فتعال قبلني أريد أن أغمض عيني أغفاءة صغيرة متعبة أريد أن أرتاح الآن وأبحث فيك عن وطن بعيد يحمل أسمي وإسمك من الضياع والفقدان ينام فوق مهد الشمس امام خيمة الصفح والغفران لا لا أريد ان أرى عدد الجالسين في ساحة الأصوات المبحوحة داخل عتمة حارس ظالم هناك على اعتاب بلاد الحرب والأحزان ولا سكائر النوم ولا الحزن المتراكم على اطراف مدينة الصمت عند حدود السراب الهارب من براثن الادمان ولا حتى اريد أن ارى البياض الاخير في بلاط الحكام والكهان ولا ثرثرة الاصدقاء الاقرباء الجيران ولا أريد أن أرى من يتسكع على الأرصفه المجهولة الصور بعيدا عن لمسة الشجر وشواطىء القمر والكثبان ولا أريد ان ارى كهولة الحروف الابجدية المرهقة تذبل شيباً على صفحة الكتب القديمه لأدرك تفاصيل تجاعيد الدهر في ذاكرة الديوان ولا اريد ان ارى أوشام انوثة الجواري الاسطوريه على شوارب الملك والسلطان حتى لو لم يرق هذا الوصف القبيح كبرياء الملوك أو مسامع حضرة السلطان سخيف جداً ضجيج هذه الغربة الذي يحبو فوق تراب الحرمان و فوق حدود لم تعد كافيه لرسم خريطة الاوطان بين رغبة البوح ولحظة الكتمان وما بين العين وبين الدمع والجرح المائل على سواد الأكوان اكتفي بك وحدك تعال قبلني أبتغي ابتغي النوم قليلا أبتغي أن أغمض عيني قليلاً عساني أجد نفسي عساني أجد مشروب فقدان الذاكرة في اسواق النسيان حتى انسى الحان منتصف الليل الثقيل والوان الوتر النحيل العود الناي الكمان الهارب من وجود وباء الطغيان وأنا امنحك راضيةً صورتي صوتي هويتي ووردة وقبلة مثيرة الاوان تطهرالكواكب التسعه الراكضه في كل مكان خلف سواد يسبح في كل هذا الأمتداد دون ان يبعد عن فصل الرماد والدخان الدخان الدخان كما لو أنها ستقول شيئاً دأبه الصدق وإخلاص الجنان ليس صعباً ولا حقيقياً في كف يدي ولفظ بوحي كلمة شكر تطفح بالبر والمعروف والإمتنان