حبيبي الغائب من قال لك أنني غائب ؟ وأنا الذي أراك حيث تكونين كل لحظة ألف مرة أراك بحدس قلبي ساعة تستيقظين من النوم ولحظة تغسلين وجهك الجميل في الصباح الباكر أراك وأنت تشربين قهوتك الصباحية في الشرفة المطلة على الحديقة وأنت تقرأين مجلتك أراك وأنت تشترين الورد أراك بثوبك الأخضر الموشى بالأغصان وبثوبك الأحمر وبفستان السهرة الذي تحبيه أراك في المكتبة وأنت تنتقين كتب الروايات والقصص ثم تعودين الى البيت أراك في كل حركة كأنني ظلك يدك قلمك الأخضر الفنجان الذي تشربين به قهوتك وثاني عبارة تسألين أين أنت آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه لو تعرفين أنا في قلبك ... أنا دقة القلب ورعشة الأجفان ورائحة عطرك أنا القرط الذي في أذنيك وأحمر الشفاه الذي شفتيك والكحل المحيط بعينيك المذهلتين أنا دبابيس شعرك والخاتم الذي في إصبعك أنا مقيد بك وبكل أشيائك في الصباح والمساء أنا داخل أعماقك وفي بيتك كل شيء يلامس يديك أما أحسست بدفء حبي وأنت تقرأين قصيدة جميلة مثلاً أو تشاهدين لوحة رائعة أو مشهداً طبيعياً وأنت تهتفين سبحان الخالق وأنا من بعيد البعيد أهتف سبحان الخالق ... سبحان من جعلني أحبك وجعلك جونارة سيا سبحان من علمني كيف أحبك سبحان من جعلى هذا احمر المشقوق فم بالوردٌ حمراء مبتلةٌ من لحمً ودم وأوحى لك أن تقبلي حبي سبحان من وضعك في طريقي في ألف ألف مصادفة كأنك كل حياتي رأيتك في النوادي وفي المطاعم رأيتك في المعابد ورأيتك في المدارس رأيتك في السينما و المسرح في الجامعات والمراكز الثقافية رأيتك في المعارض والأمسيات الشعرية كنت تتواجدين حيث أنا فأراك في اليوم مرات ومرات حتى أحسست كأنك أنت عالمي وحده وكأنك أنت المرأة الوحيدة في كل هذا الكون ثم كأن لا بد من أن أحبك وأن .. وأن .. ربما تحبينني هل تحبينني ؟ دائماً أسألك هذا السؤال ... ثم أجد الجواب في عينيك الساحرتين وهما مبللتان بالدمع فأغمرك بصدري ولا أصدق لا أصدق أنك حبيبتي لأنك أكبر من أن أحبك أنت في القمم وأنا في السفح مشدود النظرات حتى التعب أنت المستحيل الذي أحلم أن أصل إليه إذ دائماً في كل منعطف يختفي نهر جمالك فأبدأ من جديد البحث عنك في كل الدنيا وإذا ما صادفتك ثانية يخطفك مني منعطف أخر والى متى أظل أنا أركض خلفك وأنت السر الذي لا يمسك باليد ولا يكتشف بالعين ولا ينهض إلا بين الأفق و الأفق ؟ جونارة سو