إن الحرب التى أعلنتها الولاياتالمتحدة الأميريكية السابقة على الإرهاب عقب هجمات الحادى عشر من سبتمبرقد كانت فى الحقيقة حربا على الإسلام والمسلمين 0 حيث هذه الحرب قد أنهت مهمة البحث عن عدو ووفرت المبررات والذرائع لشن هذه الحرب التى خطط لها المحافظون الجدد فى الولاياتالمتحدة الأميريكية 0 كما أن الولاياتالمتحدة الأميريكية قد رأت بأن الإسلام السياسى هو العدو والمتمثل فى كل من العراق وإيران وليبيا وأفغانستان طبعا فى حكم طالبان إضافة طبعا إلى ما تسميهم الولاياتالمتحدة الأميريكية بالمجموعات الإرهابية كحركة حماس وحزب الله 0 وفى الحادى عشر من سبتمبر 2001 أنهى أسامة بن لادن بحث الولاياتالمتحدة الأميريكية عن عدو فالهجمات على نيويورك وواشطن والتى قد إتبعتها حروب ضد كل من أفغانسان والعراق باسم الحرب على الإرهاب قد جعل الإسلام السياسى العدول الأول للولايات المتحدة الأميريكية فى القرن الواحد والعشرين 0 هذا ويبقى التدخل بإستعمال القوة لصالح الإنسانية فى الحقيقة لا يهدد النظام فى الدولة التى يتم التدخل على أراضيها فحسب وإنما هو فى الحقيقة تهديد حقيقى لحقوق الإنسان ذاتها التى تكرس المنظمات الدولية المواثيق والنصوص لحمايتها ذلك أن فلسفة الحماية الدولية لحقوق الإنسان ترتكز على مبدأ تحريم اللجوء إلى القوة كقاعدة لضمان تلك الحماية 0 ونتيجة طبعا للآثار السلبية التى خلفتها الحرب المعلنة على ما يسمى بالإرهاب على حقوق الإنسان وانتهاك العديد منها كان لابد طبعا من وضع قواعد تضمن الحقوق وتحميها وحتى القواعد التى يجب الإلتزام بها فى الحرب على ما يسمى بظاهرة الإرهاب فقد أصدر المجلس الأوروبى لحقوق الإنسان قواعد0 ومن هذه القواعد طبعا إحترام الحق فى الحياة ومنع التعسف أو أية معاملة تمييزية أو عنصرية و المنع المطلق للتعذيب ومنع سريان القوانين بأثر رجعى وكذا توفير ضمانات قانونية حول الإعتقال والتحفظ فى أماكن الشرطة والحق فى المحاكمة العادلة وكذا منع الإبعاد إلى أي بلد يوجد فيه مخاطرة من تطبيق حكم الإعدام هذا ومع إحترام معايير القانون الدولى 0 كما أن كثير من الحقوقيين فى العالم اليوم و المتتبعين لحقوق الإنسان يرون أن أحداث سبتمبر 2001 قد كانت إختبارا حقيقيا لمدى الإيمان و التمسك بإحترام حقوق الإنسان0 كما أنه طبعا مهما تكن حجة مكافحة الإرهاب وحتى وإن كانت مبرر مشروع فى بعض الأحيان فإنها لايمكن بأي حال من الأحوال أن تتجاوز على حقوق الإنسان وحرياته الأساسية 0 حيث طبعا لا يمكن المساس بها فى كل الأوقات سواء فى زمن السلم أو زمن الحرب 0 كما أنه ليس هناك مبرر للتجاوز عليها ولا يمكن بحجة حماية الأمن قبول التجاوز على الكرامة والحرية الإنسانية 0 فمعادلة الأمن ينبغى أن تكون متوازنة مع القواعد الدولية لحقوق الإنسان وكذا قواعد القانون الدولى المعاصر ومبادئ العلاقات الدولية 0 كماأن أحداث الحادى عشر من سبتمبر2001 فى الولاياتالمتحدة الأميريكية تمثل حقيقة علامة فارقة فى تاريخ حقوق الإنسان خاصة العربى الذى دفع الثمن غاليا 0 كما الآثار السلبية لهذه الأحداث على حقوق الإنسان العربى لا تزال تتداعى إلى اليوم 0 حيث أدت هذه الأحداث إلى إستفحال العنصرية وتزايد العداء للعرب والمسلمين فى المجتمعات الغربية 0 كما أدت إلى التضييق على الحريات العامة فى الولاياتالمتحدة الأميريكية وفى غيرها من الدول الغربية0 كما أدت من جهة ثانية إلى إستباحة دول عربية واحتلالها وقتل وتشريد وإذلال مواطنيها0 وهو طبعا ما حدث فى كل من أفغانسان والعراق0 فتحت ذريعة مكافحة الإرهاب تنتهك الحريات ويعتدى على حقوق الإنسان خاصة الإنسان العربى 0 هذا فى وقت ظهور تطور فى مجال تقليص الحريات فى الولاياتالمتحدة وهو قانون مكافحة الإرهاب والذى يعتبر فارقة فى تاريخ حقوق الإنسان والحريات فى المجتمع الأميريكى0وقد أعطى هذا القانون صلاحيات هائلة لوكالة الإستخبارات الأميريكية حيث قد أصبح مخول لها توقيف الأجانب واستنطاقهم وحتى إعتقالهم دون تهمة 0 إضافة طبعا إلى التدخل العسكرى فى بعض البلدان العربية تحت شعارات براقة وخادعة كالتحرير ونشر الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان0 وهذا طبعا مما أدى إلى كوارث إنسانية وإلى تهجير الملايين من العرب وحرمانهم من حقوقهم الأساسية 0كما أن كل الإنقلابات والتصفيات العسكرية قد تمت باسم الديموقراطية فحتى النظم الديكتاتورية البديلة قد حظيت بالدعم الأميريكى لأنها فى الحقيقة قد جسدت الديموقراطية الأميريكية0 ومع هذا كله فالولاياتالمتحدة الأميريكية هى اليوم مبهورة بشعارات ومفاهيم تحاول وتعمل بكل ما فى وسعها من أجل إصدارها لبلداننا العربية كسلعة تجارية وهى تقاتل حتى تصدقها الشعوب العربية 0 كما أن الولايات لم يكن هدفها من إحتلال كل من أفغانستانوالعراق معاقبة الذين إرتكبوا الهجمات على نيويوك وواشطن أو محاولة منع حوادث مماثلة بل إن أهداف الحرب الأميريكية الفعلية هى أكثر طموحا بكثير بل كانت تهدف إلى إستئصال الرعب المحيط بالعالم كتذويب الإسلام السياسى وكذا الأمم التى تشكل محور الشر بحيث تكون غير قادرة على تهديد النظام العالمى 0