ما بين العصا والسبحة يبقى الغموض حول أسطورة «الراجل الذوق» عندما نسمع مقولة " الذوق مخرجش من مصر'‘، يأخذنا المعنى القريب إلى "الذوق والحس وفنون الإتيكيت الشعبي"، وما تربينا عليه من موروثات ثقافية طيبة، إلا أن الكثير لا يعرف أن "سيدي الذوق"
صاحب القبة الخضراء المجاورة لباب الفتوح فى القاهرة القديمة
لم يطاوعه قلبه للخروج من مصر، وفارق الحياة قبل أن يخرج من "بوابة الفتوح" غاضبا وآسفا على حال مصر . …. حكايات كثيرة تروى عن «حسن الذوق»، كثيرها متناقض وقليلها متشابه، فالبعض يقول «كان فتوة» وآخرون يقولون «كان ولىّ»، وما بين العصا والسبحة يبقى الغموض حول أسطورة «الراجل الذوق» الذى ارتبط باسمه عبارة «الذوق اللى ماخرجش من مصر». … القصة الأولى: في وقت قديم ربما يعود لعهد الدولة المملوكية، كان يعيش رجل عُرف بصلاحه ورجاحة عقله، ارتضاه رجال "المحروسة" حاكماً يفض ما نزع بينهم من مشاحنات، وكان اسمه "حسن الذوق"، عاش "حسن" سنوات في الحي القديمة بجوار الأزهر الشريف ومسجد "الحسين"، يمارس مهنته في التجارة، ويقضي بين الناس بالعدل والإنصاف. …. ذات مرة نشبت منازعة بين "فتوات المحروسة"، وفشل "حسن" في الصلح بين المتخاصمين، ووصل الأمر إلى "الحاكم في ذلك الوقت، الذي وضع الفتوات في السجون بدلاً من أن يتم التراضي بين المتخاصمين، فأحس "حسن" بأن حكمته بدأت تتهاوى وحَزن على ما وصل إليه حال "المحروسة"، و قرر أن يخرج منها لا يعلم حتى إلى أين وجهته …. قلب "سيدي حسن الذوق" لم يتحمل فراق "المحروسة"، وعلى بعد بضع خطوات من "بوابة الفتوح" خر ميتا، وحزن الناس عليه، وقرروا أن يدفنوه؛ حيث وقع، وبالفعل؛ دفنوه خلف الردف الخشبي ل"بوابة الفتوح – حيث كانت الجيوش تخرج للقتال"، ودهنوا مقامه بذلك اللون الأخضر. ….. القصة الثانية تحكيها كتب السير الشعبية عن ذلك المغربى الذى جاء إلى مصر وعشق أهلها وتراب أرضها لكنه حين مرض واقترب موعده، أراد أولاده أن ينقلوه إلى بلاده ليدفن لكنه رفض فأجبره أبناؤه على الرحيل لكنه كان رحيل الروح عن الجسد حيث توفى على باب المحروسة قبل أن يغادرها، فتعامل أهالى الحى مع قبره باعتبار صاحبه من أولياء الله، فكانت نقودهم القليلة قربانا يقدمونه إليه فى قبره عله يساعدهم ببركته فى تحقيق أمانيهم. …. قصص وأساطير حملتها تلك القبة الخضراءالتى لا يعلم زائروها والمجاورون لها أياً منها كان صحيحا وأياً منها الخطأ ولكن يبقى القبر دليلا مؤكدا على أن «الذوق ما خرجش من مصر».