د. إلهام سيف الدولة حمدان – مصر عندما تغوص في صفحات مايسمى بصفحات التواصل الإجتماعى ؛ وبعض أعمدة الصحف الصفراء المأجورة بالأموال المشبوهة العفنة ؛ لخدمة توجهات وأغراض الهدم التى لم تعد تخفى على أحد ؛ تجد أن هناك الكثير من هذه الصفحات لبعض الموتورين والمنافقين الذين يعملون على تشويه صورة مصر المحروسة فى المرحلة الصعبة الآنية ، ومعايرتها بوجود بعض المشاكل المستعصية التى تراكمت خلال السنوات الماضية وغير ذلك من بعض التفاهات ، ولا هم لهم سوى وضع العصا في عجلة حركة التاريخ ؛ من أجل إفشال المرحلة الحالية بقيادتها الوطنية الشريفة المقصد والهدف . ولكنى أدعو هؤلاء إلى قراءة واستيعاب ماشهد به القاصى والدانى على مر التاريخ . وأبدأ بما نقله "المقريزي " في كتابه "الخطط والأثار" وهو من أجمل ما قرأت في الكلام عن أم الدنيا مصر : "مصر متوسطة الدنيا قد سلمت من حرّ الإقليم الأوّل والثاني ومن برد الإقليم السادس والسابع ووقعت في الإقليم الثالث فطاب هواها وضعف حرّها وخف بردها وسلم أهلها … " ، وهذا بعض مما ذكر من كلام و دعاء بعض الأنبياء عليهم السلام لمصر وسر تسميتها بأم البلاد :دعاء نوح عليه السلام لها قال عبدالله بن عباس : " دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه و فى ذريته و أسكنه الأرض الطيبه المباركة التى هى أم البلاد، وقال عبدالله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها وغربها و سهلها وجبلها و أنهارها و بحارها و بنائها وخرابها و من يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرضًَا سهلة ذات نهر جار مادته من الجنه تنحدر فيه البركة و تمزجه الرحمه … " ، وقال السيوطي في كتاب "الخطط " : يقال إن (مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه الله ) ، وأما عما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فسأكتفي بالحديث الصحيح الذي ورد في صحيح مسلم عن أبي ذر:" إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً " . وعن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفاً فذلك خير أجناد الأرض فقال :ولم يارسول الله قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة ، وهذا ما دار بين عمر بن الخطاب ووالي مصر عمرو بن العاص حيث كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص قائلا : "أما بعد فإنى قد فكرت فى بلدك وهى أرض واسعه عريضة رفيعة ، قد أعطى الله أهلها عددًا و جلدًا و قوة فى البر والبحر ، قد عالجتها الفراعنة و عملوا فيها عملاً محكمًا ، وأحب أن تكتب لى بصفة أرضك كأنى أنظر إليها ، و السلام . ولعلنا نذكِّر هؤلاء الموتورون الذين لاهم لهم سوى الكذب والافتراء على مصر ؛ بأنه كان بها الخليل إبراهيم ، و إسماعيل وإدريس و يعقوب و يوسف وإثنا عشر سبطًا ، وولد بها موسى وهارون ودانيال وأرميا و لقمان ، و كان بها الخضر وآسيا امرأة فرعون و أم إسحاق و مريم ابنة عمران ، و ماشطة بنت فرعون ، ومن مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم اسماعيل و تزوج يوسف من زليخا ، و منها أهدى المقوقس الرسول عليه الصلاه و السلام ماريا القبطية فتزوجها و أنجبت له إبراهيم . يا من تتطاولون على مصر ، هذه مصر ؟ هي من علمت العالم كله الحضارة ، وهى بلد الأديان التى احتضنت العذراء ،و قادها يوسف ، و موضع الكليم موسى ، و أوصى بها الرسول . مصر من حاربت اسرائيل دفاعاً عن فلسطين ، مصر التى دافعت عن الإسلام ضد التتار ، وهى من دفعت الثمن من دماء أولادها و قوتها من أجل العرب ، و سُرقت مواردها قروناً ،و ما زال شعبها قادرًا على الحياة ، نحن شعب نثور وننفجر في وجه الطغيان ، قد نسامح أحياناً ويأخذنا الصبر أزمانًا ولكننا بركان نار لكل الأعداء، مصر أسد العرب : قد تمرض أحيانا ولكنها لن تموت ، مصر : شعبها كريم مسامح ولكن غضبه جحيم و نار ، و جيشها جنوده وحوش في المعارك ، و رجالها عزمهم يحطم الفولاذ ، و شبابها منارة للعلم والتحدي ، و نساؤها عفيفة طاهرة أم و أخت و زوجة بألف رجل ، و شيوخها حكماء الدهر،وأطفالها ربيع العرب القادم . هذه هى مصرنا..حصننا المنيع أيها الموتورون والعملاء خوارج العصر الحديث ، فاتقوا الله فى مصر والمصريين . ولها ندعو أن تظل بلد الأمن والأمان عصية علي الانكسار أو الاندحار علي مر الزمان. أستاذ العلوم اللغوية أكاديمية الفنون