كتب محمد فؤاد وعلاء شبل ومحمد نصار وإبراهيم جودة ومحمد الملاح وحازم الخولى وماهر عبدالصبور ويونس درويش: - كيلو السكر ب17 جنيهًا ويباع سرًا.. زحام شديد على المحال فى الغربية.. ومجمعات المنيا «خالية».. واحتقان فى أسيوط - «حماية مستهلك» الإسكندرية تشارك فى مقاطعة السلع ليوم واحد «بسبب جشع التجار».. مباحث تموين القليوبية تضبط طنًا وربع طن قبل البيع فى السوق السوداء لا تزال أزمة السكر مستمرة فى التفاقم بالمحافظات، ففضلا عن وصول سعره فى بعض الأماكن إلى 15 جنيها للكيلو، إلا أنه فى الوقت نفسه ليس متوافرا بشكل كاف، حتى إن المواطن فى بعض المناطق يحتاج إلى «واسطة» كى يحصل عليه. على الرغم من استمرار تأكيد مديرية التموين والتجارة الداخلية فى الإسكندرية، على ضخ كميات السكر المدعم فى الجمعيات الاستهلاكية، فإن غياب الرقابة عن السوق كان له آثار سيئة على ارتفاع أسعاره، وانتشار عمليات التحايل على المواطنين وفق ما رصدته جمعية حماية المستهلك أخيرا. جمال زقزوق، رئيس جمعية حماية المستهلك بالسكندرية، قال فى تصريح ل«الشروق»، إن سعر السكر الحر وصل إلى 12 جنيها، مشيرا إلى رصد الجمعية لحالات كثيرة من الفساد داخل الجمعيات الاستهلاكية التى يقوم البعض منها ببيع السكر المدعم على اعتبار أنه سكر حر للمواطن، مضيفا: «كذلك الأمر مع بدالى التموين الذين تم رصد عدد منهم يبيع السكر المدعم للكافتيريات والمقاهى»، مشيرا إلى أنه لابد من اتخاذ قرار سريع لوقف هذا الفساد من خلال قيام الحكومة بوقف تقديم الدعم العينى وتحويله إلى دعم نقدى. وأوضح زقزوق أن الجمعية شاركت أول سبتمبر، فى دعوة لمقاطعة جميع السلع ليوم واحد، وكان الهدف من ذلك هو توصيل رسالة للتاجر بأن المواطن ليس ضعيفا كما يتصور التاجرو وبإمكان المواطن أن يكون عنصرا فعالا فى الإضرار بالتاجر ذاته، مشيرا إلى أن الفترة القادمة، «إذا ما استمر الوضع كما هو عليه فسوف تتم الدعوة لمقاطعة نوعية للسلع الأكثر غلاء فى السوق من أجل إجبار التجار الجشعين على الخضوع وتخفيض الأسعار». وفى الغربية شهدت الأسواق التى تقيمها المحافظة، اليوم ولليوم الثانى على التوالى زحاما شديدا بعد عجز المواطنين عن الحصول على السكر الحر من المحال العامة، على الرغم من وصول سعر الكيلو إلى 14جنيها. تقول عبير حسن، مدرسة: «أصبح من المستحيلات ويحتاج إلى «واسطة» حتى تتمكن ربة المنزل أو الموظف من الحصول على 2 كيلو»، فيما يوضح أحمد سمير، أن اختفاء السكر الحر وارتفاع سعره دفع المواطنين لترك أعمالهم والتزاحم أمام منافذ بيع السلع المخفضة، التى أقامتها المحافظة وبعض الأحزاب السياسية. وأكد اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، أنه يسعى لإقامة منفذ فى كل منطقة حسب المتاح له من الإمكانات، وأن يكون للقرى نصيب من تلك المنافذ لتخفيف العبء على المواطنين، مؤكدا أنه أعطى تعليمات مشددة للعاملين بأسواق تحيا مصر بالمحلة الكبرى بالالتزام بالسعر الذى حددته المحافظة، وأن من يخل سيتعرض إلى عقاب فورى. وفى كفر الشيخ، وصل سعر الكيلو، إن وجد، ل15 جنيها، خاصة أن التجار يبيعونه سرا للمواطنين المعروفين لديهم، فيما يمتنعون عن بيعه للغرباء، ويقول إيهاب محمد، صاحب محل بقالة: «نخاف من عرض السكر للبيع، لأن سعره متفاوت، والحكومة تلقى القبض على أى تاجر يقوم ببيع كميات من السكر»، بينما يشير على محمود، موظف، إلى أن «سكر التموين بيخلص قبل نص الشهر، ونذهب للشراء من محال البقالة فلا نجده، ونكون سعداء عندما نجده ب13 أو 14 أو 15 جنيها فى أى محل، كأننا وجدنا كنزا»، موضحا أن «المحافظة تعرض السكر بمعرض السلع أمام مديرية التربية والتعليم ب7 جنيهات ونصف الجنيه، ولكن الكمية محدودة جدا». وقال المهندس إبراهيم طلحة، وكيل وزارة التموين بكفر الشيخ، إن مشكلة أزمة السكر المتفاقمة فى طريقها للحل نهائيا بالمحافظة، وذلك فى ظل المجهودات المبذولة لتوفير السكر للمواطنين، موضحا أن المحافظة بتعليمات اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، تحاول توفير السكر من خلال الدفع بسيارات فى مدن المحافظة لبيع السكر ب7 جنيهات للحد من جشع التجار. وتمكن ضباط مباحث التموين بالقليوبية من ضبط كميات كبيرة من السكر والزيت التموينى المدعم، اليوم، داخل أحد المخازن مدينة بنها قبل بيعها فى السوق السوداء، حيث تم ضبط 145 كرتونة زيت طعام بإجمالى وزن 1.392 طن، و56 ربطة سكر باجمالى وزن 1.120 طن. وفى المنوفية ساد الاستياء الشديد بين المواطنين لارتفاع سعر كيلو السكر إلى 15 جنيها فى المحال التجارية، مطالبين بتشديد الرقابة على هذه المحال، فيما قال أحد أصحاب المقاهى إن أزمة السكر أثرت على زيادة أسعار المشروبات وحلوى المولد. وقال الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية، إنه تم توفير 61 طن سكر ب23 فرعا للمجمعات الاستهلاكية بالمنوفية، مؤكدا أن كيلو السكر سيباع بالسعر الرسمى وهو 7 جنيهات بمنافذ الشركة القابضة للصناعات الغذائية. فى السياق نفسه، أدى ارتفاع سعر كيلو السكر فى بنى سويف إلى 15 جنيها، مع عدم توافره، إلى إغلاق العديد من المقاهى والكافيهات، فيما تكررت شكاوى الموطنين من عدم استطاعتهم الحصول عليه. يقول عماد محمد، تاجر سلع غذائية: «للأسف.. المواطنون يعتقدون أننا السبب فى رفع سعر السكر وعدم توافره، إلا أن السبب فى عدم توفره يرجع إلى التجار الكبار الذى يحتكرونه لصالحهم، ويرفعون سعره على أهوائهم». وفى المنيا وصل سعر الكيلو إلى 17 جنيها بالحجز، بحسب حامد الريس، رئيس الاتحاد النوعى لحماية المستهلك بالمنيا، الذى أكد أن المجمعات الاستهلاكية خالية تماما من السكر، بينما يباع سرا بعد منتصف الليل وبحد أقصى 2 كيلو للفرد الواحد. وفى قنا، تراوح سعر كيلو السكر بين12 جنيها و15 جنيها، بينما اتهم مواطنون الأجهزة الرقابية بالغياب عن القرى والنجوع، مضيفين ل«الشروق»، أن هناك أزمة كبيرة فى توافر السكر الحر بداخل المجمعات الاستهلاكية والمحال التجارية، وهو ما تسبب فى ارتفاع سعره مع غياب الرقابة التموينة، خاصة بالقرى والنجوع التى وصل فيها سعر الكيلو إلى 14 و15 جنيها. وأكد مصدر بالرقابة التموينية بقنا رفض ذكر اسمه أن هناك حملات مستمرة على الأسواق لضبط المتلاعبين، مضيفا أنه تم ضبط كميات كبيرة من السكر خلال الفترة الماضية، كان يهدف أصحابها إلى احتكارها وبيعها فى السوق السوداء. وتسببت أزمة نقص السكر الحر لدى محال البقالة فى قرى ومدن أسيوط فى احتقان الشارع، بينما قام أصحاب المقاهى برفع أسعار المشروبات إلى 50% بسبب عدم توافر كميات السكر وزيادة سعره. وقال عدد من أصحاب محال البقالة، إن حالة استياء شديدة، مضيفين أن الحكومة الحالية أصابت المواطن بالإعياء والإرهاق الذى يتسبب فى الموت البطىء. وقال صالح عبدالله وكيل وزارة التموين بأسيوط، إنه تم بالتنسيق مع الشركة المصرية لتجارة الجملة لتوفير كميات من السكر يوميا ب8 جنيهات للكيلو، توزع بواقع 2 كيلو للمواطن، موضحا أن الحملات التموينية لمباحث التموين بالمحافظة، أسفرت عن ضبط 60 طن سكر حر وتموينى خلال النصف الأخير من نوفمبر المنقضى.