⢴ هبة عادل حسن الذوق مغربي عشق مصر وآلمه الرحيل عنها.. فمات كمدا على بوابتها عند مدخل باب الفتوح الباب العظيم المؤدى بك إلى شارع المعز .. الشارع الملىء بتاريخ كبير لآثارنا الإسلامية العظيمة.. ضريح وضع.. بشكل غريب.. يتساءل كل من يمر بجانبه ما هذه القبة وما وراء قصتها؟ ولم وضع بهذا الشكل الغريب؟ فقبة هذا الضريح قريبة من الأرض ولها سلم بالجانب.. ولونها «أخضر لامع». قبة خضراء صغيرة اعتلاها هلال ذهبي اللون اتخذت مكانها في ركن ضيق بحيث يمكن رؤيتها فور الدخول أو الخروج من بوابة الفتوح، التي تعد مدخلا لشارع المعز لدين الله وكلمات أعلى الباب الخشبي المتخذ طريقه أسفل تلك القبة «ضريح العارف بالله سيدى الذوق». لعلك سمعت يوماً تلك المقولة «الذوق مخرجش من مصر» وأخذك المعنى القريب إلى «الذوق والحس وفنون الإتيكيت الشعبى» وما تربينا عليه من موروثات ثقافية طيبة إلا أن الكثير لا يعرف أن «سيدي الذوق» لم يطاوعه قلبه للخروج من مصر وفارق الحياة قبل أن يخرج من «بوابة الفتوح»، غاضبا وآسفا على حال مصر ، فخرج هذا المثل إلى الوجود. في وقت قديم ربما يعود لعهد الدولة المملوكية كان يعيش رجل عُرف بصلاحه ورجاحة عقله ارتضاه رجال «المحروسة» حاكماً يفض ما نزع بينهم من مشاحنات، كان اسمه «حسن الذوق» عاش «حسن» سنوات في الحي القديم بجوار الأزهر الشريف ومسجد الحسين يمارس مهنته في التجارة ويقضي بين الناس بالعدل والإنصاف. ذات مرة نشبت منازعة بين فتوات المحروسة، وفشل حسن في الصلح بين المتخاصمين ووصل الأمر إلى الحاكم العسكري، في ذلك الوقت تم وضع الفتوات في السجون بدلاً من أن يتم التراضي بين المتخاصمين، فأحس حسن بأن حكمته بدأت تتهاوى وحَزن على ما وصلت إليه حال «المحروسة» وقرر أن يخرج منها لا يعلم حتى إلى أين وجهته. وبسؤال أهل الحى والمكان عن هذا الضريح، ولماذا هو فى هذا الموضع؟ عرفنا أنه لشخص مغربى الأصل محب للقاهرة، هاجر من بلاده صغيرا. وأسفل هذا المكان قبر «محب القاهرة: حسن الذوق»، وعاش في القاهرة الفاطمية طوال حياته فللمثل القائل «الذوق ما خرجش من مصر» عدة روايات شعبية لها أصول تاريخية، ومنها ما ترويه الكتب عن أن (حسن الذوق) شخص شهم وفتوة يعقد الصلح بين الأطراف المتصارعة وكبرت سنه، لكن محبته بين الناس، والفتوات في وقت واحد جعلت له كلمة مسموعة وفي إحدى المرات دارت مشاجرة وتدخل حسن الذوق بعد أن وسطه الغلابة والمتضررون من استمرار تلك العركة الكبيرة جدا، والتي كانت تتسع يوما بعد يوم وتنتشر من حارة إلي حارة بكل من فيها من الفتوات، وانحاز كل فتوة في صف فريق وأصبح الصراع بين فريقين منهم: فريق ينتمي لمنطقه الجبانة والتي أصبحت تعرف حاليا بالدراسة، وقد قبل الذوق التدخل لفض النزاع وإقرار الصلح بين الطرفين، وبعد حوار استمر لمده ثلاثة أيام لم يستجب له أي من الطرفين، فضاق ذرعا بالمشاجرات المستمرة بين الفتوات بعد أن فشل في فضها، فأقسم أن يغادر مصر وعندما هم بالخروج من باب الفتوح سقط ميتاً، ودفن حيث مات، وإكراما له قرر الفريقان المتصارعان وأنصارهم التنازل عن مطالبهم، والصلح وإنهاء الصراع. فقلب «سيدي حسن الذوق» لم يتحمل فراق المحروسة وعلى بعد بضع خطوات من بوابة الفتوح سقط ميتا وحزن الناس عليه وقرروا أن يدفنوه، حيث وقع وبالفعل دفنوه خلف الردف الخشبي لبوابة الفتوح - حيث كانت الجيوش تخرج للقتال، ودهنوا مقامه بذلك اللون الأخضر.