اختيار الأفضل والأسوأ في معركة الشياطين ضد القديسين انحى مانشستر يونايتد أمام ضيفه ساوثامبتون بهدف نظيف في اللقاء الختامي للأسبوع ال21 من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي أقيم على ملعب "اولد ترافورد"، ليخسر اليونايتد معركة حسم المركز الثالث، ويتراجع إلى المركز الرابع بتجمد رصيده عند 37 نقطة، تاركاً المركز الثالث لقديسين سانت ماري الذين رفعوا رصيدهم ل39 نقطة. والآن مع تقييم جول للأفضل والأسوأ في هذه المباراة: رجل رائع: فيكتور وانياما – ساوثامبتون هذه واحدة من المباريات التي من يصعب على المراقبين والمحلليين اختيار لاعبها الأول، وهذا يرجع إلى تألق أكثر من لاعب في صفوف ساوثامبتون، على سبيل المثال هناك قلبي الدفاع "فونتي وألديرفيريلد"، فكلاهما أجاد في مراقبة فان خال ومنعه من اللعب بأريحية داخل وخارج منطقة الجزاء، ونفس الأمر فعله البديل جاردوس الذي شارك كبديل على حساب ألديرفيريلد بعد إصابته منتصف الشوط الأول، كذلك البديل تاديتش صنع الفارق بخفة حركته ونشاطه الذي أربك قلبي دفاع اليونايتد، وفي الأخير وقع بنفسه على هدف الثلاث نقاط، لكن من يستحق أن يكون رجل هذه الأمسية هو المارد الأفريقي "فيكتور وانياما" الذي لعب دور البطولة في وسط القديسين ونجح تماماً في عزل روني عن ثنائي الهجوم "فان بيرسي وأنخيل دي ماريا". الشاب الكيني الذي تعاقد معه ساوثامبتون مقابل رسوم بلغت 15 مليون إسترليني الموسم الماضي، أثبت بشكل عملي أنه يستحق هذا المبلغ وربما أكثر، فهو كان كالصخرة في وسط الملعب، ووضح ذلك من خلال انقضاضه الدائم على مايكل كاريك، وهذا بفضل لياقته البدنية العالية التي ساعدته على شل حركة أندير هيريرا بعد مشاركته كبديل في الشوط الثاني، غير أن صاحب ال24 عاماً، كان مصدر الأمان والاطمئنان أمام رباعي الدفاع لأنه بسط سيطرته على منطقة العمق التي كان يلعب عليها رجال فان خال، ويُمكن القول بأن نجاحه في غلق العمق حرم اليونايتد من سلاح مهم، خاصة بعد فشل الأجنحة في إرسال كرات عرضية من الحركة، باستثناء عرضية أو اثنين لبليند، لذا غابت الخطورة على مرمى فورستر، وعجز اليونايتد على خلق ولو فرصة واحدة على مرمى منافسه طوال ال90 دقيقة. رجل مخيب: فيل جونز – مانشستر يونايتد من الواضح أن أغلب عناصر مانشستر يونايتد كانت خارج الخدمة، وهذا بسبب عودة فان خال لأسلوب 3-5-2 وإصراره على الدفع بدي ماريا في مركز المهاجم الثان، والإبقاء على روني كصانع ألعاب، لكن المدافع الإنجليزي الشاب "فيل جونز" أثبت بشكل عملي أنه لا يتعلم أبداً، فمنذ أكثر من موسم ونصف هو يُشارك في بعض الأحيان كظهير أيمن، ومع ذلك لا يزال يجهل إرسال الكرات العرضية، واليوم شاهدنا كيف كان يتخلص من الكرة بإرسال عرضيات لا قيمة لها كلما اقترب من منطقة الجزاء، هذا بخلاف هفوته الساذجة في مشهد هدف المباراة الوحيد، وهذه يرجع إلى عدم تفاهمه مع زملائه المدافعين، وأيضاً إلى عدم استقرار فان خال على قلبي دفاع ثابتين منذ بداية الموسم، لذا لم يَعد خط دفاع اليونايتد من مصادر قوته كما كان في السابق، والآن أصبح من نقاط ضعفه الواضحة. حتى الظهير الأيسر الشاب "لوك شو" لم يُقدم العرض المنتظر منه، وكان هو الآخر من نقاط ضعف الشياطين، ونفس الأمر بالنسبة لدي ماريا الذي يُمكن اعتباره من اللاعبين المخيبين لأنه لم يصنع الفارق وعجز على الهروب من رقابة مدافعي ساوثامبتون، والمسؤول عن ذلك يبقى هو فان خال الذي يُصر على إشراك لاعبه الأرجنتيني في مركز غير مركزه، فاعتماده على دي ماريا في مركز المهاجم الثان، يَخدم مصالح الفرق المنافسة لأن سلاح المدريدي السابق يكمن في استلامه الكرة من منتصف الملعب، فهو لاعب مهاري وسريع ودائماً يبحث عن الانطلاقات والهروب من المدافعين وإيجاد حلول لزملائه المهاجمين، لكن مع فان خال، أصبح مطالب باستلام الكرة تحت ضغط وتسجيل الأهداف، وهو لا يُجيد فعل ذلك لأنه في الأساس لاعب جناح، فهل ستفادى فان خال تلك الأخطاء في المرحلة القادمة، أم سيواصل العناد؟ تواصل مع عادل منصور