التحليل الفني لمباراة مانشستر يونايتد وساوثامبتون... بقلم | محمود ماهر فرط مانشستر يونايتد في فرصة تقليص فارق النقاط أمام جاره «مانشستر سيتي» لسبع نقاط بدلاً من 10 بالخسارة المدوية التي مُني بها أمام منافسه الأول على المركز الثالث هذا الموسم «ساوثامبتون» بهدف دون رد على مسرح الأحلام في ختام مباريات الجولة ال21 من البريميرليج مساء اليوم الأحد. الشياطين الحمر لم يهددوا مرمى فورستر خلال ال45 دقيقة الأولى، وبدأوا في الترك فقط بعد ولوج مرماهم لهدف مُباغت في الدقيقة 69 حمل توقيع ذو الجسد الممشوق «تاديتش» من متابعة لتصويبة ارتدت من القائم الأيسر للمهاجم الإيطالي المُزعج «بيلي». ثلاث فرص متتالية للشياطين أعقبت لدغة القديسين لمرمى دي خيا فشل الإسباني الموهوب «خوان مانويل ماتا» في استغلالهم لاعادة البسمة على شفاه الأنصار، لكنه ليس المتهم الوحيد، بل ربما لا يكون هو المتهم، فقد حاول فعل أكثر من المطلوب بالظهور داخل منطقة الستة ياردات، لذلك سيبقى فان خال المتهم والمسؤول الأول عن هذا الاخفاق الغريب بعد 11 مباراة من الصمود المحلي. ايجابيات | «1» تلاحم كل خطوط ساوثامبتون ببعضها البعض وهذا خلق انتشار مميز على الأرض، في كل مكان تذهب فيه الكرة كان يذهب لاعب أو أكثر للضغط ومحاولة استرجاعها، روني لم نشاهده في المباراة سواء قبل أو بعد تعديل مركزه، وأنخل دي ماريا نفس الشيء، ولوك شو لم يقم بإنطلاقة واحدة ناجحة، وكل عرضيات فيل جونز مكشوفة، وحتى العرضية الوحيدة التي قام بها بليند ونجحت حدثت بعد عناء وبفضل مهارة فردية منه. ساوثامبتون كان مثل القبضة الواحدة، لحظة الدفاع الكل يدافع، ولحظة الضغط على حائز الكرة من منتصف الملعب تجد تكاتف من كل العناصر. «2» ذكاء ساوثامبتون وقت شن هجماته القليلة على مرمى اليونايتد من أهم ايجابيات اللقاء، رونالدو كومان اعتمد على الاختراق من الأطراف الهشة، هو يعرف جيدًا أن مساوئ وعيوب مانشستر يونايتد تتركز على الطرفين أكثر من العمق، فيل جونز ولوك شو ودالي بليند وسمولينج لم يلعبوا الكثير من المباريات مع بعضهم بعض وهذا ما استغله الثلاثي الهجومي لساوثامبتون «وارد وإليا وبيلي» في خلخلة الدفاع، ولقطة الهدف تظهر لنا 4 لاعبين من اليونايتد مقابل ثلاثة مهاجمين من ساوثامبتون، الاختلاف الوحيد كان تاديتش الذي حل مكان إليا في الدقيقة 63. «3» عدد لا بأس به من لاعبي مانشستر يونايتد حاولوا فعل ما عليهم وأخص بالذكر خوان ماتا، ظهر في أماكن ليست أماكنه بتقمص دور المهاجم، نعم أضاع ثلاث فرص مُحققة، على الأقل خلق لنفسه الأماكن عكس لاعب مثل روني الذي كان مستسلمًا بشكل كامل لفونتي وجاردوس. أرى أن الخطة أو التكتيك الذي اتبعه فان خال كان الشيء الوحيد الذي لم يساعد لاعبي اليونايتد على بسط سيطرتهم بشكل إيجابي على الملعب، التحضير كان بطيئًا بسبب تضارب المهام بين بعض اللاعبين مثل هيريرا وماتا وبين فيلايني وروني وبين لوك شو وبليند وبين فالنسيا وفيل جونز. «4» وانياما، هذا اللاعب اشتراه ساوثامبتون ب15 مليون جنيه إسترليني من سيلتيك جلاسكو، أندية أخرى مثل آرسنال ومانشستر يونايتد وبرشلونة كانوا بحاجة إليه ورفضوا انفاق أكثر من عشرة ملايين جنيه إسترليني لأنه يلعب لسلتيك، ربما لو كان في فريق آخر مثل بورتو أو بنفيكا أو مارسيليا أو نابولي، تلك الأندية التي تُجيد تلميع مواهبها، لتم بيعه بأكثر من 30 مليون إسترليني لأحد كبار أوروبا، هذا اللاعب قص كل الكرات الصعبة وقام ببناء عدد من الهجمات، لم أشعر بأهمية هيريرا أو كاريك أو روني، كله بسبب الدولي الكيني. سلبيات | «1» الخطة الغريبة التي بدأ بها لويس فان خال المباراة سقطة لا تغتفر، لماذا العودة لخطة الخسارة أمام سوانسي سيتي وليستر سيتي؟ لماذا 3-5-2؟ ولماذا واين روني في خط الوسط مع لوك شو؟ ولماذا أنخل دي ماريا في الهجوم؟ ولماذا بليند في قلب الدفاع مع سمولينج وفيل جونز؟ أسئلة وعلامات استفهام كثيرة على التشكيلة والتخطيط الذي لعب به اليونايتد اليوم. «2» فان خال يُصر كلما سنحت له الفرصة على اظهار أنخل دي ماريا بأنه أنجح صفقة، اللاعب غاب عن الملاعب منذ شهرين ومع ذلك الفريق يفوز ويحقق النتائج من دونه، ولا أدري ما فائدة اعادته للفريق بعد أن انسجم على خطة وتشكيل ونوعية معينة من اللاعبين. من أهم سلبيات المباراة لم تكن اعادة أنخل دي ماريا فقط على حساب فالكاو وآشلي يونج بل وضعه في خط الهجوم لأول مرة جنبًا إلى جنب فان بيرسي، وهذه هي المرة الأولى عمومًا التي أشاهد فيها دي ماريا يلعب في الهجوم، عندما بدأ مسيرته مع بنفيكا لعب كجناح أيسر، وفي ريال مدريد لعب كجناح ثم كلاعب وسط متقدم ثم كلاعب حر، لم يلعب أبدًا كمهاجم ثان كما حدث اليوم. هذا الاختراع جعل من مانشستر يونايتد فريق منقوص العدد شعرنا وكأنه ب10 لاعبين حتى نزول فيلايني الذي نشط الهجوم بعض الشيء وكان محطة جيدة. «3» التغييرات كلها كانت سلبية وسيئة في مانشستر يونايتد، فان خال ارتكب أخطاء لا تغتفر بدفعه لأندير هيريرا بدلاً من فان بيرسي، لديك ماتا وكاريك وهما الأفضل في التمرير، لماذا هيريرا ضعيف البنية أمام وانياما؟ لماذا لم يلعب فيلايني منذ بداية الشوط الثاني على الأقل لصد قوة وسط ساوثامبتون؟ كل الفرص التي لاحت أمام خوان ماتا في آخر 15 دقيقة من المباراة لو لاحت أمام فان بيرسي لانتهت جميعها بأهداف بنسبة لا تقل عن 80٪!. الكارثي أن فالكاو استبعد من قائمة ال18 دون سبب يذكر! ولا تدري لماذا خرج لعب أنخل دي ماريا من الملعب، كان بالامكان تعديل مركزه من الهجوم إلى الجناح الأيسر، والدفع بروني كمهاجم صريح ومن خلفه مروان فيلايني، وتقديم بليند جوار كاريك وماتا في الوسط واخراج لوك شو من المباراة والدفع ببلاكيت، هذا سيؤدي لتعديل الخطة ل 4-4-1، لكن فان خال افتقد لهذه الجراءة وأصر على المواصلة بخطته العجيبة. للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر - اضغط هنا @MahmudMaher