الوفد يبدأ تلقي طلبات الترشح لرئاسة هيئاته البرلمانية    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    وزير قطاع الأعمال يوجه بزيادة معدلات إنتاج مصانع «النصر للكيماويات الدوائية»    الرئيس و «أولادنا»    الغرفة التجارية بسوهاج تشارك في لقاء نائب رئيس الوزراء مع المستثمرين الصناعين    .. مصيرها الزوال !    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    تشكيل بيراميدز في مواجهة الجيش الرواندي بدوري الأبطال    أمطار ورياح أول أيام الخريف.. الأرصاد تُعلن حالة الطقس غدًا الأحد 22 سبتمبر 2024    محافظ أسوان: الوضع الصحي جيد جدا.. والنزلات المعوية نتيجة وجبات أو مشروبات    الرئيس و «أولادنا»    جيش الاحتلال: إصابة جندي بجروح خطيرة في الضفة الغربية الليلة الماضية    استشاري تغذية: نقص فيتامين "د" يُؤدي إلى ضعف المناعة    مرموش يقود هجوم فرانكفورت لمواجهة مونشنجلادباخ بالدوري الألماني    انطلاق ثانى مراحل حملة مشوار الألف الذهبية للصحة الإنجابية بالبحيرة غدا    عاجل - في قلب المعركة.. هاريس تحمل درع النساء وتقف في وجه إمبراطورية ترامب    السيطرة على حريق بمزارع النخيل في الوادي الجديد    مصرع طفل غرقا بترعة ونقله لمشرحة مستشفى دكرنس فى الدقهلية    لافروف: الديمقراطية على الطريقة الأمريكية هي اختراع خاص بالأمريكيين    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    الموت يفجع المطرب إسماعيل الليثى    حشرة قلبت حياتي.. تامر شلتوت يكشف سر وعكته الصحية| خاص    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    رئيس هيئة السكة الحديد يتفقد سير العمل بالمجمع التكنولوجي للتعليم والتدريب    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    رئيس جامعة المنصورة الأهلية يتفقد إجراءات الكشف الطبي على الطلاب الجدد    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    أستاذ علم نفسم ل"صوت الأمة": المهمشين هم الأخطر في التأثر ب "الإلحاد" ويتأثرون بمواقع التواصل الاجتماعي.. ويوضح: معظمهم مضطربين نفسيا ولديهم ضلالات دينية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    السعودية تحقق ارتفاعا ب73% في عدد السياح الدوليين    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    أخبار الأهلي: تأجيل أول مباراة ل الأهلي في دوري الموسم الجديد بسبب قرار فيفا    رئيس الوزراء يتفقد مجمع مصانع شركة إيفا فارما للصناعات الدوائية    رابط الحصول على نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها عبر الموقع الرسمي    مبادرات منتدى شباب العالم.. دعم شامل لتمكين الشباب وريادة الأعمال    قصور الثقافة تختتم أسبوع «أهل مصر» لأطفال المحافظات الحدودية في مطروح    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    «جنايات الإسكندرية» تقضي بالسجن 5 سنوات لقاتل جاره بسبب «ركنة سيارة»    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    المشاط تبحث مع «الأمم المتحدة الإنمائي» خطة تطوير «شركات الدولة» وتحديد الفجوات التنموية    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    مبادرة بداية جديدة.. مكتبة مصر العامة بدمياط تطلق "اتعلم اتنور" لمحو الأمية    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    واتكينز ينهي مخاوف إيمري أمام ولفرهامبتون    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    باندا ونينجا وبالونات.. توزيع حلوى وهدايا على التلاميذ بكفر الشيخ- صور    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل الجولة الخامسة    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار اجتماعي مع السيدة فتوش الجنابي، البلجيكية الجنسية، والعراقية الأصل
نشر في شموس يوم 17 - 10 - 2013

السيدة فتوش الجنابي شخصية بلجيكية الجنسية، وعراقية الأصل، تتمتع بالذكاء، والهدوء والرزانة، ومتفهمة تماماً لحياتها ومعيشتها، ما تريده وما لا تريده، شخصيتها صريحة وجريئة، ومنفتحة اجتماعياً، تهوى الكتابة والقراءة كثيراً، تكتب للمرأة، التي لم تملك فرصة التعبير عن نفسها، تؤمن بان على الفرد حب الآخرين كما يحب لنفسه، تؤمن بالصدق والبعد عن الأنانية، هي مع كل ما يكفل كرامة الإنسان في أرضه، كعادتي مع كل من أحاورهن من ضيفاتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ; جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك، والعمر والحالة الاجتماعية، والمستوى التعليمي، وهواياتك المفضلة؟؟؟
اسمي فلسطين إسماعيل الجنابي، عراقية الأصل، وحالمة للجنسية البلجيكية، أقيم في بروكسل منذ ثمان سنوات، أعمل بين الإعلام والتعليم، شقين مختلفين، من حيث الوسيلة، لكنهما متشابهين في الحدث، ، عمري ثمان وثلاثون عاماً، أرملة، منذ تسع سنوات، بدون أولاد، تحصيلي أدب عربي، أكثر هواياتي التصاقاً بي هي القراءة، وأبعدها هي ركوب العجلة الهوائية، ربما بسبب نوع الطقس هنا في بلجيكا، وبينهما تكون الموسيقى، والكتابة، والقليل من الرياضة كما ذكرت، أقيم في العاصمة بروكسل منذ ثمان سنوات، مدينة يميزها عدة معالم مهمة، مثل ساحة الميدان التي تسمى ال gronde place وهي التي حازت على تصنيف أجمل ساحة تراثية من قبل منظمة اليونسكوا لعام 1998م، كما يوجد هناك معلم الاتوميوم، وهو عبارة عن مجسم الذرة مكبر 150 مليون مرة، كمعلم يدل على أن بلجيكا بارعة في العلم النووي، والصناعات التي تتطلب يورانيوم مخصب.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
كامرأة قروية، أحمل الكثير من طباع أهل الريف، وقيمهم، الشيء الذي يميزني دوماً، أني امرأة هادئة جداً، غير متعجلة في اتخاذ القرار، أعط الفرصة للمقابل، في تصحيح الخطأ إن وقع، أحكامي على الآخرين لا تطلق جزافا، إنها تأتي من تجربة دوماً، مبدأي في الحياة هو أن لا تفعل شيئاً في السر، لا تستطيع الدفاع عنه في العلن، وحيث يكون الظل والظلام ينمو العفن، أومن جداً بالمساواة، بين الأعراق والأديان، وأومن بالإنسان كقيمة عليا وكهدف، وأومن أن الله هو صوت الضمير، موجود في عقل وفكر كل إنسان، بشكل نسبي، وأومن انه لا قيمة، ولا مبدأ ولا دين، لأي إنسان إن لم يحب للآخرين، ما يحب لنفسه، أدافع عن الإنسان ككل متكامل، المخطئ حتى يقر بخطئه ويصححه، الضعيف، حتى يشتد عوده ويصير معتمداً وقوياً وبناءاً، والقوي، حتى يكون ذو قوة ايجابية، والظالم حتى يعدل عن ظلمه، ويرد ما أغتصبه، والفقير حتى يستغني، والغني حتى يقنع، انه مشروع الإنسان الفاضل، قد يكون الأمر خيالياً قليلاً، لكننا نسعى الى بناء مجتمع بصفات معتدلة، في اقل تقدير، نعم أنا صريحة ولأبعد حد، جريئة في الدفاع عن حقي، قوية لأقول أنا هنا، وهذا قولي، ورأيي، منفتحة بشكل ايجابي، بما يخدمني كامرأة تسعى لأن تعيش حياة حرة، وكريمة، متفائلة أيضا، وبشكل كبير جداً.
@هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسيا،، أم تؤمني بان المرأة يجب ان تكون تحت سلطة الرجل بكل شيءً؟؟؟
حرية المرأة مكفولة من قبل الرجل الواعي، لا يوجد رجل متسلط، لو لم توجد امرأة غير واعية، المرأة الواعية لا تقبل بالسلطة، إنها تقبل الشراكة فقط، ولا شي سواها، نعم أومن جداً بحرية المرأة، والاستقلال الاقتصادي مطلوب، لتحقيق العدل الاجتماعي، انه يزيد إحساسها بالمسؤولية وتصير أكثر قدرة على الإحاطة بما يعانيه الرجل في سبيل كفل الحياة الطيبة لها، ولبيتها، بالعمل يمكنها إدراك قيمة الدخل، وكيفية إدارة ميزانية البيت، وفق متطلبات الأسرة، الفكر السياسي لا اعتقد يوجد فكر متسيد، انه يبقى ميول لا نستطيع إن نبث فيها، ومن الظلم أن نقول أن هناك دكتاتورية في المعتقد السياسي، لان المعتقد يبقى شيئاً، خاصاً، سواء كان دينياً ام سياسياً، لأنه يترجم باللا وعي إلى سلوك وطبيعة نفسانية، من الصعب لجمًها، لذا لا يمكن أن نقول استقلال سياسي ، لأنه في الأساس، لا يمكن قمع الفكرة او الميل إن وجد.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم???
علاقتي بالقراءة وثيقة جداً، لا اذكر عمرها، لكنها ملازمة لي طوال الوقت، لأني اقرأ حتى الملصقات العابرة، وقديماً كانت شقيقتي الأكبر تقول عني أني عثة كتب، كتعبير عن نهمي بالقراءة، الكتابة هي حالة متلازمة مع القراءة، لا اذكر أول نص كتبته، لكني اذكر أني كنت جداً صغيرة، لم اسع ليكون لي كتاب خاص، يحمل أسمي، رغم انه أكثر عرض عليَ الأمر، ومازال يعرض سواء من أصحاب دور نشر، او من شعراء، يرون في ما اكتب، نصاً جيداً، يستحق أن يدول ويكون كتاباً يقرأه الناس، أكتب بشكل أساس للمرأة التي لم تنل حقها في التعبير عن نفسها، تلك المرأة التي تشبهني تماماً، التي رجمت بحجارة التمرد، وربما أكثر من ذلك، حين قالت انأ هنا، وهذه هي الحياة، التي أريد، لأنها اعتبرت خارجة عن عرف المجتمع، وخارجة عن مراسيم العائلة، وعوملت بتحفظ شديد، كونها شرخت الجدار وعبرت إلى ضفة النور، حيث هي إنسانة كاملة، طبيعة كتاباتي هي شعر محكي، او لنقل حكاية الشعر، وهي نصوص ذاتية بحتة، تحكي تجربة خاصة جداً، لامرأة هي أنا، قرأت كثيراً لكتاب مختلفين، جبران خليل جبران وكان الأب لنتاج مرحلة معينة، فيما سيطر عبد الرحمن منيف، على فكر المرأة العشرينية، حتى صار كويلو نموذج مميز للقراءة البسيطة، طبعاً، كان هناك الكثير من الكتاب مثل الزروالي وبوجدرة والطاهر بن جلون، وماركيز ونوبوكوف، ومكسيم غوركي، الياس بو شيكة وميخائيل نعيمة ومي زيادة ونزار قباني وغادة السمان وأحلام مستغانمي وعبد الستار ناصر، وعبد المجيد الربيعي، وكتاب محدثين كثر، وشعراء أكثر لا استطيع ان أهملهم لان لهم اثر كبير فيّ، مهما كان نتاجهم وطبيعة كتاباتهم
@ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ؟؟؟
يضحكني ما اقرأ هنا، دعني أقول لك شيئا، كل ما ذكرته هو ليس صنيعه ذكورية، أنه صنيعة نسائية بحتة، نعم هناك نساء هن ضد تحرر المرأة، وضد كفالة كرامة المرأة، بل أنهن يفضلن أن يبقين عالة على الرجل، والرجل بطبعه مستريح للتبجيل، ويقع في فخ المسؤولية، تلك المسؤولية التي تجعله عبداً لمتطلبات الزوجة المصونة، المخدرة التي لا تكشف على الرجال، كي لا ينفح خُدرها، لكن تلك الخدعة ما عادت تنطلي عليه، لذا وبصنيعة مفبركة، وبائسة أقحمت في الدين وذيلت أحاديث وقصص على هذا النحو، تقول نقص المرأة واعوجاجها، إن الأمر مضحك، لا يمكن لأي امرأة أن ترضى أن يقال فيها عشر ما ذكرت، ولا يمكن لرجل أن يقبل لابنته او زوجته او أمه او أخته ولا واحد بالمليون مما ذكرت، كما أني لا اقبل أن يقال انه من صنع الرجل، هذه القصص، نعم شاركته المرأة في ذلك، بل إن لها الباع الأكبر في الترويج لهكذا ثقافة، ولهذا حديث في التاريخ، وفي المشهد السياسي الإسلامي اكبر دليل.
@هل تعتقد السيدة فتوش أن حياة الغربة والمعاناة التي تلقونها، تتناسب مع الدخل والمتع الأخرى وهناك ما يعوضها ام لا؟؟؟
لو كان بيدي يا أستاذي العزيز، لنصحت كل مواطن عربي، أن يجرب الغربة، لا اعرف إن كان يجب أن أعمم النصيحة، فتصير كل مواطن شرق متوسطي، او ربما آسيوي، او من العالم الثالث ومن الدول التي لا تنمو أبدا، الغربة هي ليست فقط تجربة فيها نوع من المغامرة، إنها غربال، نعم غربال لنا نحن القادمون من عمق الشرق، إنا تعرينا، وتكشف عن حقيقة الإنسان فينا، وهنا يبرز الجوهر، وتتوثق الخصال والصفات، التي تميز كل فرد، الغربة تنمي المحبة وتزيدها إن وجدت، في حين أنها تنمي الكراهية والأنانية إن وجدت، ببساطة، أنها تعزز وتضاعف ما هو موجود فيك بالأساس، لذا كنت أتمنى إن يجربها كل فرد، كي يرى نفسه على حقيقتها، وبدون رتوش مجتمعية، الغربة هي أنك تبق أنت ولا احد يمكن أن يعرفك، إلا إذا قلت أنا هنا، فأبصروني، فإما تطفح محبة أو تغرق في الكراهية، الحياة في الغربة ليست صعبة، العمل ليس صعباً أيضا، على العكس، قد يكون ليس بمستوى الطموح، كوننا كمغامرين شرقيين، نحلم بأشياء فنتازية، لكن مع الوقت، يصير وضعك مقارباً لما تتمنى، وليس لما تحلم بالتأكيد، الغربة تعطيك هامش كبير من الحرية، وهنا ستكون أنت، ولا شيء سواك، فأما تكون، وأما لا تكون
@ما هي أوجه الشبه او الاختلاف بين الأسرة البلجيكية، والاسرة العربية، وهل تتمني أن تكون الأسرة العربية، كالأسرة البلجيكية أم بالعكس؟؟؟
من أوجه الشبه، هي المسؤولية تجاه كل فرد من العائلة، حين يوجد طفل، او زوجة، او زوج، تجد كل منهم ملزم بمسؤولية كاملة، تجاه الآخر، تجاه الزوجة وواجباتها الاجتماعية، او ضمن نطاق عملها، تجاه الطفل، حتى يستوي ويصير قادراً، على الاعتماد على نفسه، مع الحرص على كفالة مستوى تعليمي جيد له، تجاه الزوج، ومسؤولياته، تساعدها في ذلك مؤسسات خدمية كثيرة وجدت لإعانة الأسرة الأوربية بشكل عام، وهنا أقول وجد شبه، كون الأسرة العربية تشعر بنفسها مسؤولة، عن أفرادها حتى يصيروا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، ولكن في ظل غياب مؤسسات خدماتية، تكفل تقديم خدمات أسرية، ولو بشكل مقنن، فان العبء يصير كبيراً، نعم الأسرة العربية أكثر تلاحم، ولكنها أيضا أكثر مضيعة للوقت، وربما للفرد أيضا، الأسرة الأوربية تختصر الطريق، وتسهل الأمر، ستقول ان العاطفة الاجتماعية غائبة، وسأعترض طبعاً، لان هذا كلام عاطفي، يقال بدون تجربة، قد تكون هي اقل نوعا ما، وهذا مردة الى الطقس بشكل أساس، وبشكل آخر إلى طبيعة تنشئة الأسرة، التي لا تجد مفكا من الانغمار في أداء واجبها بشكل كامل وبدون تسيب، وبلا إهمال، خذ مثلا الطفل يجب أن ينام في التاسعة مساءاً، هذا يعني انه لا يجوز أن تكون هناك ضجة بعد التاسعة، كذلك هذا يعني أن الطفل حتى يظل بصحة جيدة وبتركيز مقبول، يجب أن يحظى بساعات نوم معينة، الزوجة الأوروبية مثلا حريصة على إيصال ابنها إلى مدرسته والى انتظاره في باب المدرسة، مع انها لديها عملها وواجباتها وهكذا، هل تجد ما يشبه هذا في مجتمعاتنا العربية، نعم نحن متلاحمون بحكم سياسة التقنين التي تمارسها حكوماتنا، لكن لو كان الأمر كما هنا لاختلف كليا، الأسرة العربية ناجحة، ومتفوقة في جوانب معينة، لكن هذا لا يعني آبدا أن الأسرة الأوروبية ليس لديها مميزات، ومميزات حقيقة تشيد بها مجتمعاً صحياً ناجحاً.
@أين تكمن المشكلة سيدتي في رأيك، حتى تكون أي بلد عربي كبلجيكا من ناحية الرخاء والتقدم؟؟؟
في البلاد العربية بشكل عام، لدينا أزمة مسؤولية، الراعي للأسف يا سيدي، غير مسئول عن رعيته، بل انه لا يعرف شيئا عن رعيته، المسؤولية المهنية والأخلاقية، أننا نعيش أزمة حقيقة.
@كيف يفهم الأوروبيون، المواطن العربي بصورة عامة، هل ما زالت صورتنا سلبية لديهم، وما هي الأسباب وراء ذلك؟؟؟
المواطن الأوربي يحترم الفرد الناجح، القادر على إثبات نفسه، نعم هو يتخوف من الفرد المسلم وليس العربي، بعد موجة الردة الدينية التي شوهت معالم الدين الإسلامي، والتي روجت لثقافة الترهيب والتكفير وغيرها، صار المواطن الغربي بشكل عام، يتخوف من الفرد المسلم، باعتبار أن دينه يقضي بذبح الكافر المسيحي، او اليهودي، او حتى الشيعي، ومن هو على غير ملته ومذهبه، لذا، يتوقع من كل فرد مسلم، انه سيشهر سكينا ويكبر، وهو يضعه على رقبته، بغض النظر، عمن روج لهكذا ثقافة، سواء كانت دول كبرى لها مصالح اقتصادية في بلادنا، لا يمكنها كفلها لا بالترويج لدين متخلف، ودعاة رجعيون، وحكام مرتدون، متعممين بعمامة نبي الإسلام، بغض النظر عن كل هذا، أقول لك أنهم نجحوا في زرع الرهبة في قلب كل من يقترب منا، نحن المسلمون، بل صار الإفصاح عن هويتك الدينية، يعني أن تفتح بابا للنقاش، في مشاكل ومسائل أنت في غنى عنها.
@ هل أنت مع حرية وحق الشاذين جنسياً، من كلا الجنسين، بتواجدهم في المجتمعات العربية، دون مطاردتهم، والتضييق عليهم، وإقامة جمعيات لهم تحفظ حقوقهم؟؟؟
ربما بحكم كوني امرأة، من أصول ريفية، ما زالت تحكمني تلك النظرة القاسية، تجاه هكذا فئة من المجتمع، للأسف يا سيدي، أنا لست ممن ينادي بحرية الشواذ، لكني مع المناداة بجمعيات ومؤسسات تتبنَّى علاجهم او إيجاد نوع من الحلول لمشكلتهم، أنا ضد المؤسسات التي تنادي بالتصريح لزواج المثليين، او بالسماح لهم بتبني أطفال، أنهم بالأساس وضع غير طبيعي، ومخالف للطبيعة الإنسانية، إذن يجب معالجتهم، او حجرهم في مؤسسات خاصة بهم، وهكذا يمكن حماية المجتمع من أمراض مماثلة.
@ما هي التجارب والخبرات بشكل ملخص، التي تعلمتيها من إقامتك بالغربة؟؟؟؟
أهم القيم التي تجلت عندي، هي الصدق وقول الحق، ولو على نفسي، قيمة نكران الذات، التي كشفت لي محبتي العميقة للآخرين وبشكل غير محدود، كذلك حبي للغتي العربية، والتي عكفت على العمل بها كمعلمة في الثلاث سنوات الأخيرة، واشعر في كل مرة، كأني أقوم بعمل عظيم يشبه عمل الأنبياء، تعلمت في غربتي أن الأوطان هي جنة الله في الأرض، وان أوطاننا على علاتها لا تضاهيها تربة في الوجود، تعلمت أن الكلمة الطيبة، كفيلة بخلق حالة من التواصل الفريد في المجتمع الإنساني.
@ ما هي طموحاتك وأحلامك، التي تودي أن تتحقق سواء الشخصية او العامة؟؟؟؟؟
أحلامي وأمنياتي كثيرة، وطموحي لا تكفيه مساحات النت الشاسعة، لكني باختصار أتمنى أن أحظى بفرصة لشهود دولة حقيقة، تقام في بلدي العراق، أتمنى أن يرقى العراق بمؤسساته الخدماتية، والتعليمية والتربوية إلى مصاف يليق بكرامة الفرد العراقي، على الصعيد الشخصي، أتمنى أن احظي بفرصة لتحقيق ذاتي كامرأة حاولت أن تثبت أن بإمكان أي امرأة من بيئتها ومن جيلها، أن تكون قادرة على إدارة حياة ناجحة، وعلى تقديم مثال جميل وبسيط على نجاحها، أتمنى أن أحقق مشروعي، مقهى القراءة العربية، وهو مشروع بدء منذ ثلاث سنوات، كفكرة، ومازال لم يكتمل، محبتي للجميع وشكرا لك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.