محمد رضوان: القرار جاء فى وقته والمضاربون أصيبوا بصدمة غير متوقعة مدير إحدى شركات الصرافة: التأثير الحقيقى للقرار سيتضح يوم الأحد على أقل تقدير جولة «الشروق» ترصد رفض العديد من فروع البنوك بيع الدولار بدعوى غموض الرؤية مسئول مصرفى: تفاؤلوا بالأيام القادمة ولا صحة لمنع شراء الدولارات مجهولة المصدر تشهد سوق الصرف المصرى، حالة ارتباك شديد بعد تعويم الجنيه، وتتراوح أسعار صرف الدولار بين 13.20 و14.30 جنيه بالبنوك، و13 و14.35 جنيه بشركات الصرافة، وسط توقف تام للسوق السوداء. وقال عاملون فى 6 شركات صرافة فى مناطق مختلفة بالقاهرة والجيزة، فى تصريحات خاصة، إن سوق الصرف أصيبت بالشلل، وهناك نوع من الصدمة لدى الشركات وحائزى الدولار، ولا توجد عمليات بيع حتى الآن بالصرافات. وقال محمد رضوان، عضو شعبة شركات الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية، فى تصريحات خاصة، إن قرار البنك المركزى بتعويم الجنيه جاء فى وقته، وأن السوق السوداء والمضاربين أصيبوا بصدمة غير متوقعة. وأوضح أن قرار البنك المركزى معناه وجود سعر استرشادى يومى، وفقا للعرض والطلب أى أن الدولار ممكن أن يرتفع أو ينخفض عن هذه الأسعار المعلنة اليوم. وقال ناصر حماد، مدير إحدى شركات الصرافة بالقاهرة، فى تصريحات خاصة، إن السوق تشهد حالة من التخبط والارتباك لدى شركات الصرافة والمتعاملين بسوق الصرف، موضحا أن الشركات بدأت بالتعامل فى الأسعار الرسمية التى حددها البنك المركزى. وأضاف أن شركات الصرافة مازالت فى انتظار توضيح آليات القرار، وعملية الشراء والبيع والحد الأقصى الذى سيكون مسموحا به للعملاء عند شراء الدولار من مكاتب الصرافة. وقال المركزى المصرى، فى بيان، إنه «قرر اتخاذ عدة إجراءات لتصحيح سياسة تداول النقد الأجنبى من خلال تحرير أسعار الصرف، لإعطاء مرونة للبنوك العاملة فى مصر لتسعير شراء وبيع النقد الأجنبى، بهدف إعادة تداوله داخل القنوات الشرعية وإنهاء السوق الموازية تماما». وقال حماد «الشركات لا تبيع الدولار وتشترى بأسعار أقل من البنك لحين وضوح الرؤية ومعرفة أوضاع السوق، وفهم جيد للتعاملات القادمة»، ولفت النظر إلى أن حائزى الدولار لن يفرطوا فيه بسهولة، ومن المتوقع أن يتضح السوق يوم الأحد المقبل بشكل جيد، وعلى أساسها كل سوف يتخذ قرارته سواء بالبيع أو الشراء. ورصدت «الشروق»، خلال جولة ميدانية، الخميس، على البنوك ومكاتب الصرافة الخاصة، تباينا فى سعر صرف الدولار، فى الوقت الذى شكى فيه كثيرون من عدم اتضاح الرؤية بعد تراجع سعره إلى 13 جنيها فى بداية التعاملات اليوم. فى البنك الأهلى المصرى، بدأ سعر الصرف صباحا ب 13.30 للشراء ووصل فى نهاية اليوم إلى 13.75 جنيه، بينما تراجع سعر البيع من 14.30 إلى 14.25 قرش فى ختام التعاملات، الخميس، الأمر الذى يفسر وجود زيادة فى المعروض من العملات الأجنبية. ورفض فرع البنك بمنطقة جاردن سيتى وسط القاهرة، بيع الدولار الأمريكى، بداعى عدم وجود أمر بالبيع من البنك المركزى. وفى بنك أبو ظبى الوطنى، وصل سعر شراء الدولار الأمريكى 12.90 جنيه، فيما رفض البنك البيع بداعى أن الرؤية غير واضحة وأن الضبابية هى بطل المشهد خلال الفترة الأخيرة، كما رفض المسئولون بفرع البنك بميدان طلعت حرب، الحديث مع «الشروق» قائلا: إن «الإدارة بالمقر الرئيس هى المنوط بها التحدث خاصة فى ظل الارتباك القائم». وشهدت مكاتب الصرافة بمنطقة وسط البلد، إقبالا ضعيفا من قبل المواطنين، ورفض عاملون فى أكثر من مكتب التحدث ل«الشروق»، مكتفين بالقول بأن الصرافات الخاصة الآن تبيع بالسعر الرسمى حيث وصل الدولار 13 جنيها للشراء و14.35 للبيع. «الشروق»، طلبت من أحد مكاتب الصرافة بمنطقة عابدين، شراء 50 ألف دولار، لكن المبلغ المطلوب لم يكن متوفرا بالمكتب الذى أكد صاحبه أن المتوفر من الدولار قليل، وذلك بعدما أصبح يبيع بالسعر الرسمى المقرر فى البنوك، وعن إمكانية توفير المبلغ فى أى وقت؛ جاوب: «السوق مش باينله ملامح، كل الناس متخبطة». أمام أحد مكاتب الصرافة بمنطقة الإسعاف، سيدة قالت فى حديثها مع «الشروق»: «كل الناس هتروح البنك تبيع بعد تحرير سعره لأنه واصل البنك ل 14 جنيها، لكن فى الصرافات ب13 بس، وبيقولوا معندناش»، متابعة: «الصرافات رافضة البيع لأنها اشترت من المواطنين وقت ارتفاع سعر الدولار ل 18 جنيها». وقال شاب ثلاثينى، إن تحرير سعر الصرف سيحكم سيطرة مصر على عملتها وستحجم عمل السوق السوداء والتجار والمضاربين، مضيفا: «أتمنى أن أسعار المنتجات والسلع والخدمات تنخفض بانخفاض الدولار، بعدما تضاعفت أسعار جميعها». وقال أحد المسئولين بالشركة المصرية للصرافة بوسط البلد، إن قرار البنك المركزى برفع سعر الجنيه أمام الدولار إلى 13 جنيها كان مفاجئا لهم، ولكنهم بدأوا فى التعامل بالأسعار الرسمية التى حددها البنك المركزى بدءا من اليوم، مضيفا أنهم حتى مثول الجريدة للطبع ما زالوا فى انتظار توضيح آليات القرار، وعملية الشراء والبيع والحد الأقصى الذى سيكون مسموحا به للعملاء عند شراء الدولار من مكاتب الصرافة. وأضاف أن الشركة فى انتظار ضخ المزيد من الدولارات لهم، للبدء فى حركة الشراء والبيع للعملاء، رافضا التعليق على قرار البنك المركزى سواء بالسلب أو بالايجاب، قائلا: «حتى الآن لم تتضح الرؤية»، لافتا إلى أن هناك تضاربا فى أسعار الدولار فى بعض البنوك ومكاتب الصرافة، حيث وصل سعر شراء الدولار إلى 14 جنيها فى البعض منهم وخاصة فى التحويلات. وفى سياق متصل، شهدت بعض مكاتب الصرافة، إقبالا متوسطا من المواطنين، للاستفتسار عن أسعار الدولار الجديدة، فى الوقت الذى توافد البعض منهم على بيع العملات الخضراء مقابل 13 جنيها، تخوفا من بيعه فى السوق السوداء الذى شهد انخفاضا حادا أمس فى بيع الدولار. وقال أحد المواطنين ل«الشروق»، إن تثبيت سعر الدولار إلى 13 جنيها، سيجعل الكثير ممن لديهم دولارات التفكير فى بيعها للمكاتب الرسمية بدلا من اللجوء للسوق السوداء، مضيفا «نأمل أن قرار البنك المركزى الجديد لا يؤثر على ارتفاع الأسعار أكثر من ذلك فى السوق المصرية»، مستدركا «كل حاجة غليت بسبب الدولار، ونتمنى أن يكون للقرار الجديد تأثير إيجابى». فيما اختلف معه مواطن آخر قائلا «ارتفاع سعر الدولار سيؤدى لزيادة الأسعار أكثر مما هى عليه الآن»، مضيفا أنه «لا توجد رقابة على الأسواق، ما يؤدى لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه». وقال مسئول بالبنك الأهلى فى وسط البلد، إن قرار البنك المركزى إيجابى ويصب لصالح الدولة، مضيفا أن تثبيت سعر الدولار فى السوق الرسمية وتقاربه من سعر السوق السوداء، سيعمل على محاربة السوق غير الرسمية ورغبة العملاء فى البيع وشراء العملة الخضراء من منافذها الرسمية. وأضاف أنه لا يوجد حد أقصى للعملاء فى شراء الدولارات وبيعها، موجها رسالة «تفاءلوا وابشروا»، نافيا ما ردده البعض حول عدم شراء أى دولارات من المواطنين مجهولة المصدر، قائلا «غير صحيح ولا تنجرفوا وراء المعلومات المغلوطة على الفيس بوك». وفى نفس السياق، ارتفعت أسعار العملات الأخرى، حيث وصل سعر شراء الدرهم الإماراتى 3.54 جنيه، مقابل بيعه 3.68 جنيه، ووصل شراء الريال السعودى إلى 3.5 جنيه.
