وانكشفَ المستور وتناثرت أوراقُ التوت واتجهت إحدى بناتُ الحور نحو النيل لتُزَفَ نفسَها لملكِ الملوكْ بعدما ضاعَ الحلم وتاهَ الفارسُ الأبيض عن الدرب , واتخذ درباً غير الوادي نحو الشمال طالباً النوارسَِِ البيضاء , فتماسيحُ النيلِ اعتادت التسكع تحتَ شمسِِِِ الشتاءِ الكسولة في زمن العُقم . *** عندما طلبَ النيلُ عروسَهُ المعتادة كلَ عام اتجهت نحوه اليمامة ُ البيضاء بثيابِ العُرس , كانت تنتظرُ فارسَ الأحلام بلا جدوى عسى أن يطرقَ القمر بابَ الواقفاتِ على بابِ الأمل الراجياتِ للستر, ليفكُ النحسَ وأعمالَِِ السحر فتتدورُ الطواحين ويبتسم زهرُ العمر , عسى أن يَهلَ "الشاطر حسن " بطلعتهِ البهية ويفجرَ ينبوعَ الحب حتى لو كانَ بدونَ حصانٍ أبيض أو مأذون من مشيخةِ الأزهر فلربما يكتُبُ الكِتاب ويُعلي الجواب ويشدو زامر الحي : " قولوا لمأذونِِ البلد يجي يتتم فرحنا " ! **** أهكذا يكونُ الحبُ في زمنِ العولمةِ و الإنفتاح ؟ في ظلِِ تعاقبِ حكومات الخصخصة و مصادرةِ الأحلام ؟!" تهنا "بينَ القصرين " ضعنا بين "عصرين " ربطنا على البطون الأحزمة وشَدَدنا فوقَ الشفاهِ الأربطة وأنشدنا : " لا صوت يعلو فوقَ صوتِ المعركة ! " في معركة ُ " الأمن والأمان " لسكانِ ِ القصر فدعْ ما لقيصر لقيصر فخبزُ الغد لا يُشبِع جوعى اليومْ ! ولا تعجبوا إن وجدتموني عارية أتحممُ فوقَ أحدِ تماثيل رمسيس تزفني الموميات لمثواي الأخير في مراكبِ الشمس لأُدْفََن بينَ يدي " أبو الهولْ " دامعة ُ العينين ِ مُنكَسة الرأس وفي صدري بقايا كلماتٍ من رسالة تركها حبيب مات غرقاً في رحلةِ بحثهِ عن الغد في "عَبَارةِ الموت " مكتوبة بدماء القلب تقول : " زوجتك نفسي " ضاعت حروفها بينَ آمالِِِِِ اليوم وأوهامِ الغد !