أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ان مصر ستطلق خلال الفترة المقبلة مجموعة جديدة من المشروعات الكبرى تستهدف النهوض بقطاع السياحة على وجه خاص، تتضمن إنشاء مجتمعات سياحية على أعلى مستوى بالمعايير الدولية على طول البحر المتوسط، وكذلك على ساحل البحر الأحمر. وقال الرئيس في كلمته خلال الجلسة الخاصة عن مصر، والتي أقامها منتدى أعمال تجمع "بريكس" المنعقد في الصين، أمس، إن المشروعات القومية العملاقة في تقدم مستمر، وانها تحفّز الاقتصاد وتوفر الوظائف وتدفع النمو الاقتصادي الحقيقي للزيادة. وأضاف السيسي في الجلسة التي حضرها عدد من ممثلى مجتمع الأعمال والاقتصاد والمال من الدول الاعضاء في "بريكس" ومن مختلف أنحاء العالم، أن البرلمان المصري أقر قانون الاستثمار الموحد الذي استجاب لكثير من مطالب المستثمرين المصريين والأجانب، مؤكدا سعى مصر إلى خفض معدل التضخم إلى أقل من 10%. وأوضح الرئيس أن مصر درست عدة نماذج للإصلاح الاقتصادي منها البرازيلوالهند، وأنه تمت الاستفادة من التجربة البرازيلية من خلال خصخصة الشركات بالتوازي مع التوسع في الإنفاق العام على الخدمات والحماية الاجتماعية.. كما تم دراسة ما قامت به الهند من تطبيق نظام تكنولوجي متطور لحصر المستفيدين من الدعم وربطهم الكترونياً بمنظومة الدعم الحكومي. وأشار إلى أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي كانت وفقا لأولويات ورؤية وطنية خالصة، وأن أحد أهم برامج الإصلاح والنمو المستدام في مصر هي شبكة الحماية الاجتماعية التي تتصف بالمرونة وفق مراجعة مستمرة لأوضاع المستفيدين الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أنه على الرغم من تكلفة الحرب ضد الإرهاب بكافة صوره والعمل على استئصاله ونجاح مصر في محاصرته فإن ذلك لم يثنها يوما عن التعامل الجاد وغير المسبوق مع الأزمة الاقتصادية المزمنة. وعلى هامش مشاركته بالمنتدى التقى الرئيس السيسي أمس نظيره الروسى فلاديمير بوتين، حيث ناقشا عددا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية ومنها استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس الروسى أشاد خلال اللقاء بالجهود التى قامت بها السلطات المصرية فى تأمين المطارات، معربا عن أمله فى استئناف رحلات الطيران الروسى قريبا عقب انتهاء المشاورات الجارية بين الجانبين على المستوى الفنى. وأكد بوتين على الأهمية التى توليها بلاده لتطوير العلاقات الوثيقة مع مصر فى جميع المجالات وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيدا فى هذا الصدد بزيادة التبادل التجارى بين البلدين بنسبة 14% فضلا عن التواصل المستمر بين الجانبين لدفع وتطوير العلاقات. ومن جهته، أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تعزيز العلاقات المهمة التى تجمعها بروسيا وتطوير أوجه التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، مشيدا فى هذا الصدد بالتعاون الثنائى القائم فى العديد من المجالات والمشروعات المشتركة التى سيتم البدء فى تنفيذها خاصة مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية. ووجه السيسى الدعوة لنظيره الروسى لحضور الاحتفال الذى سيقام بمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة، وهو ما رحب به بوتين على أن يتم الاتفاق على موعد الزيارة بين الجانبين. ومن المقرر أن يلقي الرئيس السيسي اليوم "الثلاثاء" كلمة خلال جلسة "الحوار مع الأسواق البازغة والدول النامية" يستعرض فيها رؤية مصر بشأن سبل تعزيز دور الدول النامية فى النظام الاقتصادى العالمى، فضلا عن سبل تطوير التعاون بين مصر ودول تجمع "بريكس" وما تتيحه مصر من فرص استثمارية واعدة. كما يلتقى السيسي مع الرئيس الصينى "شى جين بينج"، وسيشهد الرئيسان فى ختام مباحثاتهما مراسم التوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون بين البلدين، وسيلتقى السيسي أيضا مع رئيسي جنوب أفريقيا وغينيا، ورئيس وزراء الهند، كما سيلتقى مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الصينية.