(أحياناً لابد أن تنسى لأجل أن تحيا، وأحياناً لابد أن تتذكر لأجل أن تحيا؛ ولكنك دائماً وأبداً لابد أن تحيا؛ ولكي تحيا لابد أن تواجه كل المعارك، معاركك مع الآخر ومع ذاتك؛ فحتى في الهزيمة هناك حياة؛ فيمكنك أن تكون ميتا رغم كونك حياً وذلك حين تتخاذل عن معاركك؛ تهرب بدافع الخوف أو الشك أو حتى الكسل؛ لأنك لا تريد الصراع، لا تريد أن تواجه، ولكنك ربما لا تدري بأن المعارك المؤجلة تؤدي إلى هزائم مُهينة؛ وأن جزءاً من متعة الحياة هو أنك قاومت وصارعت ورفضت حتى آخر نفس من أنفاسك. فلا تحيا على حافة الحياة؛ ولا تموت مئات المرات؛ لابد أن تحيا بعمق الحياة، وأن تموت مرة واحدة بكرامة وعزة وبأنك لم تفر من ساحة الحياة حين نادتك معاركها.) رواية قصة حلم هي رواية حلم لامرأة فقدت كل شيء ودخلت السجن لجريمة لم ترتكبها، وحين خرجت من السجن وجدت نفسها غريبة عن الحياة وعن ذاتها، واختفى جميع أفراد عائلتها، لم ينتظرها سوى ذلك البيت العتيق الذي كان يمثل كل ما تبقى لها في الوجود. لم يتبق لها سوى حلم صغير همس لها بأن الوجود ليس ما نراه فقط بل ما لا نراه ونؤمن بوجوده. العديد من الروايات تكرس صورة المرأة المتحررة المستقلة والقوية، ثم في نهاية الرواية تنتصر تلك المرأة على كل من حولها أو تنكسر أمام نفسها وأمام الآخر، ومن النادر أن تتناول رواية شخصية امرأة وجدت طريقها في المفاهيم الدينية والقيم الأخلاقية، وتظهر على الغالب صورة المرأة الملتزمة دينياً بأنها امرأة هشة غير مثقفة ومنسحبة من المجتمع، أو أنها ملتزمة دينياً بالشكل الظاهري وليس في المضمون. وهذه الرواية تتناول شخصية امرأة لم تدعي التدين ولم تفاخر به ولكن مارسته بكيانها ووجودها دون تكلف ولا انسحاب من المجتمع، ولم تحاول أن تجعل هويتها بأنها انسانة متدينة ولكنها عاشت مفاهيم الدين بحياتها البسيطة وبتلقائية وبفطرة سليمة. كما أن الرواية تقدم نموذج فريد للمرأة ببساطتها وعمقها وبنفس الوقت بإصرارها على تحقيق ما تريد وأن ترى حلماً بعيد بل ومستحيل على أنه لابد وسيأتي، فحياتنا لا تصاب بالشلل حين تتعطل الأمور حولنا ولكن حين نصر على قتل أحلامنا عبر اليأس والاستسلام. وهي لم تعتبر المعاناة شيئاً خارج عن الواقع ولكنها تقبلته لأن الحياة ليست شيء سهل لذلك وصفت أحداث حياتها بالمحطات وليس بالفصول، وفي كل محطة يبدأ فصل جديد من الألم أو الأمل، من الحزن أو من السعادة. وفي نهاية المحطات تدرك وبعمق بأن محطتها الأهم هي الإيمان بالله وبقدره وبحكمته وبرحمته.