يقول سمرست موم " المنجم غنى جدا بالذهب ومع ذلك فقد يموت الكثيرون جوعا بالرغم وجودهم فى قلب هذا المنجم الذهبى والكاتب لاينال منه غالبا إلا كمية محدودة . وهذا المنجم هو الخبرات والتجارب والأحداث التى يكابدها الكاتب " محمد ناجى من الروائيين الذين يمتلكون كثيرا من هذه الخبرات والتجارب . العمل فى الصحافة المصرية والعربية . فى مؤسسات عامة ملك للدولة ومؤسسات خاصة جاء من سمنود غربية إلى قاهرة المعز فجمع بين مشاكل الريف وصخب المدينة الغربة من أجل العمل ومن أجل البحث عن حل لمرضه المعضل " عافاه الله " وأهم تجربة له هى تجربة إبداعه فهو بالفعل روائى فوق العادة من حيث الظروف التى يمر بها أو من حيث هذا التفرد فى صياغة مشروعه الإبداعى ولأن ناجى لديه قدرة كبيرة على التمثل والامتصاص فقد صهر كل هذه التجارب والخبرات فى بوتقته الإبداعية وقد ظهرت تلك الخصيصة فى أسلوبه السردى الذى يحمل بصمته الخاصة بما فيه من اكتناز وتكثيف ولغة مجنحة متعددة التأويلات فى نهاية روايته " رجل أبله . أمرأة تافهة " . زوجة الكاتب تقول له زجاجة فارغة . وأعقاب سجائر دائما أحصيها بعدك لأتأكد من التزامك بالتعليمات تلك كانت أكثر من عشرين . ووبخته ياحرامى جذبها إلى حضنه وبحث عن شفتيها . لكنها اشترطت عليه لن تشرب بعد الأن لن أشرب ولن تدخن ولن أدخن وفى أخر الرواية يقول لها دائما تهتمين بالتفاصيل التافهة يا أبله . هذه هى الحياة تشكل علاقة الرجل بالمرأة المحور الأساسى فى هذه الرواية. ومع ذلك فقد انتقلت من الهم الخاص إلى الهم العام ومن ثم حققت فضاء إنسانيا واسعا, وقد عالج الكاتب هذه العلاقة بوعى شديد وجرأة كاشفة لكثير من المسكوت عنه فى حياتنا إنها اشكالية الكاتب الذى يبحث لنفسه عن دور يؤديه فى مجتمعه فى عصر يحترق ومع ذلك فكل اهتمامه هو القراءة والإطلاع والبحث والكتابة كى يعبر عن ألام الناس والطبقات المقهورة سياسيا والمنسحقة ماديا ويلتقيان معا.. الرجل الأبله الذي يهتم بالقضايا الكبيرة والمرأة التافهة التي لا تكترث سوي بالتفاصيل الصغيرة(!) ما الذي يمكن أن يجمع بين هذا الرجل وتلك المرأة؟ من خلال سرد متدفق وسلس وحوار كاشف عن شخصية الرجل وشخصية المرأة مع الاختلاف بين شخصيتهما ويبدو أن التقاء أحدهما بالأخر شبه مستحيل ومع ذلك ارتبط بها بشكل أو بأخر هل هي هزيمة الرجل الأبله وقضاياه الكبيرة؟ أم انتصار المرأة التافهة ومعاركها اليومية الصغيرة؟أم هو الاحتياج العاطفى للرجل الذى يضحى بعنصر التقارب الفكرى بينهما