للفن رسالة لايختلف عليها إثنان فهى لها أثر عميق على النفس وفيها يكمن الابداع والتميز وهى الوسيلة التى يتم التعبير بها عن الأفكار والمشاعر وهى التى تتطرق الى المشاكل الإجتماعية فى محاولة لإصلاحها وهى التى تسلط الأضواء على بعض سلبيات المجتمع لتفاديها وهى التى من خلالها تبنى الحضارات فهى عامل اساسى فى يقظة المجتمع من الركود والانحطاط وهى آداه للتعليم وعلاج للأمراض المجتمعية فالفن له دورا اساسيا فى قيادة العالم فكريا فهى رسالة هدفها سامى تصنعها انامل مبدعة وينفذها فنانون مبدعون. لذا يقع على عاتق كل فنان مبدع مسئوليات جسام تجاه وطنه من خلال نوعية مايقدمه من ابداعات والتى يجب ان تعمل على الارتقاء بوجدان واخلاق ابناء وطنه وعليه فعلى الفنان ان يقدم مايرتقى به المجتمع فكريا وثقافيا واخلاقيا والا يترك الساحة لمدعى الفن والذين حولوا الفن لوسيلة لمخاطبة الشهوات والغرائز بصورة مقززة فاصبح العرى فناً والانحلال الاخلاقى فكراً والعنف والبلطجة قدوة يقتدى بها الشباب يقلدها حتى تصبح من سماته ليصبح الفن بذلك مصدرا لتدمير قيم واخلاقيات المجتمع. وماجعلنى أتطرق الى هذا الموضوع هو ما أحدثته حفله الفنان محمد رمضان التى اقيمت في ساحة مركز المنارة، بمنطقة التجمع الخامس مؤخراً من جدل واسع وحجم الانتقادات الواسعة التى وجهت الى هذا الفنان الذى دأب في العديد من أغانيه وأعماله الفنية الظهور فى شخصية البلطجى الذى يقتل ويضرب ويسرق ويحرق ويتاجر فى المخدرات والنساء حتى اصبح قدوة يقتدى بها الشباب فى الشكل والمضمون ولا اعلم هل يدرك نتائج مايقدمه على الساحة الفنية وكيف انه اصبح مصدر انحراف للمتلقى لفنه أم انه مغيب مثله مثل من ينتهج نفس نهجه وكيف للدولة ان تكرم مثل هؤلاء الذين يدمرون المجتمع وينشرون فكرهم المريض ولايدركون ان مايفعلونه هو جريمة فى حق الوطن الذى يتغنون بحبه وهم الد اعدائه. الفنان الحقيقى صاحب رسالة ولابد ان يقدم الى عشاقه كل فن راق لا ان يهل على عشاقه على المسرح عارياً وبصورة بلطجى يغنى ويرقص بحركات اباحية متباهياً بسيارته البورش التى صعد بها على المسرح ترافقه عدد من الدراجات النارية ليؤكد انه “نمبر ون”ويتراقص على اغانيه الهابطة شباب من المفترض انهم خيرة الوطن وطبقته العليا. لا اعلم ما الهدف من خروج محمد رمضان على جمهوره بهذه الصورة الا تكفى افلامه التى تنشر الفوضى والبلطجة فى المجتمع حتى تكون اغانيه هى ايضا مظهر اخر من مظاهر العنف الذى ينتشر بين كل محبيه والتى قطعا ستحاول تقليده فى صورته وهيئته وافعاله واسفافه وسقطاته. أن ما يفعله محمد رمضان هو أشد خطرًا على المجتمع من المواد المخدرة بل أصبح أكثر خطرًا على المجتمع من الجرائم الإرهابية لما يحتويه المحتوى المسف الذي يقدمه، وغير مبالي بأن الحفل الذي أقامه يشاهده الملايين، ومذاع في العديد من القنوات أو من قاموا بتصويره في ذلك الحفل، وبثه على شبكة الإنترنت وشاهده الملايين من الجماهير على اختلاف الفئات العمرية والثقافية في داخل مصر وخارجها ما أعطى للجميع الانطباع والشكل المسيء للفن المصري بل أساء إساءة بالغة للشباب والفتيات والمرأة المصرية بخلاف الدعوة الصارخة للعري والتحرش، وأن تلك الأعمال تساعد على تدمير الذوق العام، ورحم الله أيام الفن الجميل”.