فى أول تصريح لها للصحافة ووسائل الإعلام صرحت أول سيدة أمريكية أجريت لها عملية تجميل لإعادة بناء ملامح وجهها بالكامل تقريبا بأن سعادتها بلا حدود، لأن العلم منحها وجها جديدا تلقى به العالم، وأنه أصبح بإمكانها الآن أن تتلمس ملامحها الجديدة، وتشعر بوجود أنفها، وتشتم الروائح، بل وتأكل بصورة طبيعية، وتحتسى فنجانا كاملا من القهوة. تصريحاتها جاءت عبر موقع «سى إن إن» الالكترونى، إذ إنها حتى الآن تفضل أن تبقى فى الظل فلاتعلن عن اسمها أو حتى الظروف الكارثية التى فقدت فيها معظم ملامحها فقد نقلت إلى مستشفى كليفلاند كلنك، أوهايو، وهى فى حالة فقدان وعى كامل وقد تعرض وجهها للتشويه، ففقدت أنفها وعينها اليسرى، وفكها العلوى بالكامل. وقد كشفت طبيبة التجميل المتخصصة فى إعادة بناء الوجه الجراحة ماريا سيمانوف البولندية الأصل التى قادت فريق الجراحين فى عملية معقدة استغرقت اثنتين وعشرىن ساعة فى شهر ديسمبر الماضى عن تفاصيل تلك العملية بالغة الدقة خلال الاجتماع السنوى للاتحاد الأمريكى لتقدم العلوم المنعقد بشيكاغو أوضحت أن المريضة حصلت على مكونات وجهها الجديد جلد وأنسجة وعضلات من سيدة صادف أن توفىت قبل وصولها المستشفى بساعات كانت قد أوصت بأن تستخدم أعضاؤها لمن يحتاجها.. إن تطابق المواصفات ساعد على أن تتم العملية رغم تعقيداتها الفنية والتقنية فى صورة سلسة. صرحت أيضا عن سعادة بالغة لنجاح العملية حتى الآن وبعد مرور شهرين على إجرائها، إذ إن المريضة بإمكانها الآن أن تأكل بصورة طبيعية وتتذوق طعامها وتميزه بل وتتنفس من أنفها بصورة طبيعية. تعد تلك الجراحة المعقدة بالغة الدقة أول عملية من نوعها فى أمريكا وقد سبقها ثلاث عمليات: أولاها فى فرنسا منذ ثلاث سنوات وقد أجريت لسيدة فى عقدها الرابع نهش كلبها وجهها وهو يلاطفها.. وقد استطاع فريق جراحى التجميل أن يعيدوا إلى إيزابيل دى نوار أنفا وفما وشفتين ووجنتين.. وحينما سألوها عن شعورها ردت: شعور العائد للحياة.. ثم استطردت لتسأل عن أحوال كلبها الذى سامحته.. فهو فى تقديرها كان يعبر عن حبه لها.. على طريقته. تجرى هذه العمليات بالطبع بعد خطوات إعداد كثيرة متلاحقة سواء لتحضير المريض الذى سيستقبل تلك المنحة الغالية من مانح ودع الحياة أو الأجزاء التى تم انتزاعها من المانح والتى تضم أجزاء كبيرة من الجلد والعضلات والأنسجة والشرايين والأوردة وربما العظم أيضا.. وتجرى تجارب عديدة بمعاونة الكمبيوتر لإعادة تصميم الملامح الجديدة وقد يجرى الإعداد لأكثر من سيناريو أثناء العمل ويتعاون فى العمل فريق على مستوى عال من الخبرة من جراحى التجميل والجراحات الدقيقة والجراحة العامة وجراحة الشرايين بل والباطنيين أيضا وأطباء التخدير إلى جانب عدد من الفنيين والممرضات وفى النهاية يأتى دور الطب النفسى أيضا.. فالمريض بحاجة إلى من يقوده عبر ذلك النفق المظلم ليخرج به مرة أخرى إلى شمس النهار. أجريت العملية الثالثة فى الصين لرجل اعتدى عليه دب شرس أثناء محاولته لحماية خرافه التى كانت ترعى العشب فى الجبل.. أما الرابعة فقد أجريت لشاب يعانى من مرض وراثى أدى لتشوه وجهه فى فرنسا. صفق العالم طويلا لفريق الجراحين الذين أتوا عملا علميا رائعا وبقى السؤال الأخير عن أخلاقيات المهنة، الذى ردت عليه الجراحة الأمريكية بحسم وهى تلملم أوراق بحثها: «أعتقد أن هذا الإجراء مبرر لأنك بحاجة إلى وجه لتقابل به العالم».