خلف البحر العاتي الجسور.. خلف موج مزق أشرعتي منذ البدايات ألأولى خلف تلك العواصف الهوجاء وبأرجائي ارتعدت لها الروح العليلة .. خلف كل البدايات التي لم توصل إلا لمتاهات الانتظار.. وجدتني أنأى خلف سراب ..خلف ضباب ..وريح غاضبة مني .. فأختلي بي ..لأرسو على شط جزيرة مداها نور وهاج .. لم يطأها سواي.. أسرح لحظي الوجل من ابتلاءات عشقت طيبتي .. أسرع الخطو..أغلق الأسماع عن أصوات العتاب وقد تفجرت بآهاتي .. أنأى عن كل برهة تشدني لأوجاع سارية..أعاندها..أصارعها.. أودع محطاتها الأخيرة للأبد..أفتح للمدى كل جارحة أعياها انشطار ونحول .. أحذق بأمنيات أخذت تخضر بخافقي..وقد لفحتني نسمة شذاها ذهول .. لامست يدي المضطربة من شحوب .. منحتها لحظة أمان لم تعرفها قط على روابي المستحيل الذي تبعثر بكل السبل .. قالت دعي الألم ..أهمليه على زوايا لوحات متهرئة.. ما عادت توحي بسطوع الفجر وانبعاث الأمل .. ناولتني جرعة صفاء غريب سرت بالنجوم العالية .. فانتشت زهور بداخلي لم يطلها الذبول .. لم يغزها السقم الذي أحرق نظيراتها ..قبل حين .. أخذتني إلى ظل سنديانة حلمت بها عند اشتداد اللظى ..في أزمنة الاحتراق .. دعت طيورها للشدو على أغصان حياة جديدة بأرجائي .. فاستكنت للحظة الهاربة من كل المعارك .. وقد أرخت لزمن لم يدركني بعد .. وهمست النسمات لعيني أروع قصيدة .. قالت لي.. أنت ..أنت .. أنت زمرد غزا الجزيرة ..قوس قزح بألوان أثيرة .. ويهمس القمر في علاه ..أنت روح الجزيرة ..طيب الحياة .. شقائق نعمان من كل الفصول بخافق الحلم .. فقلت قيديني على رباك لأصبح فيها تلك الأسيرة