قبل أيام من انتخابات اليونسكو التى من المقرر إجراؤها الشهر الحالى، بدأ وزير الثقافة فاروق حسنى المرشح لرئاسة المنظمة فى توزيع الاتهامات على منافسيه ومعارضيه العرب والأجانب، ففى اللقاء المفتوح الذى نظمه اتحاد الكتاب المصرى بقلعة «صلاح الدين الأيوبى» وأداره الكاتب «محمد سلماوى» اتهم الوزير بعض مسئولى المنظمة بمعارضة ترشيحه على أساس جغرافى عرقى، وقال الوزير إن بعض الدول والأشخاص داخل اليونسكو عندما استشعروا فوز المرشح المصرى بمنصب المدير العام قرروا كسر المناطق الجغرافية التى من الممكن أن تصوت له، ووصلوا لأمريكا اللاتينية وقاموا بترشيح سيدة من أصل عربى، قبل أن يصلوا لأفريقيا والوطن العربى، ساعين للوصول إلى آسيا، مرجعا ذلك إلى ما وصفه بالمصالح السياسية والاقتصادية المعقدة. وأوضح أنه يواجه عمليات مضادة لترشيحه لكونه مصريا، لكنه يتلقى دعما ومساندة من الدولة التى سخرت كل إمكاناتها لدعمه. وأشار «حسنى» فى هذا السياق إلى تغير الموقف الأفريقى تجاهه، مبديا أسفه حيال خروج دولتى «بنين» و«تنزانيا» عن الإجماع الأفريقى بترشيحه، لافتا إلى احتمالية أن يؤدى ذلك إلى تفتيت أصوات الكتلة الأفريقية صاحبة ال13 صوتا. اتهامات «فاروق حسنى» لم تقف عند حد الأفارقة، فقد هاجم الوزير من ينتقدونه داخل مصر خصوصا الكاتب د. «علاء الأسوانى» بسبب مقاله المنشور ب«الشروق» 15 يونيو الماضى بعنوان «لماذا لم يذهب فاروق حسنى إلى تولوز؟!»، والذى كشف فيه «الأسوانى» عن امتناع وزير الثقافة المصرى عن حضور مهرجان «ماراثون الكلمات» بمدينة «تولوز» الفرنسية والذى كان يحتفى بالأدب المصرى، بسبب رفض إدارة المهرجان لطلب الوزير بإلغاء دعوة الكاتب «صنع الله إبراهيم»، وهو ما نفاه الوزير فى وقت سابق موضحا أنه لم يتلق أى دعوة رسمية أوغير رسمية بشأن المهرجان. وكان الوزير قد أشار خلال لقائه بالقلعة إلى أنه قابل «الأسوانى» فى الطائرة أثناء رحلة العودة من باريس وحكى له ماجرى بشأن هذه الدعوة، وطلب منه الكتابة لتصحيح تلك الواقعة فى مقاله، وأن «الأسوانى» وافق على ذلك لكنه لم يكتب، مشيرا إلى ما وصفه بالكذب المنتشر طوال الوقت وغياب الأمانة فيما ينشر ضده من كتابات. وعندما هاتفت «الشروق» الأسوانى لمعرفة رده على اتهامات حسنى بادر الأسوانى إلى تكذيب ما وصفه بادعاءات الوزير، نافيا أن يكون قد وعده بالكتابة أو تعديل ما كتبه فى مقاله بشأن واقعة «تولوز». وقال الأسوانى إنه بالفعل التقى الوزير فى الطائرة وأن الأخير دعاه للجلوس والحديث معه، ليصحح له ماجرى بشأن دعوة المهرجان، وأضاف «الأسوانى»: لم أتعهد بالكتابة أمام الوزير، خاصة ولست أنا صاحب الخبر إذ إن الجهة الفرنسية هى صاحبة الخبر وأنا نقلته عنها فلو أراد الوزير تصحيح موقفه فعليه مخاطبة فرنسا وليس مخاطبتى أنا. وعاود «الأسوانى» التأكيد على صحة ما ذكره فى مقاله بشأن الدعوة المشروطة بغياب «صنع الله إبراهيم»، مستشهدا بما ذكره مدير المهرجان الفرنسى «ديفوار» والذى استشاط غضبا بعد علمه بشرط الوزير المصرى، وصرح لإذاعة «ثقافة فرنسا» وهى أشهر إذاعة ثقافية فرنسية قائلا: «نحن هنا فى فرنسا بلد الحريات لا يمكن أن نخضع لرقابة فاروق حسنى أو غيره». ووصف الأسوانى تصريحات الوزير الأخيرة بالأكاذيب موضحا أن تورطه فى مثل هذه الأمور شىء مؤسف. وقال إنه لا يعمل عند الوزير ليتلقى منه أوامر بالكتابة فيما يريد، مؤكدا أن هذا هو سر غضب الوزير منه لأنه ليس ضمن الميليشيات الإعلامية المسلحة التى يجندها لحسابه. وكشف الأسوانى عن أن تصريحاته للإعلام الغربى بشأن ترشيح «فاروق حسنى» لليونسكو قد ضاعفت من هذا الغضب، مرددا ماقاله فى وقت سابق من أن «حسنى لا يصلح لا إدارة اليونسكو ولا لوزارة الثقافة، مشيرا إلى وجود مئات المصريين أفضل بكثير من فاروق حسنى لتولى كلا المنصبين». جدير بالذكر أن وزير الثقافة كان قد كذب على لسان مستشاره «حسام نصار» ماورد بمقال «الأسوانى» فى جريدة «الشروق»، لكن تم التأكد من صحة الواقعة فى اتصال هاتفى من فرنسا مع «داليا حسن» نائبة مدير المهرجان، والتى أكدت أن الدعوة وجهت بالفعل إلى فاروق حسنى، وأن السفارة المصرية بباريس تسلمتها قبل أن تتلقى اتصالا هاتفيا من مسئولة بالسفارة تبلغها بشرط الوزير.