مهداة للطفل السوري الذي غادر أحياء الحياة وهو يقسم بأن يخبر الله كل شئ حصل له ..... سأخبرُ الله بكل شئ ... سأخبر أنَّ الآدمية وأدوها حية ً و أن أعتاب الدهشة فغرت أفواه المواقيت مُحررةً الغرابة من رحم اللحظة !! عناقيد خاوية جرَّدها لبُّ الخيانة اللامشروعة لروح الله الطيبة .... ماضيةً بذور الخوف تزرعُ شهقتين في رحم ولادة الحياة ... والثالثة ...حرمان وقهر ، وأرصفة ً تصطفُّ تجوب طرقات العراء البائسة ، واليد الوحشية تُسرب الرعب في جسد البتول العذراء !! سأخبر الله عن كل شئ ....!!! عن مواخير تحرثُ ابتسامات الحقول .. ترسكلُ ذكريات العمر في غياهب النكران للإنسان ! تحملُ على أكتافها الورد في نعوش الولادات الخضراء !! عن أحضانٍ ربتْ في أكنافها الطفولة .. .فأغتالتها رصاصةُ الطيشُ العمياء ... عن كفوف عاريةٍ من الأمل والرجاء !! عن عيون شجَّتها المآقي بكاءً سأخبرُ عن خبز الحرمان الذي يأتي كل صباح والليل يأبى الرحيل عن نوافذ بيتي .. والنور المُسمَّر وسط شهقات العويل!! عن الطوابير التي تلوذُ بالفرار وتغادر !!! سأخبرُ الله أنَّ الحياة ولدتْ أكثر من قابيل وهابيل .... و أنني سأحتاج لأسراب غربان لتتوارى سوءات الأكفان !!! سأخبر عن السكاكين التي صادرتْ أحلامي ، عن الذبائح ، وقرابين السلطان من براءة الصغار!! عن المدارس البكماء ، والمنبهات الصَماء! عن الرصاصات التي نفشت ريش وسادتي الصامتة . عن ألعابي الضائعة بين الأنقاض ، والطفولة النائمة في صمت الأموات !!! سأخبر الله عن السلال الملأي بفاكهة التحايل ، وعن حلول البرد التي تقبع بين أكوام الثلج ... عن أقساط الخبز والماء والهواء ! وعن أسهم الوطن حين ترتفع لحظة تهتزُّ خصور الراقصات وتتمايل !! عن صكوك الغفران التي دُفعت لقاء أوطان خالية هُجَّرت ، عنْ الأمومة المغصوبة و الأرحام المكلومة و الأوجاع التي تم تعليبها كحليب الصباح ...!!!! سأخبر الله بكل ....ش ....ئ