قال الفنان والناقد الكبير عز الدين نجيب، أن معرض مبدعون خالدون الذي ينظمه اتيليه العرب للثقافة والفنون جاليري ضي يوم السبت القادم الموافق 8 سبتمبر، للفنانين انجي افلاطون ومحمود بقشيش وكمال الجويلي وسيد عبدالرسول وامين ريان وصلاح طاهر واحمد فؤاد سليم وعبدالمنعم مطاوع وشاكر المعداوي وعدلي رزق الله وجمال قطب وجميل شفيق وحسن راشد وسلمي عبدالعزيز وخلف طايع وشوقي زغلول وحسن راشد والفنان السعودي العاشق لمصر فهد الحجيلان. ان هذا المعرض هو خطوة أولى نحو تأسيس ذاكرة جديدة لفننا الحديث , باستعادة أعمال 16 فنانا من أجيال مختلفة, تحاول- برؤى متعددة – الإمساك بذلك الجوهر الإبداعي الذي أشرت إليه , على أن تتلوها خطوات , مرة كل عام على الأقل، تضم مجموعات أخرى من الفنانين، إذ لايمكن إختزال مئات الأسماء التي تركت بصماتها الإبداعية القوية الممتدة إلى عمق هويتنا في قائمة واحدة. وهو في الحقيقة مشروع دولة تملك الإمكانات والقاعات ووسائل الرصد والتوثيق و الطباعة , بما يفوق كثيرا إمكانات "ضي" الناشئة ... فليكن معرضنا هذا حجرا يلقى في البحيرة الراكدة , ليثير الإهتمام بهذه القضية ويكون النموذج للإستمرار. ونلاحظ في المعرض تنوعا في المجالات الإبداعية بين أعمال الراحلين , من تصوير ونحت و خزف ورسم، وكذا التنوع في الأجيال بين الخمسينيات و الثمانينيات، بما يجعلنا أمام لوحة بانورامية رامزة للحركة الفنية بمختاف أجيالها ومجالاتها و مدارسها و اتجاهاتها، بدون انحياز لنوعية أو لاتجاه , وبلا نظرة استعلائية على بعض الأساليب التي تحقق أغراضا عملية تحظى بانتشار و قبول لدى الجماهير العادية عبر أغلفة الكتب والصحافة . وقال عز الدين نجيب فليس بالكلمات فقط يُروَى الفن وتزدهر وروده , ولا يتأتي ذلك بالذاكرة الافتراضية التي يشكلها الباحثون بالرسائل الأكاديمية أو يكتبها النقاد في مقالاتهم وكتبهم، فما كل ذلك إلا توثيق هو أضعف الإيمان، لكنه لا يكفي لصنع تراكم لخبرة حقيقية، أو لريِّ ظمأ العيون والقلوب بلآلئ الفن، وإن كان يمنح الفنانين ثراء يُقوِّي إنتماءهم ومناعتهم خلال نموهم وتطورهم، إنما الرِّيُّ الحقيقي لهذه العيون والأفئدة يتحقق بإتاحة مشاهدة جواهر الفن للجمهور والدارسين بإستمرار , فتحيا وتتجدد، بعد تخليصها من مخازنها "مقابرها" وتسليط الضوء عليها. وقد كانت متاحفنا تقوم بهذا الدور، لكنها أغلقت أبوابها وأطفأت أنوارها على أعمال الفنانين منذ سنوات بعيدة. لهذا تأمل "ضيّ" أن تقوم بتصحيح هذا الوضع الغريب من حين لآخر، بمثل هذا المعرض التذكاري لأعمال الراحلين فتنفي به عنهم معنى الرحيل ليحل محله معنى الخلود.