يتمثل جوهر مبدئنا العربي في إتخاذ قرارات هادفة وهامة في الداخل وتقدير ما يعنيه ذلك بالنسبة لسياستنا العربية في مجموعها وغنى عن القول بأنه لا يمكن لأي بلد عربي أن يتحرك إلى الأمام بنجاح وبإيقاع صحي دون التفاهم والتضامن والتعاون المتبادل المثمر بين الدول العربية هذا طبعا في وقت لايزال فيه التفكيرالسياسي العربي الجديد يشق طريقه في السياسة العالمية بصعوبة وهذه حقيقة لا يمكننا إنكارها كعرب وقد يقول الغرب بأن القصور الذاتي لطريقة تفكير العرب القديمة مايزال أقوى من الإتجاهات الجديدة وهذا طبعا صحيح أيضا0 ومع ذلك فالشيئ الرئيسي هو العمل الصعب المتعلق بتجهيز الأرضية العربية لإعادة تشكيل العلاقات العربية الدولية خاصة ونحن نعتقد بأن العالم سيتغيرنحو الأفضل وهو اليوم يتغير فعلا 0 هذا من جهة ومن جهة ثانية فإنناحقيقة إذا نظرنا في العلاقة الحادة بين السياسة والدعاية فإننا قد نجد طبعا بأن مقترحات السياسة الخارجية في هذا العصر عصر الإعلام الجماهيري والإهتمام الجماهيرى بالمشاكل الدولية تواكبها طبعا الدعاية على الدوام 0 فالغرب طبعا يبدأ بالإعلام في تحركاته الدولية قبل أن يعلن رسميا بوقت طويل ويقدموها على أنها هامة وتاريخية وحاسمة 0 مع أنه في الحقيقة الشيئ المهم في النهاية هو الطابع والغرض الحقيقي للمقترحات 0 وما إذا كان الهدف منها أن توضع موضع التطبيق وما إذاكانت واقعية تأخذ في إعتبارها مصالح كافة الأطراف المعينة0 أما إذا كانت دعاية الغرض منها هو مجرد إثارت الإضطراب 0 لذلك يمكننا كعرب أن نعلن بشعور كامل المسئولية بأن كل مباداتنا العربية جادة وليست شعارات للدعاية0 هذا ويبقى الأسلوب الجديد في العلاقات الدولية قد أصبح اليوم حقيقة يتضمن توسيع إطارها خارج حدود العملية الديبلوماسية البحتة0 نقول هذا طبعا في وقت قد أصبحت فيه البرلمانات في كل العالم تشارك بنشاط متزايد في العلاقات الدولية إلى جانب الحكومات 0 وهذا طبعا يعتبر نوع من التطور المفيد ومشجع أنه طبعا إلى الإتجاه نحو المزيد من الديموقراطية في العلاقات الدولية 0 كما أن غزو الرأي العام لهذا المجال وعلى نطاق واسع هو من علامات عصرنا هذا في وقت طبعا قد أصبحت فيه ديبلوماسية المواطن العربي هي طرقة للتوجه إلى الشعوب العربية مباشرة كما تصبح في المستقبل القريب وسيلة مناسة للعلاقات بين الدول العربية وبقية كل دول العالم 0 كما إن إستخدام دولنا لديبلوماسية المواطن لست في الحقيقة خدعة بل نحن العرب قد أصبحنا ننطلق طبعا من إدراكنا بأن كل عبء سباق التسلح ناهينك عن النتائج المحتملة للنزاعات الدولية يقع على عاتق الشعوب العربية و على عاتق كل شعوب العالم كما أننا نريد أن يكون موقف العرب معروفا لشعوب العالم 0 هذا ويبقى طبعا علينا اليوم كعرب أن نستبعد كل كل تناقض بين ما نقوله وبين ما نفعله وأن لا نتبع ديبلوماسية مبهمة نعجز عن طريقها أن نفهم ما يريده الغرب0 بل إن السياسة الصريحة هي التي تؤدي بالفعل إلى نتيجة كما أنه يجب ألا تكون تكون سياستنا العربية ذات وجهين0 خاصة وأن قدرة السياسة على التنبؤ شرط لا غنى عنه للإستقرار الدولي0 لذا ينبعي أن يكون هناك مزيد من الضوء ومزيد من العلانية في الشؤون الدولية0 وأن تكون طبعا المناورات التكتيكتية والتلاعب السياسي أقل لأنه في الحقيقة لم يعد بإستطاعة أي دولة خداع دولة أخرى 0 هذا طبعا ماتحتاجه الشعوب هو التقييم الصائب للواقع 0 وهذا مما يتطلب طبعا المزيد من الإحساس بالمسئولية في وقت قد أصبحت فيه شعوب العالم في حاجة إلى سياسة جادة بدلا من اللعب في السياسة أو التلاعب في السياسة 0 كما أنه ينبغي علينا كعرب اليوم أن نجعل من عملية التغيير والإصلاح وإعادة الهيكلة والبناء مدرسة عظمية للعرب وجعل الحوار مع بقية شعوب العالم الأخر ممارسة طبيعية لأن الحوار مفيد حيث يساعد على تشكيل و دعم العلاقات الدولية المتحضرة والضرورية للعالم الحديث 0 كما أن شعوبنا هي اليوم تفكر في العودة في إيجاد مصطلحات جديدة تستعملها في العلاقات الدولية هذا مع إلتزامها بسياسة أمنية وصريحة 0 فشعوبنا طبعا تعنى بالسياسة الأمنية الإحترام لكل شعوب العالم وكذا الإخلاص في العمل لصالح كل شعوب العالم 0 كما أن مثل هذه المبادئ هى في الحقيقة ليست جديدة على شعوبنا بل ربما قد يكون الشيئ الجديد هو محاولة تحريرها من الغموض الذي إنتشر كثيرا في العالم الحديث 0 هذا ويبقى الشئ الجديد طبعا هو الوضع الحالي الذي يجعل هذه المبادئ إلزامية 0 هذا ويبقى على الدول العربية اليوم أن تسعى لتناول شئونها الحخارجية بطريقة جيدة وأول ما يجب أن تقوم به هو الحوار لأنه من الصعوبة بمكان التوصل إلى تفاهم متبادل بين بلداننا والبلدان الغربية بدون حوار 0 خاصة وأن شعوبنا اليوم حقيقة قد إقتنعت بمبادئ التفكير الجديد وهذا مما جعل طبعا الحوار أداة أساسية لإختبارالبلدان العربية في الممارسة الدولية 0 كما أنه أيضا عن طريق الحوار يمكن أن نتأكد من مدى واقعية أفكارنا ومبادئنا وأعمالنا الدولية 0 كما هذا طبعا قد يجعل عملية التغيير والإصلح وإعادة الهيكلة الجارية فى كثير من البلدان تضرب بجذورها عميقا في الديبلوماسية العربية والعالمية0 ومنذ ربما قد ينطلق حوار جديد في كثير من مناطق العالم 0 هذا طبعا ويبقى دائما الحوار السياسي يلعب دورا كبيرا فى إعطاء أهمية للعلاقات الدولية أكثر من أي وقت مضى