دمج وعودة وزارات جديدة.. أحمد موسى يكشف ملامح تشكيل الحكومة المرتقب (فيديو)    نادي مستشاري النيابة الإدارية بالمنصورة يهنئ الرئيس السيسي بثورة 30 يونيو المجيدة    نقيب الفلاحين يبشر المزارعين: إنفراجة قريبة في أزمة الأسمدة    مياه الجيزة: إصلاح خط مياه قطر 600 ملي بميدان فيني بالدقي.. وعودة المياه تدريجيا    وزير النقل يبحث مع وفد من كبرى الشركات الألمانية الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات الجاري تنفيذها    إيران: الأجواء المثارة من قبل إسرائيل ضد لبنان "حرب نفسية"    عمرو أديب: دعم الاتحاد الأوروبي لمصر سياسي قبل أن يكون اقتصاديا    يورو 2024.. لا فوينتي: مباراة جورجيا ستكون معقدة ولها حسابات خاصة    "إهدرنا للفرص أعاد الزمالك للقاء".. أول تعليق من أيمن الرمادي بعد الهزيمة من الفارس الأبيض    مانشستر يونايتد يراقب دي ليخت لخطفه من بايرن ميونخ    بالصور.. انهيار منزل مكون من 4 طوابق في الدقهلية وقرار عاجل من المحافظ    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 عبر الموقع الرسمي (الرابط المباشر للاستعلام)    مصطفى كامل يدعم أعضاء نقابة المهن الموسيقية مراعاةً للظروف الاقتصادية    بعد اعتذاره لإدارة موازين.. محمد رمضان يتراجع: "في أوامر بإقامة الحفل وعدم إلغائه"    هيئة البث الإسرائيلية: أكثر من 40 مواجهة بين الجيش وفصائل فلسطينية فى الشجاعية    «قصور الثقافة» تحتفل بذكرى «30 يونيو» غدًا على «مسرح 23 يوليو » بالمحلة    كاظم الساهر يزور مدينة الفنون والثقافة فى العاصمة الإدارية قبل مغادرته مصر    أستاذ تمويل يوضح مكاسب مصر من ترفيع العلاقات مع أوروبا    بالصور.. وكيل الأزهر يتفقد لجان امتحانات الشهادة الثانوية في مادة الأحياء    وفد شؤون الأسرى المفاوض التابع للحوثيين يعلن وصوله إلى مسقط    الأوقاف تعلن افتتاح باب التقدم بمراكز إعداد محفظي ومحفظات القرآن الكريم - (التفاصيل)    مدبولي يُثمن توقيع أول عقد مُلزم لشراء الأمونيا الخضراء من مصر    مبابي يختبر قناعا جديدا قبل مواجهة بلجيكا في أمم أوروبا    رئيس الوزراء يلتقي رئيسة منطقة شمال إفريقيا والمشرق العربي بشركة إيني الإيطالية    بعد 8 أعوام.. الجامعة العربية تلغي تصنيف حزب الله "منظمة إرهابية"    احتفالية كبرى بذكرى ثورة 30 يونية بإدارة شباب دكرنس    حبس 20 متهماً بتهمة استعراض القوة وقتل شخص في الإسكندرية    «نويت أعانده».. لطيفة تطرح مفاجأة من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان كاظم الساهر    وزير الصحة يبحث مع ممثلي شركة «إيستي» السويدية تعزيز التعاون في القطاع الصحي    مانشستر سيتي يخطف موهبة تشيلسي من كبار الدوري الإنجليزي    الداخلية تكشف ملابسات واقعة طفل الغربية.. والمتهمة: "خدته بالغلط"    تطوير عربات القطار الإسباني داخل ورش كوم أبو راضي (فيديو)    «مياه الشرب بالجيزة»: كسر مفاجئ بخط مياه بميدان فيني بالدقي    عمرو دياب يطرح ريمكس مقسوم لأغنية "الطعامة"    ليفربول يحاول حسم صفقة معقدة من نيوكاسل يونايتد    استشارية أمراض جلدية توضح ل«السفيرة عزيزة» أسباب اختلاف درجات ضربة الشمس    المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة.. ورصد حالات تسمم    إحالة أوراق المتهم بقتل منجد المعادي للمفتي    ننشر أسماء الفائزين في انتخابات اتحاد الغرف السياحية    القاهرة الإخبارية: لهذه الأسباب.. الفرنسيون ينتخبون نواب برلمانهم بانتخابات تشريعية مفاجئة    جامعة سوهاج: تكليف 125 أخصائي تمريض للعمل بمستشفيات الجامعة    وفد من وزارة الصحة يتفقد منشآت طبية بشمال سيناء    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    برقية تهنئة من نادي النيابة الإدارية للرئيس السيسي بمناسبة ذكري 30 يونيو    الأهلى تعبان وكسبان! ..كولر يهاجم نظام الدورى.. وكهربا يعلن العصيان    ضحية إمام عاشور يطالب أحمد حسن بمليون جنيه.. و14 سبتمبر نظر الجنحة    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    بدءا من اليوم.. فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"إلي كل جلاد طغي"
نشر في محيط يوم 09 - 09 - 2011


عارٌ علينا أن نقولَ بأنهم مُتَآمِرُونْ
عارٌ علينا أن نقولَ بأن ضوءَ الصبح ِ
قد أعْمَى العُيونْ
عارٌ علينا أن نقولَ
بأن وجهَ الأرض ِ أنقى
خلفَ قُضبان ِ السُّجُونْ
عارٌ علينا أن نقولَ بأن تَاريخَ الشُّعُوبِ
عويلُ جَلاَّدٍ. وشعبٌ عَاجزٌ
وعَصِابة ٌسَرَقت. وناسٌ يَنْهبَوُنْ
عار علينا أنْ نقولَ بأن غاية َحُلْمِنا
قَهْرٌ يُعربدُ فى القلوبِ.
وذلُّ عَيْش ٍ فى البُطونْ
عارٌ علينا أن نقولَ.
بأن أطهرَ ما لدينا خائنونْ
عارٌ علينا أن نقولَ بأن ثورتَهم
جنونٌ فى جُنُونْ
فى عتمةِ الليل ِ الطويل تَقَدَّمُوا
وتطَّهروا من رجْس ِ أيام ٍ عِجَافٍ.
ضَلَّ فيها العَابدونْ
لم يعرفوا رقصَ الحِبَال ِ على حِمَى الأوطان ِ.
لم يَتَلوَّنُوا
كانوا وَرَبِّ الناس ِ آخرَ ما تبقى.
للكرامةِ من حصونْ
لم يركعُوا لمواكبِ الطغيان ِ.
لَمْ يَسْتَسْلِموُا
كانوا رجالا ً عندما اْنتفضت حشودُ الفجر ِ.
قامُوا يَهْدِروُنْ
فى صرخةِ الأمل ِ الوليدِ على ضفافِ النيل ِ.
هَبُّوا كالأسُودِ يزمجرونْ
لم يركعُوا يومًا لِغَير الله.
والجلادُ بين حشوده
وكتائب الدجل الرخيص على الشعوب يزايدونْ
والكل فى سُوق الغَنَائم والنفاق يُبَايعونْ
عار علينا أن نقول بأنهم مُتَآمرونْ
همْ أطهرُ الأشياء فينا.
همْ سَنابلُ عمرنا
نبتتْ على أطلال ِعمٍر.
ضاع فى ليل المآسِى والشجونْ
من صُلْبِنا جاءوا
وكانوا صرخة َ الجوع ِ المُكَابِر ِ.
فى عذابات البطونْ
شَربُوا عَكَارَ النيل ذاقَوا بُؤْسَهُ
وترنحوا زمنًا على شُطآنهِ الثَّكْلَى.
ورغمَ اليأس ِ عاشُوا يَحْلُمُونْ
هم صَفْعَة ُ الجلاد فى زمن المهانةِ.
هم دعاءُ الأمِّ من قلب حنونْ
نبتُوا وراءَ معاقل ِ الشيطان ِ.
ذاقُوا الموتَ أطفالا ً.
وهامُوا فى شُقُوق الأرض ِ
تاهوا فى سراديب الظنونْ
عاشوا مع الموتى. وسكان ِ المقابر.
شاهدُوا الآباءَ.
فى الصَّلَوَاتِ لَيْلا ً يُشنقونْ
هم صرخة ُ الأرْحَام
فى زمن التَّلوُّثِ والتَّخنّثِ والمجونْ
عار علينا أن نقولَ بأنهم
شَربُوا الخيانة َ من زمان ٍ بَاعَهُمْ
سوقُ الخيانةِ لم يكن سرًا.
وهذى الأرضُ تعرفُ
من يبيعُ. ومن يخونْ
قِصَصُ الخيانِة تملأ الصفحاتِ عَارًا
واسألوُا التاريخَ عن وطن ٍ يُبَاعُ
وأمَّةٍ سقطتْ
وحُكام ٍ بسيفِ القَهْر فينا يَرتعونْ
كم عشتُ أصْرُخُ بين أشباح الظلام ِ.
مَتْى يُفيِقُ النائمونْ
أرضٌ يضاجعها الفسادُ. وسادَ فيها المفسدونْ
وجهُ النهار ِ يصيرُ ليْلا ً حين تَخْتنَقُ العُيُونْ
وجُه الضمير يصيرُ أشلاءً مبعثرة ً
ويخبُو لا يراهُ المُبْصُِرونْ
حتى الدماءُ تهون. فى سوق ِ النِّخَاسَةِ
أجملُ الأشياءِ فى الدنيا يهونْ
عار على وطن البطولة
أن يبيعَ شبابَه
أن يتركَ الأوْغَادَ
فى عِرْض ِ الشُّّعُوب يتاجرونْ
فى عتمةِ الليل ِ الطويل ِ
أطلَّ فجرٌ واثقٌ
هَدَمَ القِلاع َ. وحطَّمَ الأصْنَامَ.
واقتحمَ الحصونْ
ثُوَّارُنَا يتقدمونْ
مِن كل فَجِّ يخرجونْ
فى كل شبر ٍ يَنْبُتُونْ
من طين ِ هذى الأرض. من أكْفَانها
من وحشةِ الفقراءِ. من سُخْطِ الحَيَارى
من أنين ِ الجُوع قامُوا يَصْرُخَونْ
شعبٌ بطول الكوْن يَخْرُج للشوارع
كلُّ مَوْتَانَا أفَاقُوا
والعظامُ السُّودُ صارت ظِلَّ أشْجَار ٍ
ولاحتْ فى بقايَاها الأزاهِرُ والغُصُونْ
شيخٌ عجوزٌ ماتَ مصلوبًا على الجٌدَران ِ.
جاءَ الآن يحكِى ما طوتْ مِنا السُّنُونْ
شهداؤُنا عادُوا إلى الميدان ِ.
فى أكْفَانِهِم يَتَسابقونْ
شهداؤنا رَحَلُوا. وغابُوا ثم غابُوا من قُرُونْ
فى ساحةِ الميدان ِعندَ الفجر.
عَادُوا كالحَجِيج ِ يُكَبِّرُونْ
وسْط َ الشوارع ِ. فى المقاهِى.
فى المساجد. فى الكنائس يهتفونْ
تتوحد الأرْوَاحُ فى الأحْيَاء والموتَى
يُطُّل ِ الصبحُ. آلافُ الضحايا يَسْقُطُونْ
تتزاحمُ الأنفاسُ. تلتئم القلوبُ
يَفيضُ ضوءُ الشمس ِ
ترتجف الأجِنَّة ُ فى البطونْ
حتى الأجنة ودعت أرْحَامَهَا
كَبُرتْ على وجهِ الصباح وكبَّرَتْ
صوتُ الأجِنَّةِ يملأ ُ السَّاحَاتِ
فى صخبِ الزحام ِ يُلَوِّحُونْ
أنا لا أصدق. إنهم يتكلمونْ.
وَيْحِى. وويْحَ الناس يا الله. لا يتلعثمونْ
فى ساحة الميدان ألمحهم حشودًا يقرأونْ
حرية ُ الإنسان ِ حقٌّ لن يهونْ
حرية ُ الإنسان ِ حقٌّ لن يهونْ
شهداُؤنا فى ساحة الميدان ِ قاموا يَهْدِرُونْ
لم يرفعُوا سيفًا. ولم يتراجعوا
فى ساحة الميدان فاضت كالصلاة دماؤهم
تجرى على الأرض الحزينةِ.
تكبرُ الأشجارُ. يزهو الكونُ
والشهداءُ فى ركبِ الرَّحيل ِ يُسّارعونْ
كانوا بلون ِ الزَّهْر يختبئونَ فى سعفِ النخيل ِ
وخلفَ مئذنةِ الحُسَيْن تجمَّعُوا
نطقُوا الشهادة َ فى هدوءٍ
ثم طافُوا بالحسين يُوَدِّعُونْ
عارٌ علينا بعد هذا
أن نقولَ بأنهم متآمرُونْ.
عار علينا أن نقولَ.
بأن أنقى ما لدينا خائنونْ
هم ما تبقى من شُحُوبِ الصُّبْح ِ
فى هذى الربوع ِ.
وما تبقَّى من دعاءِ الأمهاتِ.
وما تبَقَّى فى دِمَانا من حصونْ
هم آخرُ اللحظاتِ
فى زمِن تَنَكَّرَ للرُّجُوَلةِ ..
حين ساد الجهلُ وانتهكَ الشعوبَ مُخنَثَّونْ!
قد اسقطوا عصرًا من الطغيان ِ
كبله الضلالُ. وعم فيه الفقرُ
فاستلقتْ سنابلُ أرضِنا
لحثالةِ السفهاءِ منْها يثأرونْ
فإلى متى سيظلْ تجارُ الرقيق ِ
على الموائدِ يلعبونْ
وإلى متى سيظل انصاف الرجال
على «الكراسى» يحكمونْ
فى طين هذى الأرض ِ شىءٌ
يعرف النبتَ النَّقِىَّ .
ويعرفُ القلب التَّقِىَّ
ويتبعُ الشرفاءَ أنَّى يَذهَبُونْ
دارتْ بنا الأيامُ.
جُرْذانُ السفينةِ فى سَوَادِ الليل ِ.
سِرًّا يخَتْفونْ
سرقوا ضياءَ الفَجْر من عيْن ِ الصغار ِ.
وروَّعُوا الشُّرَفاءَ فى ليل ِ السجونْ
باعُوا المآذِنَ والكَنَائِسَ.
ضاجَعُوا الشيطانَ فى سَفَهٍ
وراحُوا يَسْكَرُونْ
ابْحَثْ عن الكُهَّان ِ فى سُوق الخِيَانَةِ
سوفَ تلقاهُمْ جُمُوعًا يَلهْثَُونْ
ابحث عن الأرض التى هانت.
عن العمر الذى وَلَّى.
عن الأحْلام فى أيْدى السُّكَارَى.
سوف تلقاهم على جُثَثِ الشعوبِ يُزَايِدُونْ
يَتَسابَقُونَ من الضَّلال ِ. إلى الضلال ِ.
من الحرام ِ. إلى الحَرَام ِ.
ومن هُموم ِ النَّاس ِعاشُوا يَسْخَرُونْ
كُهَّانُنا يَترنَّحُونَ. وكلما سَكِرُوا أفَاقُوا
ثم راحُوا يَكْذِبونْ
صوتٌ يُراوغ ُ لَعْنَة َ التاريخ.
فى صَخَب الجُمُوع يَصيح. مَنْ أنتمْ؟
وكأن هذا القزم يجهَلُ من نكونُ.
وكل ما فى الكون يعرف من نكونْ
نحنُ البَقَايا من مَفاتِن ِ أمَّةٍ
حينْ اشْتَراها فى المَزَادِ الغاصبونْ
بَاعَتْ ثِيَابَ العُرْس ِ. خانت عِرْضَهَا
واسْتسْلمتِ لِعصَابةِ الأوْبَاش ِ فيها يعبثونْ
نحنُ العَذابُ المُرُّ. نحن الجائعونْ
وغدا نراكم فى صناديق ِ القمامةِ تُحْرَقُونْ
هذى نهاية ُعُصْبَةِ الطُّغْيَان ِ. شعبٌ ثائرٌ
وفلولُ طاغيةٍ على دَرْب الضَّلال ِ مُحَاصَرُونْ
هذى نهاية ُ كلِّ جَلاَّد طغَى.
ثأرُ الشعوبِ يظلُّ فى عُنُق ِ الرجالِ
وإنْ تَرَاخَى الخَانِعُونْ
عارُ علينا أن نقول بأنهم يَتَآمَرُونْ
عار علينا أن نقولَ بأنهم.
جَاءُوا سِفَاحًا.
عِنْدِى يقين أن فِرْسَانَ الربيع ِ الخضر ِ
أنقى ما رأتْ هذى الربوع ُ
وأن هذى الأرضَ لم تُنْجِبْ.
ولِيدًا ضلَّ. أو أبنا يَخُونْ
هل نُطفىءُ الفجَر الذى ملأ الربوعَ.
وندفنُ الأفراحَ فى ضوءِ العيونْ؟!
هل نقطعُ الأشجارَ من أيامنا
نُلقىُ ثمارَ العُمر
فى سوق المهانة والنخاسة والظنونْ؟!
هل نسجنُ التاريخَ.
فى سوق ِ العَمِالة والدَمَامَة والمُجُون؟!
عار علينا أن نقول بأنهم مُتآمرونْ
فى ساحة التاريخ ينتظرُ الطغاة ُ.
قضاة َ عْدل ِ يحكمونْ
يتساءل التاريخُ: هل عَدَلوُا؟.
يسودُ الصمتُ. والتاريخُ يسألُ:
أىَّ عَدْل ٍ يَطْلُبَون؟
صفحاتُهم كانت بَلوْن الدَّم
طعم ِ الموتِ. أشلاءِ الضَّحَايَا
فوق أعناق المشانق يُصْلبونْ
وعلى المشارفِ صورة ُ الشُّهَدَاءِ.
يحُصُدهم رصاصُ المَوْتِ.
أسرابًا. وهم يَتَسَاقَطُونْ
أسألْ حشودَ الموتِ عن دَمْ الضحايا ..
عن خرابِ الأرْض ِ. عن قَهِر الصَّبَايَا.
واغتصابِ الحُلْم منا.
عَلَّهُمْ يَتذكَّرُونْ
فى كل شبٍر من ربوع ِ الأرْضِ.
طاغية ٌ. وشعبٌ جَائِعٌ.
وأرَامِلٌ تشكوُ. وجَوْعَى يَلْعنُونْ
فبأىِّ حقٍّ للعدالةِ تطلُبونْ
ياكُلَّ جلادٍ طغى
اسمَعْ أنينَ الناس ِ فى الطُّرُقَاتِ.
والأطفال ِفى المدن الحزينة يصرخَونْ
يَتَرَنَّحُ الأطفالُ فى عُلَبِ القِمَامَةِ.
بين أسْرَاب الذبَابِ يُفُتِّشُونْ
من جِيفَةِ المَوْتَى ومن عَفَن ِ المَوَائد يأكلونْ
ولديكَ شعبٌ.
أنت لم تَحْسِبْ له أبدًا حِسَابًا
حين وزَّعْتَ الغنائمَ.
واسْتَبَحْتَ الأرْضَ. فَتَّحتَ السجونْ
حين استرحتَ. وحولك الجُرْذانُ.
فى قلب السَّفينةِ يَنْخرَوُنْ
وظننتَ أن المُلْكَ حَاشية ٌ.
وأبْنَاءٌ. وشعبٌ نائمٌ
وذئابُكَ السَّوْدَاءُ
من دَمّ الضحايا يَسْكَرُونْ
انظرْ إلى الكون ِ الَفسِيح ِ لكى تَرَى
كيفَ الحياة ُ تضيقُ.
كيفَ الظلمُ يمتَهنُ القلوبَ.
فأينَ يا جلادٌ فرَّ الهاربونْ ؟
أين الذئابُ السُّودُ تَعْوى فى بلاطِكَ؟!
أينَ أعوانُ الوريثِ؟!.
وأين حاشية ُ الضلال؟!.
وأين أبواقُ النفاق ِ؟!
وأين قُرْصَانُ الديونْ؟!
باعُوكَ بَخْسًا فى المزادِ.
وجئتَ تسألُ أينَ راحَ البائعونْ؟!
فى وَحْشَةِ «القَفَص ِ» الكئيبِ تنامُ وحدَكَ.
تسألُ الأبناءَ عن أسْمَائهمْ
ما عدتَ تعرفُ أين أنتَ.
وكيفَ كُنتَ. ومن تكونْ
مازلتَ تَسْبَحُ فى ضَلالِكَ.
تسألُ الثوارَ. من أنْتُمْ؟
وكل الناس حولكَ يضحكونْ
ضَيَّعْتَ تاريخًا طويلا ً حين أطلقتَ الكلابَ
على الرَّعِيَّةِ ينهشونْ
وجلست تعبثُ فى الرمال ِ. وحولكَ الأوْغَادُ
من جسدِ الوَلِيَمة يأكلونْ
العرشُ ليسَ وليمة ً
يلهوُ بها الأبناءُ. والأعْوَانُ. والمتنَطِّعُونْ
العرشُ تاجُ العَدْل بين ِ الناس.
حينَ يغيبُ وجْهُ العَدْل ِ . يسطُو المُفْسِدُونْ
هذى دروسٌ فى الحياة ِ.
وليتَ كُهَّانَ العُروبة بعدَ هذا يفهمونْ
هذا مصيرُ عِصَابَةِ الطغيان ِ.
شعبٌ جائعٌ
وفلولُ أشباح ٍ على درب النهاية يَنْهَبُونْ
هذى حكاية ُأمَّةٍ كانتْ ضميرَ الكون.
ضَيَّعَهَا الضلالُ.
وباعها العملاءُ والمُتَسَلِّقُونْ
ياكلَّ جلاَّدٍ طغى.
ياكُلَّ طاغيةٍ فَسَدْ
صغرتْ بكَ الأشياءُ.
صارَ العرشُ قُضْبَانًا. وكهْلا ً قَابعًا
والناسُ من هول ِ الفضائح ِ. يَعْجَبُونْ
يومًا أعزكَ خالقُ الإنسان ِ.
كنتَ خليفة ً لِلَّهِ فوقَ الأرضِ.
خَرَبَّتَ البلادَ. أقمت للناس ِ السجونْ
والآن تسأل أينَ أعْوَانِى. وأين المُلك؟!
ما شيَّدْتُ يوما من مَعَاقَلَ. مِنْ حُصُون؟!
سقطَ القناع ُ أمامَ مَعْبَدِكَ المزيفِ.
باعَكَ الأوغادُ بَخْسًا.
كلُّ فِئْرَان ِ السفينةِ يَهْرَبُونْ
فَلِكُلِّ طاغيةٍ مَدًى.
ولكل جلاَّدٍ حسابْ
ياليت قومى يَعْقلوُنْ
الآن تجَلسُ. لا حشودَ. ولا جنودَ.
أمامَ عَرْشِكَ يَسْجُدُونْ!
قد بعت نفسَكَ للفسادِ
فلا تلمْ أحدًا
فإن اللهَ يهدِى من يشاءُ.
ولن يضلَّ المُهتَدوُنْ.


شاعر وكاتب ومفكر مصري
جريدة الأهرام اليومي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.