إن الديموقراطية كنظام سياسي وإجتماعي فنى وكطريقة حياة تملك إمكانيات ضخمة للتطور الذاتي وكذا الإتقان الذاتي وتملك إمكانيات ضخمة لحل المشاكل الرئيسة للتقدم العلمي والتكنولوجي والإقتصادي والثقافي والفكري للمجتمعات العربية المعاصرة ولتطوير الإنسان العربي 0 وهذا مما يشير إليه الطريق الذي إختارهة شعوبنا العربية اليوم طريق التغيير والإصلاح 0 حتى وإن كان طريقا ممليئا بالصعوبات والأحداث الفاجعة والعمل المجهد فإنه لا محال سيتحول كل هذا مع الصبر والإستمرار في الكفاح والنضال إلى إنتصارات وإنجازات عظيمة0 هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الشعوب العربية اليوم رغم أنها مع الديموقراطية فإنها لاتفرض أراءها على أي شعب آخر من شعوب العالم 0 ولا تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة في العالم ولتقرر كل دولة خيارها0 هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الشعوب حقيقة قد أصبحت تدرك بأن التاريخ قد يضع كل شيئ في مكانه 0 هذا طبعا وقد أصبحت شعوبنا اليوم حقيقة تشعر بوضوح كما لم يحدث من قبل بأنه بفضل مبادئها الإسلامية الأصيلة وتبنيها لديموقراطية حقيقية قد تجري عملية التغيير والإصلاح تغيرات هيكلية بسهولة في سياساتها وفي إقتصادياتها رغم الظروف الصعبة التي تواجهة في المرحلة الصعبة من تاريخها0 هذا وتبقى هذه الشعوب ترغب في المزيد من الديموقراطية 0كما أن هناك الشعوب العربية التي لم تتبني الفكر الإشتراكي في كل مراحلها بعد تحررها من الإستعمار الخارجي0 فمثل هذه الشعوب طبعالا يمكنها أن تعتبر صعوبات ومشاكل السبعينيات والثمانينيات لا تعنى نوعا من الأزمة بالنسبة للديموقراطية كنظام إجتماعي وسياسي ولكنها بالأحري نتيجة لعدم الثبات بما فيه الكفاية في تطبيق مبادئ الديموقراطية 0 حتى وإن كانت هناك بعض الإنحرفات بسبب تمسكها بأساليب وأشكال إدارة شبه فاشلة كانت قد نشأت في ظروف تاريخية معينة في المراحل الأولى للتطور الديموقراطي 0 هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الغرب اليوم يرى بأن عملية التغيير والإصلاح الجارية في بعض البلدان العربية لن تؤدي إلى نتيجة إلا في إطار المبادئ الغربية لذا على الشعوب العربية الثائرة ضد أنظمتها أن تغير أنظمها بالإستعارة من خبرة أنظمة المجتمعات الغربية السياسية0 وإذا ماسارت البلدان العربية في هذا الطريق وتخلت عن مبادئها وأصالتها العربية الإسلامية 0 فإنه من المفروض أن تصبح الصلات الوثيقة مع الغرب ممكنة0 كما أن بعض الغربيين يذهبون بعيدا ويدعون بأن الثورات العربية التى حررت شعوبنا من الإستعمار في الماضي قد كانت خطأ لأن تحررنا بلداننامن إستعمارهم قد عزل البلدان العربية عن التقدم الإجتماعي العالمي 0 وهذا طبعا مما يفرض علينا كعرب أن نضع حدا لهذه الشائعات وهذه التخمينات التي تكثر في الغرب اليوم 0 وهذا طبعا بالقول بأن الشعوب العربية اليوم تقوم بكل إصلاحاتها وفقا لخياراتها الحرة 0 وأنها هذه الشعوب هي اليوم تبحث داخل مبادئها وإصالتها عن إجابات لكافة الأسئلة التي تطرحها هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها وتقيم نجاحاتها وأخطائها على السواء بمعايير ديموقراطية0 وأن الغرب الذي يأمل اليوم بأن تنحرف شعوبنا عن مسارها الصحيح فإنه في الأخير سيصاب بخيبة أمل كبيرة ولهذا السبب فإن كل قسم من برنامج عملية التغيير والإصلاح في بلداننا العربية يرتكز على المزيد من الديموقراطية والمزيد من الحرية 00 لأن المزيد من المزيد من الديموقراطية يعني مسعى ديناميا وجهدا عربيا إبداعيا ومزيدا من النظام والتنظيم والقانون ومزيدا من الأساليب العلمية والمبادرة في الإدارة الإقتصادية العربية والكفاءة في الإدارة وحياة عربية أغنى ماديا وأفضل للشعوب العربية 0 كما أن أن مزيدا من الديموقراطية في الحقيقة قد تعني المزيد من العلانية و مزيد من الثقافة والإنسانية في الإنتاج والعلاقات الإجتماعية والشخصية بين المواطنين في كل بلد عربي ومزيدا من الكرامة واحترام الذات بالنسبة للمواطن العربي0 وأيضا مزيد من إعادة الهيلكة والإصلاح والبناء ومزيد من الوطنية والطموح لمثل عليا ونبيلة ومزيدا من الإهتمام بشئون البلدان العربية الداخلية وبتأثيراتها الإيجابية على الشئون الدولية0 ولهذا السبب فإن إن عملية التغيير والإصلاح الجارية في الوطن العربي اليوم هي في الحقيقة لها ترتبط إرتباطا وثيقا بالديموقراطية كنظام 0 وهذا ما جعل الكثير من المناقشات تجري في الغرب في هذه السنوات الأخيرة طبعا وعلى نطاق واسع 0 كما أنه من جهة لن يكون حديث الشعوب العربية عن عملية التغيير والإصلاح الجراية في بلدانهم واضحا مالم يتم مناقشة هذا الجانب وأعني به تلك العلاقة الوثيقة بين عملية التغيير والإصلاح والديموقراطية0 ومع هذا فإن التغيير والإصلاح والديموقراطية التي تطالب ها شعوبنا العربية لاتعني التخلي عن دينها وعن مبادئها الإسلامية 0 هذا في وقت طبعا يريد الغرب أن يفسر التخلف التي تعيشها الشعوب سببه تمسك شعوبنا بدينها الإسلامي 0 وأن البلدان العربية تعاني من أزمة حادة بسبب تمسك شعوبها بالدين الإسلامي وهاهي اليوم المجتمعات العربية قد وصلت إلى طريق مسدود 0 كما يفسر إنتقاد الأجيال العربية المعارصة للأوضاع التي بلداها في سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي 0 على أنه لامجرخ للشعوب العربية سوى الإنجراف ناحية الرأسمالية الغربية0 لهذالابد للأنظمة العربية القائمة أو التي ستأتي في المستقبل القريب من الإنطلاق نحو ديموقراطية أفضل بدلا من الإبتعاد عنها وبأمانة وبدون محاولة خداع هذه الشعو أو العالم0 وأنه أية آمال بأننا سنبدأ بناء مجتمعات عربية أخرى غير ديموقراطية وننتقل إلى المعكسر الغربي فهي في الحقيقة آمال غير واقعية وخاطئة 0 وأن الذين يتوقعون من الشعوب العربية أن تتخلى عن النظام الديموقراطي سيصابون بخيبة أمل 0 لأنه قدآن الأوان لكي يدرك الغرب وأعداء الشعوب العربية بأن هذا قد أصبح أكثر من أهمية لشعوبنا 0 لهذا فأننا كعرب سننطلق من مفهومنا هذا في علاقتنا مع العالم الخارجي في المستقبل القريب يعني قبل منتصف القرن الواحد والعشرين على أقل تقدير000يتبع