يفتتح يوم السبت القادم في جاليري ضي قال الناقد العربي الكبير عز الدين نجيب ان معرض مبدعون خالدون الثاني الذي تنظمه قاعة ضي يوم السبت القادم للفنانين ( طوغان و عبدالبديع عبدالحي و عبدالعزيز درويش و علي كامل الديب و عزت ابراهيم و عمر النجدي و محمد سليمه و مصطفي حسين و محمد هجرس و جمال كامل و جابر حجازي و الغول احمد و حجازي و حمدي جبر و سانتس سمير المسيري و سمير رافع) تحت عنوان «مبدعون خالدون» للفنانين الراحلين هو خطوة جيدة نحو تأسيس ذاكرة جديدة لفننا الحديث من أجيال مختلفة, تحاول- برؤى متعددة – الإمساك بذلك 17 ذاكرة جديدة لفننا الحديث , باستعادة أعمال الجوهر الإبداعي الذي أشرت إليه , على أن تتلوها خطوات , مرة كل عام على الأقل , تضم مجموعات أخرى من الفنانين , إذ لايمكن إختزال مئات الأسماء التي تركت بصماتها الإبداعية القوية الممتدة إلى عمق هويتنا في قائمة واحدة .. وهو في الحقيقة مشروع دولة تملك الإمكانات والقاعات ووسائل الرصد والتوثيق و الطباعة , بما يفوق كثيرا إمكانات (ضي) الناشئة … فليكن معرضنا هذا حجرا يلقى في البحيرة الراكدة , ليثير الإهتمام بهذه القضية ويكون النموذج للإستمرار . ونلاحظ في المعرض تنوعا في المجالات الإبداعية بين أعمال الراحلين , من تصوير ونحت و خزف ورسم , وكذا التنوع في الأجيال بين الخمسينيات و الثمانينيات , بما يجعلنا أمام لوحة بانورامية رامزة للحركة الفنية بمختاف أجيالها ومجالاتها و مدارسها و اتجاهاتها , بدون انحياز لنوعية أو لاتجاه , وبلا نظرة استعلائية على بعض الأساليب التي تحقق أغراضا عملية تحظى بانتشار و قبول لدى الجماهير العادية عبر أغلفة الكتب والصحافة . وبعد …فليس بالكلمات فقط يروى الفن وتزدهر وروده , ولا يتأتي ذلك بالذاكرة الافتراضية التي يشكلها الباحثون بالرسائل الأكاديمية أو يكتبها النقاد في مقالاتهم وكتبهم .. فما كل ذلك إلا توثيق هو أضعف الإيمان , لكنه لا يكفي لصنع تراكم لخبرة حقيقية , أو لري ظمأ العيون والقلوب بلآلئ الفن , وإن كان يمنح الفنانين ثراء يقوي يِّإنتماءهم ومناعتهم خلال نموهم وتطورهم ..إنما الري الحقيقي لهذه العيون والأفئدة يتحقق بإتاحة مشاهده جواهر الفن للجمهور والدارسين بإستمرار , فتحيا وتتجدد , بعد تخليصها من مخازنها ( مقابرها ) وتسليط الضوء عليها .. وقد كانت متاحفنا تقوم بهذا الدور , لكنها أغلقت أبوابها وأطفأت أنوارها على أعمال الفنانين منذ سنوات بعيدة … ّلهذا تأمل ( ضي) أن تقوم بتصحيح هذا الوضع الغريب من حين لآخر . بمثل هذا المعرض التذكاري لأعمال الراحلين , فتنفي به عنهم معنى الرحيل , ليحل محله معنى الخلود