هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. ليست الكتابة بالضرورة بحثاً عن ذنوب وخطايا أو مشكلات وجرائم.. ولا هي دائماً التفات إلى الوراء برغبات مشروعة في المساءلة والحساب أو دوافع غير مشروعة في التشفي والانتقام.. وإنما قد تكون أحيانا رؤية للأمام وأمنيات ممكن جدا أن تتحقق بقليل من الصدق والحب وكثير من الحوار والاحترام.. وقد رأيت قرعة دوري الأبطال الإفريقي للكرة فرصة لتحقيق واحدة من تلك الأمنيات.. فالأهلي وفق هذه القرعة سيلعب في تونس والجزائر ويستضيف في القاهرة الترجي التونسي ومولودية وهران الجزائري.. وهي مناسبة لإصلاح كل خطايا الماضي التي وقع فيها وتقاسم مسئولياتها الجميع هنا وهناك.. إعلام ومسئولون وجماهير.. وبعد كل التغيير السياسي والاجتماعي والإعلامي الذي جرى.. أصبح ممكناً جداً أن تتحول هذه اللقاءات إلى اعتذار غير مكتوب من الجميع عما جرى.. وأن تعود الكرة في البلدان الثلاثة.. مصر وتونس والجزائر.. إلى حجمها الحقيقي ودورها الطبيعي.. وألا تبقى مبارياتها حروبا بين شعوب ليس بينها ما يستدعي أي صراع أو كراهية، وتبقى شاشات التليفزيون وأوراق الصحف مجرد ساحات للكرة ونتائجها وتحليلاتها وأخبارها، وليست مكانا لاستعراض القوة والقدرة على إهانة الآخر والسخرية منه والانتقاص من قدره ومكانته.. وبهذه المناسبة أود لفت انتباه الجميع إلى ما قاله سيد عبد الحفيظ ضمن تعليقه على العقوبات التي وقعها الاتحاد الإفريقي على الأهلي "غرامة أربعين ألف دولار ومباراة واحدة للأهلي في استاد القاهرة دون جمهور نتيجة ما جرى في لقاء الأهلي وزيسكو والشماريخ التي ملأت الآفاق دون داع أو ضرورة"، كما قال عبد الحفيظ إنها عقوبة قاسية يتمناها درسا للجميع وفي مقدمتهم جماهير الأهلي، التي لابد أن تتعلم هذا الدرس لتصبح أكثر التزاما في المباريات المقبلة.. وبإضافة ما قاله عبد الحفيظ إلى استياء واستنكار سابق جاء على لسان مانويل جوزيه لتلك الشماريخ.. نجد أنفسنا لأول مرة منذ زمن بعيد أمام مسئولين في كرة القدم يعترفون بخطأ وقع ولا يروحون بمنتهى المكابرة والعناد يلومون كل شيء وأي أحد إلا جمهورهم الذي ارتكب الخطأ.. وهو سلوك رائع لابد من المحافظة عليه والتأكيد على ضرورة انتقاله للجميع بمختلف أماكنهم وألوانهم، فإصلاح العيوب والأخطاء ليس دائما هو إنكارها أو إلقاء اللوم والعتب طول الوقت على الآخر.. وهو بالمناسبة ليس ضعفا من جوزيه أو عبد الحفيظ ولكنه منتهى الشجاعة والقوة.. وجوزيه لم يقد الأهلي للانتصار الكروي فقط في مباراة الاتحاد وإنما كان انتصاره الأهم هو احترام جمهور الأهلي له ومطالبته بالكف عن إطلاق الشماريخ، فلم ينطلق شمروخ أو صاروخ واحد من مدرجات الأهلي، ويجب أيضا النظر إلى بقية عقوبات الكاف، الذي قرر استبعاد نادي مازيمبي الكونجولي من البطولة التي يحمل لقبها ويبقى أحد المرشحين للفوز بكأسها المقبلة. وقد قبلنا كلنا في مصر هذه العقوبة.. ولو كانت العقوبة نفسها تخص ناديا في مصر لتسابقت الأصوات والأقلام للتنديد بالاتحاد الإفريقي الذي يكره مصر ويتآمر عليها.. فاحترام العدالة لا يعني التصفيق للأحكام التي في صالحنا ورفض التي لا توافق هوانا ومصالحنا وانطباعاتنا، ولا تعني الحب والتقدير لأي قاض يكون معنا، ولكنه نفسه يصبح فاسدا ومرتشيا إن أصدر حكما لم نكن نتوقعه أو نتمناه.. وأود ألا يصر عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، على رؤيته بعدم ضرورة الاستعانة بأي أحد آخر ينتمي للأهلي في لجنة المسابقات بديلا لعدلي القيعي الذي استقال من اللجنة مؤخراً، فمن مصلحة اللجنة والكرة أن يبقى الأهلي ممثلاً بأحد أبنائه.. تماما مثل الزمالك والإسماعيلي.. ففي زمن الشكوك والمخاوف والتعصب الزائد عن الحد ضروري أن يكون الجميع حاضراً ومشاركاً وإلا ستبقى الظنون والاتهامات تطارد الجميع وتطالهم أيضا.. وأخيراً أتمنى التوفيق لعفت السادات كرئيس للاتحاد السكندري.. ولكنني أقول له إن الأهم من صرف كل المستحقات المتأخرة أن يعيد بناء النادي الكبير كمؤسسة مستقلة قادرة على الاعتماد على نفسها مستقبلا دون دعم مالي من أي أحد. *