هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. بينما الجمهور يعيش لحظات الفوز ومع اقتراب نهاية المباراة، فكر بعض الأشخاص أن يخرجوا بالهتاف الشهير "مش ناسيين التحرير"، ولمن لا يعرفه هو هتاف ألتراساوي شهير يهاجم الشرطة ويذكّرها بجمعة الغضب بطريقة بها بجاحة محببة إلى نفس كثيرين، انطلق الهتاف من قلب المدرجات بقوة متوسطة، وقبل أن يكتمل هاجت بقية الجماهير وأطلقت الصفافير المخيفة لتسكت هذه الهتاف ولتمنع انتشاره بين بقية الناس... انتصرت الصفافير وسقط الهتاف قبل أن يبدأ واحترم الجميع قدرة عقلاء الألتراس على إغلاق هذة الصفحة ولو بشكل مؤقت ودعمها لفتح صفحة جديدة مع الشرطة، انتصرت الأغلبية العاقلة بين جمهور الألتراس وأثبتت أنها تمتلك حسا وطنيا، فصفق لها كل من كانوا في الاستاد ثم صفقوا احتراما لجنود الأمن المركزي الذين كانوا يقفون في أرضية الملعب. قبلها كان المشهد حماسيا عندما رفع بعض جماهير الألتراس لافتات تطالب بالإفراج عن مشجعي النادي الأهلي الموجودين في السجن حاليا. مع بداية الماتش أحسنت جماهير الزمالك استقبال لاعب وادي دجلة حاليا ولاعب الزمالك سابقا حسن مصطفى، كان تشجيعه خاليا من الافتعال، فهو كان واحدا من الكتيبة التي شاركت العام الماضي في واحد من أجمل مواسم تشجيع الزمالك، تلك المحبة كانت متوقعة، وكان متوقعا أيضا بعد أن يحرز حسن مصطفى هدفا في مرمى فريقه القديم أن ينحني احتراما لجمهور الزمالك ويكتم فرحته ويضع كفيه فوق رأسه معتذرا عن أن يكون قد "عكنن عليهم"، أما ما لم يكن متوقعا فهو أن يخرج مصطفى من الملعب والزمالك مهزوم بهدف له، ومر من المباراة وقت طويل يصعب المهمة، ورغم ذلك كله يحسن جمهور الزمالك للمرة الثانية توديع مصطفى في أثناء خروجه مصفقا له بقوة وباحترام تصفيقا يضع حدا فاصلا بين فريقهم المهزوم ولاعب يحبونه ويتمنون له التوفيق. كان مشهد استقبال جماهير الزمالك للمعلم حسن شحاتة خاليا من الحلم بالبطولات لكنه كان يمتلئ بالمحبة والتقدير لواحد من أعظم أبناء النادي يعود إليه وهو يمتلئ بحكايات عن النجاح، وكان مشهد استقبال الصقر أحمد حسن في أثناء خروجه مليئا بالفرحة، لا لأنه أحرز هدفين، لكن لأنه استطاع أن يثبت لنفسه أنه لا يزال قادرا على الإبهار وأن تجربته في الملاعب لم تنته رغما عنه كما حدث مع كثيرين، لكنه لا يزال يمتلك القدرة على أن ينهيها بإرادته. عودة إلى العشرة التي لا تهون أبدا على جماهير الزمالك بكل ما فيها من عاطفة متقدة جعلتها تتحمس مرتين، المرة الأولى في اللافتات التي رفعوها في محبة حسام وإبراهيم حسن والهتاف الذي رجّ المدرجات "شكرا يا عميد.. شكرا يا عميد". تكرر الهتاف أكثر من مرة، وحتى لا يساء فهمه كان في كل مرة يعقبه هتاف أكثر سخونة "الكاس يا معلم.. الكاس يا معلم"، وعلى تيمة محبة جماهير الزمالك للتوأم رفعوا صورتيهما ضمن عشرات صور اللاعبين الذين خدموا هذا النادي وصنعوا بطولاته، كانت صورتهما ترفرف بين صور عبد الرحمن فوزي وحازم إمام وحلمي زامورا وجمال عبد الحميد وغيرهم. أما الانفعال الثاني فقد ظهر بعد أن رفعت جماهير الألتراس لافتة "خليك فى بلجيكتك يا سامي"، في إشارة إلى ماجد سامي رئيس نادي وادي دجلة الذي حرّض حسين المحمدي على الهروب واللعب لناديه الذي يمتلكه هناك، لفت نظر بقية الجماهير وجود سامي في المقصورة فانهالت الهتافات تؤرق جلسته من كل مكان وفريقه مهزوم بالأربعة "اشرب يا سامي.. اشرب يا سامي". لم تهاجم جماهير الزمالك لاعبها الذي هرب واحترمت أنه طالما أسعدها في الفترة التي قضاها بينهم، أنا شخصيا كنت أهرب من مهاجمة المحمدي لأنني أحبه، لكنني اكتشفت بمرور الوقت أن ياسر المحمدي نموذج لتجربة دولة قطر في الحياة عموما، فهو الذي ينقلب على الفرق التي احتضنته مثلما انقلب أمير قطر الحالي على والده الأمير السابق، وهو شخص صغير الحجم لكنه قوي التأثير بالضبط مثل قطر الأصغر مساحة من مدينة نصر، وهو الشخص الذي يعاني من عقدة أنه يمتلك مقومات ما لكنه لا يحظى بسطوة أكبر زملائه في الملعب (راجع نموذج المحمدي-شيكا، وقطر-مصر)، وهو الذي تؤثر فيه عناصر أجنبية من تحت لتحت (راجع نموذج قطر-إسرائيل، المحمدي-سامي). *