كارثة بيئية جديدة اجتاحت أراضى مراكز أبوكبير وفاقوس والحسينية وكفرصقر، بعد توقف مضخات رفع المياه للأراضى الزراعية وتوقف جميع محطات معالجة مياه الشرب بهذا القطاع الحيوى، ما تسبب فى موت آلاف الأفدنة بعد أن نمت، واستعد المزارعون لتسويق محصولهم فى الأسواق والتقوت عليه.. وسط مشهد يومى متكرر لما يشبه «المجازر» بين أهالى القرى للحصول على جركن مياه من فنطاسين ترسلهما المحافظة صباحا ومساء. فى قرية المناجاة الكرى قال الطالب الجامعى سامح عبدالمنعم إن أهالى القرية لا يجدون قطرة الماء الصالحة للشرب منذ أكثر من 40 يوما، ويشترون كميات كبيرة من جراكن المياه التى يجلبها باعة المياه من الإسماعيلية. منبها لحقيقة غريبة وهى وجود شركات خاصة استغلت الموقف، وقامت بتوريد سيارات كبيرة بأسعار تصل إلى 3 جنيهات للجركن الواحد، فى حين ترسل المحافظة فنطاس مياه واحد صباحا، وآخر مساء. وسامى بكر (محام) من أهالى مركز الحسينية قال: مشكلة مياه الشرب ليست الوحيدة، ولكن محاصيل معظم الأراضى الزراعية ماتت قبل نموها، وهذه هى خسارتنا الكبرى، لأنها زادت علينا العبء أضعافا. وأرجع عدد من الأهالى المشكلة إلى انخفاض منسوب مياه الترع، حتى تكاد تصل لمرحلة الجفاف. وفى جولة «الشروق» بأحد مراكز الشرقية، اكتشفت أن الكهرباء كانت عاملا قويا وراء إغلاق العديد من محطات مياه الشرب. وقال أحد العاملين بها إن جفاف الترع وعدم انتظام الكهرباء هما العاملان اللذان تسببا فى عدم تشغيل محطات المياه. وأضاف: تقدمنا بمذكرات لا حصر لها لشركة الكهرباء، لتحسين الخدمة دون جدوى. على جانب آخر أعلن المستشار يحيى عبدالمجيد، محافظ الشرقية، تعطل 6 محطات مياه للشرب من القطاع الشمالى، بسبب انخفاض مياه الترع، والتى تمد المحطات بالمياه الخام. وقرر المحافظ تشكيل لجنة برئاسة اللواء حمدى بركة، سكرتير عام المحافظة، وعضوية مديرى مديريتى الرى والزراعة، ورئيس شركة مياه الشرب، ومدير قطاعات الكهرباء بالمحافظة، حتى يتولوا متابعة جميع المشكلات المتعلقة بتوفير مياه الشرب والرى والتيار الكهربى. وأمر بحل وإزالة أسباب الأزمة. وأرجع المحافظ أثناء اجتماع المجلس التنفيذى أمس أسباب المشكلة إلى انخفاض منسوب مياه الترع، خاصة فى بحر مويس. وكشف عن تعطل عدد آخر من محطات معالجة المياه بسبب ضعف التيار الكهربى، ما أدى لحرمان ما يقرب من مليون مواطن من مياه الشرب الصالحة، إضافة لعدم وصول مياه الرى إلى نهايات الترع، بما يهدد آلاف الأفدنة بالبوار.