يعرض الفنان د. أحمد عبد الكريم حاليا ( ابريل 2014) مجموعة من أعماله بقاعة (الباب) واختار للعرض عنوانا جذابا ومناسبا " ابجدية دهشور"، فقد اشتمل العرض علي رسوم كلها بحبر بلون السيبيا ( بني عسلي) علي ورق، احتوت رموزا وموتيفات استقاها الفنان من النقوش والكتابات المصرية القديمة، طورها، وعدلها، وقدمها في صورة معاصرة، ومن ضمن الرموز التي اهتم بتصويرها بعض الطيور والحيوانات، منها طائر الهدهد المحبب الي نفس الفنان - الذي اختصه بعرض منفصل أقامه بقاعة بيكاسو في الشهر الماضي - بالاضافة الي السمك، الحمار، الحصان، البومة والمراكب الفرعونية. تلك التشكيلة من العناصر مضافا اليها تخطيطات تتشابه مع الكتابات الهيروغليفية، كل ذلك صبغ اللوحات بصبغة مصرية فرعونية، خاصة وأن الفنان تعمد استخدام اللون البني العسلي فجعلني استشعر أني أمام برديات عتيقة، لكنه يقدمها في صورة حداثية معاصرة. لم استطع منع نفسي من المقارنة بين عرضه الحالي " أبجدية دهشور" وعرضه السابق " هدهد بنت الجيران" والذي سبق عرضه في فبراير الماضي بجاليري " بيكاسو" فهناك رابط بينهما استشعرته من الوهلة الأولي، لكني وجدت اختلافا فارقا بينهما. ففي عرضه هدهد بنت الجيران اختار مساحات متسعة للوحاته التي صورها علي توال، مستخدما الوانا زاهية جميله، واحيانا كانت الالوان فاقعة تصدم العين، لكنه استعان بقدراته الفنية والتقنية العاليه لتكوين تشكيل متناسق منسجم يجذب أعين المشاهدين. أما في عرضه " أبجدية دهشور" فاللوحات كانت ورقية متوسطة المساحة غالبتها لا تتعدي مقاس 100 في 70 سم، مرسومة بلون واحد ( السيبيا)،مما ابرز مهارته وقدراته الفنية، وهو شيئ أحييه عليه، افتقدته في عرض " هدهد بنت الجيران" فالمعتاد أن التلوين بالوان متعددة يشتت انتباه المشاهد ويصرفه عن ملاحظة براعة الفنان في الرسم. عرض " أبجدية دهشور" يستحق المشاهدة، انصح اصدقائي الا يفوتهم