سهام عبدالناصر، وسلسبيل عماد الدين، من الفتيات ذوات القدرات الخاصة بمدينة إسنا، جنوب محافظة الأقصر، أثبتتا موهبتهما، وأن الإعاقة لا تقف حائلا أمام الإبداع، ونجحتا فى تحدي ظروفهما الخاصة، وأن التحدى والإصرار يصنعان المعجزات. وكما تقول هند محمد حسن، الناشطة فى مجال حقوق ذوى الإعاقة، فإن سهام عبدالناصر البالغة من العمر 20 عاما، والتى تسبب حالة حمى أصيبت بها منذ طفولتها، فى فقدان والسمع والنطق، لتلتحق بمدارس الصم، ثم سرعان ما فقدت نعمة الإبصار، لكن ذلك لم يمنعها من ممارسة فن الرسم الذى كانت عاشقة له منذ طفولتها، ونجحت فى إبداع لوحات تشكيلية ، أبهرت من رآها فى عدد من المعارض التى شاركت بها، وجذبت رسومها أعين الكثيرين ممن وجدوا فى لوحاتها " فناً حسياً " يرمز لكثير من معانى التحدى والصمود فى مواجهة ظروف الحياة، مما جعلها محل تقدير تكريم لها ولرسومها، من قبل مؤسسات فنية ومجتمعية، ومن شخصيات مشهورة فى المجتمع المصرى، والعربى، ومثل وزير الثقافة السودانى، الطيب حسن بدوى، والفنانة هالة صدقى، والناقد سيد فؤاد رئيس مؤسسة الفنانين الشباب المستقلين، خلال المعرض الخاص ، الذى اقيم على هامش الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر الدولى للسينما الإفريقية ، فى شهر مارس الماضى. أما سلسبيل عماد الدين ، البالغة من العمر خمسة عشر عاما، فقد اصيب بمرض، تسبب فى إصابتها بإعاقة حركية ، بجانب صعوبة فى النطق والفهم، إلا أن حالتها الخاصة، وإنضمامها لمتحدى الإعاقة ، لم يمنعاها من الإبداع والتفوق فى مجال فنون صناعة المشغولات اليديوية، وباتت أحد الوجوه البارزة فى العديد من المعارض وورش العمل المعنية بالحرف اليديوية ، التى تتميز بها مصر، لتنضم إلى صديقتها سهام عبدالناصر، فى التأكيد على أن الإعاقة لا تعيق الإبداع. وتطالب الناشطة هند محمد حسن، المؤسسات المعنية، بتبنى موهبتى سهام وسلسبيل، وتقديم الدعم اللازم لهما لمواصلة مسيرتهما الإبداعية، وتقديمهما كنموذج حقيقى ، لكل من يرغبون فى التفوق والإبداع، وإثبات الذات من شباب وفتيات مصر.
