حلوة بلادى»، ولم يخل الحفل من الجانب الكوميدى الذى انتزع ضحكات الجمهور الغفير فقدمت الفرقة أغنية «الراجل ده هيجننى» بلا موسيقى، وقام بعد ذلك 4 أفراد من الفرقه بأداء كليب مسرحى لأغنية «اللى يقدر على قلبى»، وقد قام كل من محمد فهيم بأداء شخصية اسماعيل ياسين وفيما قدم الشاب محمد ثروت دور شكوكو، وأدت رضوى سعيد دور ليلى مراد. وقبل اختتام الحفل قدمت الفرقة أغنية «طاير يا هوى» للفنان محمد رشدى بصوت شادى عبدالسلام ثم اختتم الحفل بأغنية «حرية» وسط تصفيق الحضور. من جانبه، أكد المخرج خالد جلال ل«الشروق» أن العروض المقدمة لا ترتبط ببعضها، فكل عرض مستقل بذاته ويتعلق بكل مادة درسها الطلاب، موضحا أنه قام بانتقاء الأغنيات المقدمة فى الأوبريت الغنائى بالاشتراك مع الموسيقار عماد الرشيدى باعتبارها مجموعة من أغنيات الأفلام القديمة التى أثرت الساحة السينمائية فى العصر الذهبى للفن الذى كان يحفل بكبار النجوم الذين ارتبطت بهم الجمهور المصرى والعربى بمختلف ثقافاته، مضيفا أنه تعمد وهو يقدم تلك المواهب أن يكون من خلال أغنيات زمن الفن الجميل لأنها تمس وجدان كل من تربى وعاش على أنغامها وعلى أصوات الفنانين الذين قاموا بأدائها. وأوضح أن الشباب والفتيات الذين اشتركوا فى الأوبريت أظهروا بالفعل مواهب غنائية رفيعة المستوى أثناء إجراء البروفات، مشيدا فى الوقت نفسه بالموسيقار عماد الرشيدى بما يمتلكه من قدرة فائقة على توظيف الأصوات إلى تعمل معه مما أوجد متعة فى العمل، معربا عن سعادته بالعودة للجمهور بعمل غنائى قوى بعد انتهائه من عرض طلبة قسم التمثيل لمسرحية «قهوة سادة». وعن إمكانية إعاده تقديم العرض فى الدول العربية كما حدث مع مسرحية «قهوة سادة» من قبل، أوضح خالد جلال أنه لم يفكر فى هذه الخطوة حاليا ولكنه يتوقع أن يلقى هذا العرض الغنائى قبولا واستحسانا من الجمهورين المصرى والعربى. وأكد الموسيقار عماد الرشيدى أنه واجه صعوبة بالغة فى إقناع الطلبة بالغناء لأن معظمهم كانوا غير مقتنعين بالفكرة حيث يعتبرون أنفسهم ممثلين فقط، مضيفا «مهمتى كانت أن أجعلهم مقتنعين بفكرتى وأن يفكر كل واحد منهم فى نفسه باعتباره مطربا لأن بينهم من هو مطرب موهوب بالفعل لكنه لم يكن يعلم وقد لعبت على هذا الوتر». وأضاف: ساعدنى وجودى فى اللجنة التى تختار الطلبة أن أركز فى الاختيار.. فكنت أفضل الطالب الذى يعرف التمثيل والغناء والرقص أيضا وهو ما بدا واضحا فى العرض الراقص، والحقيقة أننا بذلنا معهم مجهودا ضخما حيث أجرينا ما يقرب من 80 بروفة، وظللت فترة طويلة أعلمهم أشياء كثيرة دون إعطائهم قواعد ولكن من خلال التدريب على أغانى معينة حتى استطاعوا أن يكونوا فنانين شاملين وهو ما كنا نسعى لتحقيقه.