افتتح في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ملتقى الكويت الثالث للتشكيل الخليجي في حضور الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح وذلك مساء الاحد الماضي بالاضافة الى توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة سعاد الصباح الابداعية. وشارك في معرض الملتقى 80 فنانا وفنانة من مختلف دول الخليج، بأكثر من 150 عملا فنيا منهم 84 من الكويت ب 88 عملا تشكيليا و31 فنانا من الخليج ب 61 عملا. وعقب افتتاح المعرض قال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبدالرسول سلمان: «ان حرصنا على دعم الثقافة هو ايماننا بأن الفن قيمة حضارية يؤكد الهوية ويؤمن الحوار والتواصل بين الافراد والجماعات». واضاف «ان جائزة الدكتورة سعاد الصباح الابداعية هذه الجائزة تعتبر اضاءة جديدة على المشهد التشكيلي الخليجي وتجاربه المتعددة واساليبه المتنوعة واجياله المتصلة ومناسبة متجددة لاكتشاف المواهب. كما شهدنا في التجارب المعروضة في هذا الملتقى لرموز التشكيل العربي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإنها تؤكد فكرتها حول التصور الحسي للعالم والذي يميز المرحلة المعاصرة في هذا القرن. وقال سلمان: «في هذا الملتقى نتوقف عند الطريقة التي يسجل فيها الفنانون افكارهم ورؤياهم الذاتية تدفعنا للتوقف والتأمل والبحث في ربط الحركة التشكيلية العربية في الخليج العربي بالتيارات العالمية ما لا ينفي خصوصيتها وارتباطها بالبيئة العربية، لأننا كما لا نعرف ان المحلية هي الطريق الى العالمية اذ ان الفن ليس ملكا لبلد معين بل هو تراث الانسانية». في الاعمال المعروضة نستشف الحضور الفني المتوهج حيث تعامل الفنانون مع الموضوعات بكل الجدية، والتفاني الجمالي والنفسي، وكأنهم جعلوا من البيئة والانسان والوجه والطبيعة والصحراء والرمال ايقونات خاصة مليئة بالاسرار والغموض. واستطرد قائلا: «كما شهدنا في هذا الملتقى كيف استطاع كل فنان ان يكون متمكنا من ادواته ومواده في الرسم والنحت والخطط والالوان والاشكال وتنغيم المساحات التي يعالجها متحركة داخل منظوماتهم المكانية التي تفرضها مرآة الحياة في البيئة وهي توحي بالمعاصرة والعلاقات الانسانية حيث حنين للأمكنة وما تبوح به من الاضواء والظلال من متعة ونشوة تجعلها في اعيننا كأنها احتفالات تحدث في حيثيات اللوحة وفي تفاصيلها الدقيقة التي تنتظم في لونية متراكبة بعضها فوق بعض بتقنيات فيها مهارة البساطة وحرفتها. وختم قائلا: «كل الشكر والتقدير والامتنان للدكتورة الشاعرة الشيخة سعاد الصباح لاحتضانها ورعايتها ودعمها للمبدعين بوصفهم جزءا من حركة بناء المجتمع ونموه في ظل حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه». وألقت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح كلمة ذات طابع ادبي جميل اشادت فيها بالفنون التشكيلية لتقول: «انني في هذه الرحلة كلما طرقت باب فكرتي فتحت لي بوابة اللون وكم من مرة وقفت تحت شلالات الشعر وخرجت مبللة بعلب الألوان المائية والزيتية، فتتبدل لغة الشعر الى الألوان». واضافت «كم اشعر الحب والانتماء وانا اقف بينكم يا اصحاب الاحساس الاجمل» وقالت بتأكيد «يذهب السياسيون والجيوش والمؤتمرات وتبقى القصيدة والفنون». وقالت الشاعرة سعاد الصباح: «ان الفن التشكيلي وشتى الفنون الانسانية الاخرى هي تعبير انساني عن العالم الذاتي للفنان، وعلاقته بعالمه المحيط به، ويعكس مدى تعمقه في فهم موضوعات وشؤون هذا العالم، كما انه في الوقت نفسه له اسلوبه في التفاعل معه والارتقاء به، وتحصينه بالقيم الانسانية والاخلاقية والاسهام في معالجة مشاكله في سبيل بناء مجتمع انساني حيوي متمدن». ثم كشف سلمان في حفل توزيع جوائز الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح عن الاعلان عن جائزة اطفال الخليج، التي اقرتها سعاد الصباح وستبدأ بداية من السنة المقبلة. وتنوعت المشاركات في المعرض لتشمل الكثير من الاعمال الفنية، التي تتواصل مع الواقع والخيال معا، وذلك عبر اعمال متنوعة في اساليبها واشكالها وكذلك اجيال فنانيها، وبالتالي فقد ساهم هذا المعرض في تعريف الجمهور بالمستوى الراقي الذي وصلت اليه الفنون التشكيلية الخليجية. تكريم... وتوزيع الجوائز كرمت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عددا من الفنانين الخليجيين نظرا لدورهم المهم في تطوير الحركة التشكيلية وهم: بلقيس فخرو من البحرين، وامل العاثم من قطر، وعبيد سرور من الامارات، وعواطف آل صفوان من السعودية، وعلي المحميد من البحرين، وخلود الجابري من الامارات، وحسين المبارك وحرمه من الكويت، وفواز الدويش من الكويت. واجتمعت لجنة تحكيم جائزة الدكتورة سعاد الصباح الابداعية المتكونة من مدير ادارة الفنون التشكيلية السعودية في الرياض الدكتور صالح الخطاب والملحق الثقافي السعودي في روما الدكتور فؤاد المرغبل، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل في السعودية الدكتور صالح آل زاير، معلنة عن اسماء الفائزين بالجائزة الاولى وهم: موضي الهاجري من قطر، وعبدالله الزايد من الكويت، ومياسة السويدي من البحرين، وعبدالله العتيبي من الكويت، وريا المنجي من عمان، واحمد جوهر من الكويت، وامل فلمبان من السعودية، ويوسف ابراهيم من السعودية، وصديقة هملان من عمان، وعدنان الاحمد من البحرين. وحصل على الجائزة الاولى كل من: غادة الحسن من السعودية، وعلي خميس من البحرين، وفهد المسباح من الكويت، ومحمد المزروعي من الإمارات. المصدر : جريدة الراى الكويتية