هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها. سيتوقف كثيرون أمام قرار اتخذته لجنة المسابقات فى اجتماعها أمس الأول، بإرجاء النظر فى أحداث مباراة سموحة والزمالك وعدم إعلان أى عقوبة ضد جماهير الزمالك التى أشعلت الشماريخ أثناء المباراة للاحتفال بالفوز الصعب والمستحق الذى جاء فى الدقيقة الأخيرة.. اللجنة أعلنت أن دافعها لهذا القرار هو انتظار انعقاد اجتماع قريب سيضم رئيس الاتحاد مع رؤساء الأندية لبحث جميع أوجه قضايا الشغب والشماريخ والعنف الجماهيرى المصاحب لمباريات الكرة.. وهو الأمر الذى لم يفهمه هؤلاء الكثيرون ولم يرضوا عنه أيضا، لأنه يعنى احتمالا واحدا من اثنين: إما أن اتحاد الكرة قرر أن يصرف النظر عن أى عقاب ضد أى شغب أو شماريخ، لكن حياء مسؤوليه يمنعهم من الإعلان الرسمى عن ذلك بعد كل هذه المواقف العنترية الصاخبة الرافضة أى تراجع أو استسلام.. وبالتالى كانت التوجيهات السرية للجنة المسابقات بعدم معاقبة أى جمهور بداية من مباراة سموحة والزمالك، بدعوى انتظار اجتماع مرتقب قد لا يتم أو يجرى فى ظروف مشابهة لاجتماعات القمم العربية التى لا ضرورة لها أو أى قيمة ونتائج حقيقية.. أما الاحتمال الثانى فهو أن لجنة المسابقات تطوعت من تلقاء نفسها وقررت تأجيل كل شىء حتى تخبو نار المواجهة وتخفت نبرة التحدى والصدام مع الجمهور.. وأيا كان صاحب القرار: لجنة المسابقات أم اتحاد الكرة أو حتى وزارة الداخلية نفسها، فهو بالقطع قرار خاطئ فى شكله ومعناه وتوقيته أيضا.. وأيا كان القصد أو الحكمة المخفية وراء تأجيل العقوبات أو حتى إلغائها، فهو قرار يثير مشكلات وأزمات ويفتح جروحا قديمة وجديدة أكثر مما سينزع فتيل قنابل الخوف والعنف، وعلى سبيل المثال، لا أحد الآن من جماهير الأهلى سيصدق أنه اتحاد نزيه ومنصف، وأنها لجنة مسابقات عادلة بين الناديين الكبيرين.. أهلى وزمالك.. فلو كانت اللجنة تنتظر بالفعل ما سيسفر عنه ذلك الاجتماع المرتقب، كان الأجدر بها ألا تعاقب جمهور الزمالك وأن تقوم فى الوقت نفسه بتعليق عقوبات اتخذتها ضد جماهير الأهلى والإسماعيلى والمصرى والمحلة، انتظارا لانعقاد ذلك الاجتماع نفسه.. ثم إن جمهور الأهلى عاش التناقض بين اتحاد صارم جدا يريد حرمانه من حضور لقاء الإسماعيلى ويهدده إن حاول دخول الملعب سيحتسب المباراة لمصلحة الإسماعيلى، وبين اتحاد رقيق القلب جدا يتساهل ويقرر فض المحاكمات وإرجاء العقوبات لحين إتمام جلسات المصالحة والغزل الرقيق والمكشوف بين الجميع.. وأنا بالمناسبة لست من أصحاب هذا الإحساس ولا أحب حتى التفكير فى هذه الآفاق الضيقة، وواثق بأن الأمر كله لا علاقة له بأى تفرقة بين أهلى أو زمالك.. لكننى فقط أؤكد أننى هذه المرة سألتمس العذر لكثير من جماهير الأهلى إن كبرت ثورتهم وتعالت أصوات غضبهم نتيجة هذا القرار الخاطئ والساذج.. وسألتمس العذر أيضا لجماهير الأهلى والزمالك معا وبقية الأندية الشعبية إن تمادت فى خروجها على كل النصوص والقواعد، استنادا إلى سابقة عدم معاقبة من أشعلوا شماريخ مباراة سموحة والزمالك.. كما أن هناك من قاموا بتفسير هذا القرار وفق هواهم، فقالوا إن ذلك بسبب اتهام فرج عامر، رئيس سموحة، لاتحاد الكرة بتعمد اختيار حكم بعينه لمباراة سموحة أمام الزمالك، وفق ما قاله أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد سرا لفرج عامر.. وحين طالب الزمالك بالتحقيق، خاف اتحاد الكرة وارتبك، فكان قرار عدم معاقبة الزمالك وجماهيره طلبا للسلامة والسكوت. ومرة أخرى، أؤكد أننى لست من المقتنعين بذلك، لكننى فقط أحببت أن أوضح لاتحاد الكرة ولجنة المسابقات معا أن قراراً واحداً خاطئاً.. أو صحيحاً ولكن فى وقت غلط، يمكنه أن يفسد كل شىء ويضيّع معه أى قدر بقى داخل الجميع من احترام والتزام بأى عقوبة أو قرار لاتحاد الكرة.. إذ إن الذى اتخذ هذا القرار على عجل لينهى الاجتماع بسرعة ويلحق العيد مع أسرته، فاته أنه بذلك ينسف كل المحاولات السابقة لاستعادة هيبة الاتحاد وردع المشاغبين والمتعصبين ومواجهة أى انفلات فى الملاعب، لتعود الأمور كلها إلى نقطة الصفر من جديد. *