قائد الجيش الثاني الميداني: تلاحم الجيش والشعب في أحداث 2011 أفشل محاولات الوقيعة بينهما    تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    وزير الإسكان يكلف بسرعة الانتهاء من تنفيذ المشروعات في المدن الجديدة    وزير النقل والصناعة: انتهاء عهد تسقيع الأراضي الصناعية.. وتسهيلات لدعم سياحة اليخوت    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024.. الطماطم ب20 جنيها    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تدفع بالفرقة 146 احتياط للقتال في جنوب لبنان    وزير الدفاع الكوري الجنوبي: من المرجح أن ترسل كوريا الشمالية جنودها إلى أوكرانيا لدعم روسيا    عضو ب«النواب»: لن يتحقق السلام في المنطقة إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    أمير توفيق يُعلن مقاضاة أحمد القندوسي بعد تصريحاته الأخيرة    محامي مؤمن زكريا: اللاعب نفسيته تعبت بسبب المتاجرة بمرضه (فيديو)    7 معلومات عن ابنة إيمان العاصي بعد ظهورهما في «صاحبة السعادة».. لاعبة كرة    كعبة العلم الديني.. «الإفتاء» تعرض فيلما تسجيليا عن جهود الأزهر في ندوة تثقيفية    جدول فعاليات قصر السينما في شهر أكتوبر.. 11 فيلما مجانيا تبدأ من اليوم    نائب وزير الصحة: تحسين النظم الطبية استثمار مباشر في مستقبل الدول    محافظ الجيزة: حريصون على التعاون وتعميق الاستفادة من الخبرات الكبيرة بجامعة القاهرة    «خريف بنكهة أغسطس».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: درجات الحرارة تقترب من 40    «مجلناش جواب».. اشتعال أزمة حكام السوبر بين الأهلي واتحاد الكرة    الأمم المتحدة: أوامر الإخلاء الإسرائيلية لا تحمى سكان غزة لعدم وجود أماكن آمنة    مصرع شخصين وإصابة 12 شخصا إثر تصادم أتوبيس وسيارتين في الشرقية    "وضعتها بمكان سرى".. اعترافات المتهمة بتهريب عملات أجنبية بمطار القاهرة    نقيب السكة الحديد: انطلاق حركة القطارات بسيناء يسهل حركة نقل الأفراد والبضائع    خطوات التصالح فى مخالفات البناء على أراضى الأوقاف بعد بروتوكول التنمية المحلية    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 5 متهمين في واقعة سحر اللاعب مؤمن زكريا    دار الإفتاء تنطلق بعد قليل فى رحلة جديدة لبناء الإنسان    مسئول أمريكي: الصين لا تسعى للتأثير على الانتخابات الرئاسية في بلادنا    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المكسيكي تطورات مقتل 3 مصريين في حادث إطلاق نار    محاكمة المتهم بقتل سائحة سويسرية بالفيوم.. اليوم    بيرسي تاو يصدم الأهلي بقرار مثير بشأن مصيره مع الفريق    جامعة عين شمس تشارك بالمعرض ال 17 للثقافات العسكرية «ذاكرة أكتوبر 2024»    هيئة الدواء: ضخ 160 مليون عبوة ل467 مستحضرا منذ أغسطس الماضي    ترامب: غزة "قد تصبح أفضل من موناكو" بعد إعادة بنائها    تقارير: برشلونة بريمو مصيدة التسلل في الدوريات الخمس الكبرى    فريد زهران: دعم التحالف التقدمي العالمي للقضية الفلسطينية وإسقاط عضوية إسرائيل انتصار للضمير الانساني    استقرار أسعار الدواجن في مصر.. 95 إلى 103 جنيه للكيلو للمستهلكين    لماذا توصي الولايات المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى رواندا؟    تعرف على الأوراق المطلوبة لتسليم التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي    «متاح التسجيل الآن» رابط التقديم على وظائف بنك مصر 2024    رئيس "دينية الشيوخ": مبادرة "بداية" محطة مضيئة على طريق وطننا العزيز    على طريقة غراب هابيل قابيل، تفاصيل قتل فلاح لشقيقه الأكبر بطوبة ودفنه في فسحة منزله بأسيوط    تغطية إخبارية لليوم السابع حول حقيقة انفجارات أصفهان وسيناريوهات الرد الإسرائيلى    مفتي الجمهورية الأسبق يكشف عن فضل الصلاة على النبي    هل يوجد إثم فى تبادل الذهب بالذهب؟ أمين الفتوى يجيب    6 سيارات إطفاء لسيطرة على حريق محطة صرف صحي ب أبو رواش    "كنا نقدر ولكن".. أمير توفيق يوضح حقيقة اقتراب بنشرقي من الأهلي    منير مكرم يكشف آخر التطورات الصحية لنشوى مصطفى: عملت دعامات وخرجت من المستشفى    لماذا كان يصوم الرسول يوم الاثنين والخميس؟.. «الإفتاء» تجيب    بلاغة القرآن| تعرف على تفسير سورة الناس    محمد أبو الوفا رئيسا لبعثة منتخب مصر في موريتانيا    رياضة ½ الليل| 76 ركلة جزاء بين سموحة والزمالك.. الأبرز    «أحمد» يحول بدلة تحفيز العضلات إلى علاج لزيادة قدرة التحمل: تغني عن المنشطات    خمسة لطفلك| تعرف على أهمية الوجبات المدرسية للأطفال    صحة المنوفية تنظم دورات تدريبية للأطقم الطبية    هنا الزاهد في أبو ظبي وجوري بكر مع نجلها ب بورسعيد..10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    "الناس دي بتفكر إزاي؟".. محمود شاهين يرد على انتقادات حفل زفافه وعلاقته بإلهام صفي الدين    حدث بالفن| طلاق فنانة ومفاجأة شيرين وتعليق نشوى مصطفى على أزمتها الصحية    القس منذر إسحق: نريد الحياة للجميع ولا سلام دون عدل    حزب الله يقصف تجمعًا لقوات الاحتلال وصفارات الإنذار تدوى فى الجليل الغربى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في قصيدة "كدت أبكي" للشاعرة السورية وداد سلوم
نشر في شموس يوم 26 - 08 - 2016


أولاً/ النص
كدتُ ابكي الثلج على حدودي
خثّر الدمع في مقلتيَّ
وترامى تكسر الصور..
في قاعي شظايا ،
من وهج الِاطباق.
كدت ابكي
وعمىً رطبٌ يتسلق يديَّ
الى تلمس القعر منتصباً
كوقع الروح من شاهق الملاك .
بيننا حدس القتيل
بيننا اصبع الزناد
ننظر جهة القاتل
فيكون ظلانا على حائط المدى..
أمنح قدميَّ الطريق
فيأتي الضياع ناضجاً
وتنساني الرؤى،
للموت رائحة قوية
تسلب الضوء عيونه ،والاغاني..
الصدى
الصدى
رياح الفقد ..
ثانياً/ القراءة
إن كان ثمة طريقة لقراءة هذا النص الشعري فهي من نهايته فالصدى الذي يتكرر مرتين في نهايته يمكن اعتباره النقطة المحورية أو مركز النص و نقطة قوته أي أن النص ينتمي إلى تلك النقطة و الصدى تعبير عن الهامش الذي وصلنا إليه بل و كنا فيه دائماً و أما المتن فهو الصوت و الأغنية و لكثرة ما يعيش الناس في الهامش أصبح هذا الأخير هو المتن و مثلما يقول درويش" أنا ملك الصدى .. لا عرش لي إلا الهوامش" و أيضا يمكن الاستئناس بقول المتنبي " وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني. أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصدى " ..
في المقطع الأول الذي تستهل به الشاعرة قصيدتها "كدت أبكي"؛ نعرف أن البكاء سهل و أما الصعب فهو أن تريد أن تبكي أو تكاد لكنك لا تستطيع إنها حكاية المريض الذي يوشك على الموت من شدة آلامه لكنه لا يموت و ذكر الثلج الذي يحد عالم المرء و يحوطه هو دلالة على الصقيع في المشاعر و هي إشارة إلى الغربة التي قد يعيشها الإنسان و هو بين قومه و أهله و فيما يلي تقول الشاعرة خثر الدمع في مقلتي و التخثر يوصف به الحليب الذي يصبح لبنا جامدا فكيف بالله أتت بهذه الصورة البلاغية و الشعرية الشاهقة و الذي يلي يكشف عما هو أشد حزنا و هو ترامي تكسر الصور الذي يعني فقدان الثقة و فقدان الأمل في الآخرين الذي يمتد و يترامى و يتسع إلى درجة يمكن التعبير عنها بقول الشاعر:" إني لأفتح عيني حين أفتحها/ على كثيرٍ و لكن لا أرى أحدا" و فيما يلي تقول الشاعرة " في قاعي شظايا ،.. من وهج الِاطباق" يقال أطبق الليل أي خيم الظلام وهنا استعارة واشتقاق مزدوج أي أن الشاعرة أتت بشيء يخص الضوء مع أخبار خاصة بالظلام مثل أن نص "سطوع القمر" لكلوديل فالسطوع من صفات الشمس و البزوغ من صفات القمر وهذا يسمى اشتقاق و يشبه النحت في اللغة العربية مثلا كلمة أعدقاء التي نحتت من كلمتين هما أصدقاء و أعداء ولكن ماذا تريد أن تخبرنا بهذا الاشتقاق !؟
هذا الاشتقاق تقصد به الشاعرة أن الظلام شديد إلى درجة أن له وهج وهذا الوهج لا يخلف إلا شظايا كما في التعبير الذي يسبق وهج الإطباق "في قاعي شظايا" و الشظايا يعبر بها عن الزمن الذي يضيع من حياة الإنسان ولا يثمر فيه شيء كمدينة ليس لها تاريخ أو قبيلة ليس لها أمجاد و هذا لا يسببه غير الظلم و الجهل و التخلف و الاستبداد و لأن هذا يأتي على لسان شاعرة يصبح الأمر أشد وضوحا و يكشف النص عن الظلم و عصوره التي تستبد بالمرأة و تهضمها حقوقها بل و تلغيها تماما..
تقول :" كدت ابكي/ وعمىً رطبٌ يتسلق يديَّ/ الى تلمس القعر منتصباً/ كوقع الروح من شاهق الملاك " إن الأعمى يرى بيديه و يعرف كل شيء بأنامله وهنا كانت الشاعرة تقرأ العالم بطريقة برايل فهذا القعر الذي تتحسسه بيديها يرتبط بالهامش / الصدى الذي تريد الشاعرة أن تقول أنه لا شيء يمكن قراءته سوى القعر و الهامش وأعتقد ألا فرق بين أن تكون منتصبا أو محني الرأس فذلك لن يغير شيء طالما و نحن في الهامش لأن في الهامش كل الأشياء سواء و في المقطع التالي "بيننا حدس القتيل/ بيننا اصبع الزناد / ننظر جهة القاتل / فيكون ظلانا على حائط المدى.." هذا القول يؤكد أن الإنسان هو من الملاك و هو الشيطان هو القاتل و هو المقتول ؛ ثم تنتقل الشاعرة إلى وصف سيرة في كلمات لا تتجاوز أصابع اليد فتقول :" أمنح قدميَّ الطريق " أي أهيء لنفسي كل الأسباب التي تمنحني الفرصة لتحقيق ذاتي و تأكيد وجودي لكن " فيأتي الضياع ناضجاً، وتنساني الرؤى، للموت رائحة قوية ، تسلب الضوء عيونه ،والاغاني.." و بهذا تصل الشاعرة إلى لحظة الكشف و البلوغ لأسمى حقيقة في هذا العالم و هي الموت .. الذي يسلبنا كل شيء ولا يستثني شيء..
ثمة وجوه كثيرة يحمل عليها النص لكنها في الأخير تشير إلى بشاعة الحركة و حقارة المادة و هول المصير..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.